الخرطوم: توقع عصام حسن الترابي نجل زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي ان تفرج السلطات الامنية السودانية عن والده خلال الفترة القليلة المقبلة. وقال نجل الترابي في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة": "ان والدي ينظر الى الاتهامات التي توجه السلطات الامنية السودانية له على انها محاولة من النظام لابعاده وإجهاض محاولة الاصلاحية للبلاد". واكد نجل الترابي ان والده بحالة صحية جيدة رغم المعاملة السيئة التي يتعرض لها من الاجهزة الامنية خلال اعتقاله، مشيرا الى انه لم يتمكن من رؤية والده بسهولة. وكانت السلطات الامنية السودانية اعتقلت صباح الثلاثاء الماضي الزعيم المعارض حسن الترابي، وذلك بعد يوم واحد من دعوة حزبه "لانتفاضة شعبية" ما لم تلغ الحكومة قراراتها الاخيرة برفع اسعار الوقود وبعض المواد الاساسية. ونقلت وكالة "رويترز" عن عواد بابكر سكرتير الترابي الخاص قوله: "ان رجال الامن اعتقلوا الترابي بعد ان داهموا منزله واصطدموا باحد مساعديه الذي اعتقل هو الآخر". وكان الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي قد قال: "ان قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس أمر مرجح"، مضيفا ان "هذه الانتفاضة الشعبية ما لم تقع لن يعني ذلك عدم وقوع سفك للدماء في السودان". واضاف الترابي في الخرطوم: "لقد عرفت هذه البلاد انتفاضات شعبية في السابق، ومن المرجح أن يحصل الشيء نفسه في السودان" ، مضيفا "وفي حال لم تحصل انتفاضة قد يقع سفك دماء لان الجميع مسلحون في السودان". ويذكر ان الترابي خضع للاعتقال عدة مرات منذ انفصاله في عام 1999 عن حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير، كانت آخرها في العام الماضي عندما اوقف لمدة شهر ونصف بعد اتهامه الرئيس البشير بتزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت في ابريل/نيسان من ذلك العام. محيط نجل الترابي : اعتقال والدي يثبت مخاوف البشير من ثورة شعبية مبارك الفاضل ينفي تنسيقه مع المؤتمر الشعبي للتحرك داخل المؤسسة العسكرية الخرطوم - أسماء الحسيني ناشدت أسرة زعيم حزب 'المؤتمر الشعبي' المعارض حسن الترابي القوى السياسية السودانية والمجتمع الدولي العمل على إطلاق سراحه، وذلك بعد أن سمحت السلطات السودانية لعصام نجل الترابي بزيارته وحده دون بقية أفراد الأسرة التي اعتصمت منذ إلقاء القبض عليه يوم الاثنين الماضي للسماح لها بزيارته. وقال عصام الترابي في تصريحات خاصة ل'الجريدة' بعد زيارة والده أمس إن 'الترابي موجود في سجن كوبر في ذات الزنزانة التي كان معتقلا بها قبل أشهر، ولا يدري شيئا عن التهمة التي اعتقل بسببها، وإن أحدا لم يحقق معه أو يلتقيه أو يخبره بسبب اعتقاله أو التهمة المنسوبة إليه'. وأشار نجل الترابي الى أن والده سخر من التهم التي أعلنتها السلطات السودانية لتبرير اعتقاله، تارة بسبب علاقته بحركة 'العدل والمساواة' المتمردة في دارفور، ومرة أخرى لضلوعه في مخطط يستهدف تنفيذ اغتيالات وأعمال عنف، مشيراً الى أن والده يعتقد أن اعتقاله يعبر عن توتر حكومة الرئيس عمر البشير وخشيتها من الثورة الشعبية على غرار ماحدث في تونس. وأكدت أسرة الترابي في بيان أصدرته أمس حقها في زيارة الترابي وتقديم الرعاية الطبية له، مؤكدة أنها لا تثق بالرعاية الطبية التي يقدمها جهاز الأمن. في السياق نفسه، قال القيادي البارز في حزب 'الأمة' مبارك الفاضل المهدي أمس إنه طلب من محاميه اتخاذ الإجراءات القانونية ضد 'المركز السوداني للخدمات الصحافية' (إس إم سي) المقرب من الأجهزة الأمنية السودانية بسبب نشره تقريراً يفيد بأن حسن الترابي وجَّه حزبه بالتنسيق مع مبارك الفاضل والحزب الشيوعي السوداني لقيادة تحركات وسط المؤسسات العسكرية بخاصة وسط المحالين الى المعاش لمساندة عمليات التظاهر وتحديد بداية فبراير المقبل كساعة للصفر للانقلاب على السلطة. كما ذكر 'المركز السوداني للخدمات الصحافية' في تقريره أن 'قيادات مقربة من الترابي كشفت عن تفاصيل خطيرة بشأن تحركاته خلال الأيام التي سبقت اعتقاله يوم الاثنين الماضي'، زاعماً أن 'الترابي كان بصدد إجراء تغييرات واسعة وسط أمناء ومسؤولي الحزب بالولايات خصوصاً الخرطوم ودارفور، واستبدالهم بالكوادر المناسبة لتنفيذ خطة التصعيد ضد الحكومة، والترتيب لإثارة أعمال شغب'. ووصف مبارك الفاضل هذه الاتهامات بأنها 'محاولة رخيصة لتمهيد الرأي العام وللتبرير لمزيد من الاعتقالات في صفوف القيادات السياسية لصرف نظر الرأي العام عن مسؤولية النظام عن تقسيم البلاد قبل الإعلان المرتقب لنتيجة الاستفتاء بانفصال جنوب السودان عن شماله، وفقدان البلاد لثلث شعبها وأرضها و40 في المئة من دخلها القومي و25 في المئة من الناتج القومي الإجمالي لاقتصاد البلاد'.
