أديس أبابا - تستأنف غدا الجولة الثانية من المفاوضات بين طرفي الصراع في جنوب السودان، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا وسط حديث عن مشاركة موسعة ستشمل المعتقلين السياسيين المفرج عنهم. وقال المتحدث باسم الخارجية الأثيوبية السفير دينا مفتي إن "وفدي التفاوض من حكومة جنوب السودان ومجموعة ريك مشار النائب السابق لسلفا كير سيصلان إلى العاصمة أديس أبابا؛ الاثنين للبدء في المرحلة الثانية من المفاوضات". وأضاف دينا أن "الجولة الثانية ستبحث القضايا الرئيسية والموضوعية حول الحوار السياسي بين المتفاوضين؛ مما يساعد على تضييق فجوة الخلاف حول القضايا التي سيجري التفاوض حولها، والتي ستساهم بدورها في استدامة السلام والاستقرار في جنوب السودان". من جهة أخرى، ذكر مصدر في الوساطة الأفريقية أنهم تلقوا طلبا رسميا من المعتقلين المفرج عنهم للمشاركة في محادثات السلام الجارية في أديس أبابا. وكانت الوساطة الأفريقية قد اجتمعت مع المعتقلين السبعة المفرج عنهم من قيادات الحركة الشعبية في نيروبي للتعرف على آرائهم حول الجولة الثانية من التفاوض. وأعرب المفرج عنهم عن تقديرهم لجهود هيئة التنمية الحكومية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) التي تهدف إلى تحقيق الأمن والسلام من خلال التوقيع على اتفاق وقف الاعتداءات، مؤكدين التزامهم بأن يكونوا جزءا من العملية السلمية التي تقودها الوساطة الأفريقية من خلال الحوار السياسي والمصالحة الوطنية في جنوب السودان. ومن المقرر استئناف المحادثات بين مفاوضين يمثلون جنوب السودان من جانب، وآخرين يمثلون فريق ريك مشار النائب المقال للرئيس سلفا كير ميارديت برعاية "إيغاد". وأفرجت حكومة جنوب السودان بداية الشهر الجاري عن 7 من إجمالي 11 معتقلا سياسيا محسوبين على فريق مشار كانت تحتجزهم منذ إعلانها عن محاولة انقلابية منتصف ديسمبر الماضي. وهؤلاء السياسيون الذين منحوا حق اللجوء إلى كينيا هم: دينق ألور كول وزير شؤون مجلس الوزراء السابق، وقير تشوانغ وزير الأمن السابق، وسيرينو هيتج وزير الشباب والرياضة السابق، وكوستي مانيبي وزير المالية السابق، وجون لوك جوك وزير الشؤون القانونية السابق، ومادوت بيار ييل وزير الاتصالات والخدمات البريدية السابق، وشول تونغ ماياي حاكم ولاية البحيرات سابقا.ومنذ منتصف ديسمبر الماضي، دارت في جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه سلفا كير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار. ووقّعت حكومة جنوب السودان، ومجموعة مشار، الأسبوع قبل الماضي، اتفاقاً لوقف إطلاق النار، بعد محادثات سلام رعتها "إيغاد". وأعلنت الأممالمتحدة الجمعة أن بعثتها في جنوب السودان (يونميس) سيرت الخميس دورية في مدينة بور بولاية جونقلي (شرق) رصدت خلالها تعرض "العديد من أحيائها لعمليات نهب واسعة النطاق". وقال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق إن الدورية لاحظت بعض الحركة في وسط مدينة بور "ولكن الأحياء السكنية مهجورة في قسمها الأكبر". وأضاف أن مدينة ملكال النفطية في ولاية النيل الأعلى (شمال شرق) كانت بدورها "مهجورة ولكن هادئة". وأوضح المتحدث أن جنود القبعات الزرق يحمون 6 آلاف مدني في مخيم للاجئين في مدينة بور و22 ألفا آخرين في ملكال. وشهدت بور وملكال أعنف المعارك بين القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير وتلك الموالية لنائبه السابق ريك مشار. واندلع النزاع بين المعسكرين في 15 ديسمبر في جوبا ولكنه سرعان ما امتد إلى سائر أنحاء البلاد، وقد ساعد في إذكائه انتماء الرئيس ونائبه السابق إلى قبيلتين متنافستين مما أدى إلى مجازر متبادلة بينهما (قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار). وبحسب آخر إحصائية للأمم المتحدة فقد أسفر هذا النزاع عن نزوح 738 ألف مدني إلى مناطق داخل جنوب السودان ولجوء أكثر من 130 ألفا آخرين إلى الدول المجاورة (أثيوبيا والسودان وأوغندا وكينيا).