بعد التجربة المريرة التي عاشها والي القضارف السابق كرم الله عباس أيام ولايته على القضارف، والإطاحة به على نحو مفاجئ قبل نحو سنتين، تحول الرجل إلى شخص عادي ومواطن، طوال الفترة الماضية، حتى ظهوره ضمن الحاضرين في الندوة الكبرى التي أقامتها حركة الإصلاح الآن بمدينة القضارف قبل يومين. كرم الله لابد أنه أثار الذعر وسط حزبه السابق المؤتمر الوطني بفضل شعبيته، والمقبولية التي يطوق بها شعب الولاية، الوالي السابق الذي أزيح في ظروف غير طبيعية، بالنظر إلى المعركة الكبيرة التي خاضها الرجل أيام الانتخابات العامة في 2010م عندما أصرّ على الترشح لمنصب الولاية عنوة واقتداراً، ضارباً عرض الحائط برغبة غرفة (الكنترول) في الحزب، بعد أن نجح في حشد جماهير الولاية والحزب إلى جانبه. والخوف لابد أنه ليس من عودة كرم الله –فهو لن يعود– ولكن من بروز حركة الإصلاح الآن الوليدة التي أشفق عليها الناس من النخبوية، ومن قلة الانتشار، خصوصاً في الولاية البعيدة في المناطق التي تعاني من ارتباط الولاء السياسي بالجهوي والقبلي، فنجاح الحركة في اجتذاب عناصر وقيادات هي محل ثقة وثقل جماهيرها وعشائرها، كما هو الحال في الفريق محمد بشير سليمان، أو العميد صلاح الدين كرار، يجعل من الممكن أن تستطيع الحركة وراثة أراضٍ ومناطق واسعة في مربعات الإصلاح لتقف عليها مجموعات كبيرة من عضوية الحزب الكبير في ظل الظروف الراهنة التي يعاني منها الحزب والبلاد. ويأتي في سياق توقعات الوراثة أيضاً الطريقة غير اللائقة التي عامل بها منسوبو الوطني بجامعة الخرطوم مخاطبة سياسية نظمتها مجموعة طلاب (حركة الإصلاح) قبل أيام، وذلك لأن الأقرب إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات هي المجموعات الصغيرة عندما تعجز عن دفع الحجة بالحجة اليوم التالي