ترجمة: أحمد الوكيل قالت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: إن اتفاقية السلام التي وقعت بين طرفي النزاع في دولة جنوب السودان ربما منعت انزلاق البلاد إلى الهاوية، لكنها لم تجد لجوبا مخرجا من الأزمة الحقيقة التي تعيشها. ورأت المجلة أن قرار الرئيس الجنوب سوداني سلفا كير توجيه تهمة التخطيط لانقلاب، في تلك الأثناء، قد يتسبب بفشل اتفاقية السلام الهشة، مشيرة إلى ما صرح به قائد المتمردين، ريك مشار من أن الادعاءات التي تحدث عنها سلفاكير «لا أساس لها»، وأن هؤلاء المتهمين «يمثلون جزءا هاما من عملية السلام». وتابعت المجلة أنه بالنظر إلى ما حدث، برزت عدة تفسيرات حول كيفية انزلاق جنوب السودان إلى الفوضى الحالية، موضحة أن أهمها رسم الصراع على أنه عرقي أو قبلي وفي المقام الأخيرة سياسي. وأشارت إلى أن مراقبين آخرين ربطوا بين الأزمة الحالية وبين عدم استعداد جوبا للاستقلال، وتساءلت: لكن ماذا لو كانت الأزمة مرتبطة بجغرافية الدولة نفسها، بمعني أنها نتاج جزئي للعزلة عن الطرق الرئيسية التجارية في العالم، والمستوى الأساسي للازدهار الذي يتأتي بسببها؟ فعند النظر لجنوب السودان من تلك الزاوية، فإن الصراع المتجدد في الدولة يعد بمثابة مؤشر على الصعوبات التي تواجهها» الدول الحبيسة». وأوضحت أن عدم الاتصال بالبحر ليس المشكلة الوحيدة، فالدول الحبيسة تواجه أيضا تحديات كبيرة تتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والحوكمة. ولفتت المجلة إلى أن مشكلة جنوب السودان، الدولة المنتجة للنفط، كبيرة بسبب اعتمادها على جيرانها في تصدير منتجها الذي يمثل تقريبا العائدات للدولة، وفي ظل الأوضاع حالية التي تشهدها جوبا والمشاكل الحدودية مع جيرانها الذين يشكلون تهديدا دائما لقراراتها بسبب تحكمهم فيما يمكن إدخاله إليها، فإن فكرة إنشاء جنوب السودان كدولة حبيسة سيساهم فقط في تعميق المشكلة. العرب