كرر السودان مجددا انحيازه لدول الضد، كما في أحداث الحرب العراقية واحتلال الكويت، في عام 1990 م، ليتسرب وقوفه ضمن سبع دول عربية، رافضة منح الائتلاف السوري المعارض، للمقعد الرسمي لسوريا في جامعة الدول العربية، وهو أمر استفز السعودية، حيث أعلن الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد أنه يستغرب بشدة بقاء المقعد شاغرا ولا يمنح للائتلاف السوري المعارض، على الرغم من أن المقعد منح لهم في قمة الدوحة العام الماضي، ليغادر بعدها ولي العهد السعودي القمة، عائدا إلى بلاده في خطوة أخرى مفاجئة، لعدم إكماله القمة، مما يكرس عدم رضا السعودية عن المعارضة العربية لمثل هذه الخطوة التي لا تعني إلا مزيد من شلالات الدماء للسوريين الأبرياء على يد القاتل بشار الأسد. لكن الأمين العام نبيل العربي خرج اليوم في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الكويتي، ليعلن بصراحة أن "من يحكم يجلس على الكرسي، وأن من يجلس هي الحكومة التي تحكم". ويأتي الموقف السوداني المتسرب من القمة، لينضم إلى الموقف المعلن، من الدول الثلاث المتصدرة علانية للرفض والتي ضمت العراق والجزائر مع لبنان التي تحفظت، فيما أكدت التسريبات أن تلك الدول هددت بإفشال القمة بالإنسحاب الجماعي إذا ما تمت مناقشة موضوع المقعد السوري الشاغر في الجامعة العربية، الأمر الذي وضع الدولة المضيفة للدورة الكويت في موقف حرج، ليتم تدارك الأمر، على أن توضع فقرة في الإعلان الختامي تدعو الائتلاف السوري المعارض للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في سبتمبر المقبل، مع عدم تحمل الجامعة أو دولة المقر مصر لأي تبعيات أو مشاكل قانونية في هذا الأمر. لكن مصادر المعارضة السورية أكدت أنها ستحتل المقعد الشاغر في القمة العربية المقبلة في مصر مارس المقبل، والتي أعلنت أن التسريبات وضعت السودان مع تلك الدول، أكد مجددا أنهم سمعوا منه عكس ذلك، مما فسره بالرغبة الشعبية السودانية في التخلص من نظام بشار الأسد.