تشهد مناطق متعددة بدولة جنوب السودان مواجهات عسكرية عنيفة بين القوات الحكومية والقوات المتمردة التابعة لرياك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن خروقات لاتفاق وقف العداء المسلح المبرم بينهما. ومنذ الأسبوع الماضي وحتى الآن لا يزال المستشفى العسكري بالعاصمة جوبا يستقبل العشرات من جرحى الجيش الذين يتم نقلهم جواً من مناطق المواجهات. وبحسب مختصين فإن تجدد المعارك في أكثر من خمس مناطق بولايتي جونقلي وأعالي النيل ينطوي على العديد من الدلالات والمؤشرات على مستقبل السلام في أحدث دول العالم. اتهامات متبادلة واتهم جيمس واني أيقا نائب رئيس دولة جنوب السودان النائبَ السابق مشار وقواته بالعمل على زعزعة الاستقرار في البلاد رغم التزام الحكومة باتفاق وقف العداء المسلح والذي وُقع في يناير/كانون الثاني الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقال أيقا في تصريح للجزيرة نت إن تجدد المعارك يشير إلى عدم جدية مشار في عملية السلام، وإن الحكومة تراقب تحركات العناصر الموالية له في محاولتها لزعزعة الأمن. وأضاف أن حكومته لا تستبعد حصول مشار على دعم من إحدى الدول -رفض تسميتها- بهدف إسقاط الرئيس المنتخب، مبيناً أن تعدد الهجمات يمثل أحد الأدلة الواضحة على وجود دعم خفي لقوات المتمردين. واستطرد قائلاً "ومع ذلك فإن قواتنا ستهزمهم". وكانت كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة وجهت إدانات وُصفت بأنها الأولى لقوات المتمردين بسبب هجومها على مدينة ملكال حاضرة ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط، وطالبت الطرفين الوقف الفوري للعمليات العسكرية واحترام اتفاقهما المبرم بشأن وقف التعدي المسلح. وقال يوهانس موسى فوك المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية في المعارضة -الجناح السياسي لقوات المتمردين- إن قواته تصد فقط هجمات القوات الحكومية على المناطق التي تخضع لسيطرتهم. وأضاف فوك في حديثه للجزيرة نت أن القوات الحكومية بالتعاون مع الأوغندية هي التي خرقت اتفاق وقف العداء، مشيراً إلى أن قواته لم ترتكب أي انتهاكات في مدينة ملكال التي تسيطر عليها الآن. أسباب ومكاسب وكانت القوات الحكومية قامت بعد أيام من التوقيع على اتفاق وقف العدائيات مع المتمردين بالهجوم على منطقة لير بولاية الوحدة الغنية بالنفط، حيث تعد المنطقة مسقط رأس زعيم المتمردين رياك مشار. ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبراهيم أوول أن هنالك أسباباً عديدة تقف وراء تجدد المواجهات العسكرية بين قوات الحكومة والمتمردين بجنوب السودان، أولها أن الحكومة لم تلتزم بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الأربعة وعلى رأسهم باقان أموم، كما لم تنسحب القوات الأوغندية من البلاد. وقال إن قوات المتمردين أرادت تحقيق مكاسب ميدانية لتحسين موقفها العسكري، وخدمة لأجندتها السياسية. وحمل أوول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) مسؤولية تدهور الأوضاع بجنوب السودان "لأنها لم تنشئ مراكز لمراقبة الاتفاق ميدانياً". المصدر:الجزيرة