كاد حسين عبد الغني، قائد فريق النصر السعودي، ان يحول افراح جماهير ناديه التي احتشدت في مدرجات الملك فهد الدولي لمشاهدة مباراة النصر مع الشباب في الجولة الخامسة والعشرين لدوري عبد اللطيف جميل للمحترفين السعودي لكرة القدم ، الى أحزان ، بعدما عرقل مدافع الشباب حسن معاذ على حدود منطقة الجزاء في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع ،ليحتسبها الحكم المجري فيكتور كاساي ركلة جزاء والنتيجة تشير الى التعادل الايجابي 1-1 ، قبل ان يتدارك خطأه ويحتسبها ركلة حرة مباشرة بعدما اشار اليه مساعده ان العرقلة حدثت خارج منطقة الجزاء. خطأ حسين عبد الغني كاد ان يكلف فريقه الكثير في وقت صعب مما يجلعه يؤجل حسم اللقب الى الجولة الاخيرة امام التعاون باعتبار ان الهلال الوصيف سجل فوزاً ساحقاً على حساب النهضة قوامه سداسية بيضاء . فداحة الخطأ الذي ارتكبه عبد الغني كان يكمن في التوقيت الذي حدثت فيه ، لان الكرة لو سكنت الشباك كان سيصعب تعويض الهدف ، وبرغم ذلك الا ان احداً لا يستطيع ان ينكر على عبد الغني المجهود والمستوى الذي قدمه مع النصر هذا الموسم، حيث ان اللاعب احترق داخل الملعب لتحقيق الانتصارات للعالمي ، وكان احد العوامل المؤثرة في الفريق النصراوي هذا الموسم. ويعيش حسين عبد الغني هذا الموسم افضل مراحل حياته الكروية حيث نجح في قيادة الفريق في المرحلة الانتقالية واعاده الى منصات التتويج ، بتحقيق لقبان ليصبح أكبر لاعب يحمل لقبي الدوري وكأس ولي العهد بعمر ال 38 عاماً . ومن المفارقات ان حسين عبد الغني يتوج للمرة الاولى بلقب الدوري ، حيث لم يسبق له الفوز بالدوري مع فريقه السابق الاهلي ، الذي لعب معه 287 مباراة ، وتوج معه بكاس ولي العهد ثلاث مرات وكاس الامير فيصل ثلاث مرات ايضاً وبطولة الاندية العربية ، وبطولة الاندية الخليجية قبل ان يحترف في نيوشاتل السويسري، ليعود للنصر ويتوج مع ببطولتين في موسم واحد. وشارك حسين عبد الغني في 22 مباراة كاساسي مع النصر هذا الموسم ولم يستبدل سوى في مباراة واحدة فيما تسبب الايقاف بالبطاقات الصفراء عن غيابه مباراة بينما حرمته البطاقة الحمراء التي نالها امام الفتح في الجولة السابعة عن التواجد مع فريقه في مباراتين . وساهم حسين عبد الغني في صناعة 7 اهداف حيث صنع هدفين في مباراة النهضة ، والاتحاد في الدور الاول ، والتعاون و نجران والفيصلي والاتحاد مرة اخرى في الدور الثاني ، وكلها مباريات حاسمة في مشوار النصر بالدوري . وانتقل حسين عبد الغني صاحب القميص رقم " 24" الى النصر في يوليو 2009 عبر صدفة جمعته بنائب رئيس النصر حينها عامر السلهام ، بالطائرة العائدة من سويسرا حيث كان يحترف في نيوشاتل السويسري ، وعرض عليه السلهام الانتقال الى النصر وحينها وافق عبد الغني ، ليوقع بعدها عقد يربطه بالنادي لثلاث سنوات ، ووقتها قوبلت الصفقة بالرفض من عشاق النادي بحجة كبر سن عبد الغني حيث كان يبلغ من العمر 32 عاماً ، وانه لن يفيد النصر بحجة كبر سنه الا انه بمرور الوقت اثبت حسين عبد الغني انه احد انجح صفقات النصر في السنوات الاخيرة . ويعد عبد الغني احد ستة لاعبين انتقلوا للنصر بعد لعبهم في الاهلي ، فالنصر تعاقد مع محمد عيد ، وعبد الرحيم جيزاوي وكامل المر، وحسن الراهب ،والعماني عماد الحوسني فهؤلاء اللاعبين الستة سبق لهم اللعب للاهلي قبل قدومهم للنصر. وبات حسين عبد الغني أيقونة من أيقونات العالمي اذ أصبح اكبر لاعب سعودي يحمل كأس ولي العهد، بعدما صعد منصة التتويج لتسلم الكأس عقب فوز فريقه على الهلال 2-1 في المباراة التي جمعتهما على استاد الملك فهد الدولي بالرياض، وهو في سن ال38 عاماً . وساهم حسين عبد الغني بشكل فاعل في اعادة النصر لمنصات التتويج بفضل مشاركته في اغلب المباريات التي خاضها فريقه هذا الموسم ، كما شارك في جميع مباريات الكأس باستثناء مباراة الخليج بالدور ربع النهائي بسبب الاصابة. ويعد عبد الغني احد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة السعودية في خانة الظهير الأيسر، وانضم للفريق الأول في عام 1996م وشارك مع المنتخب السعودي في نفس العام في تحقيق بطولة كاس أسيا التي أقيمت في الإمارات، لتنطلق بعدها مسيرته الدولية وكان صاحب الفضل في تأهل منتخب بلاده الى الاولمبياد للمرة الثانية في تاريخها والاخيرة حتى الان عندما احرز الهدف الذهبي في مرمى العراق بكرة راسية مررها له خالد الرشيد ليقود السعودية الى اولمبياد اتلانتا 1996، كما حقق عبد الغني انجازات دولية كثيرة ابرزها اللعب في كأس العالم 3 مرات اعوام 1998، و2002،و2006 ، كما لعب مع منتخب نجوم العالم عامي 1998و 2000، ووجد عبد الغني نفسه مضطراً لاعتزال اللعب الدولي بعد فشل المنتخب السعودي في التأهل لكأس العالم 2010 بجنوب افريقيا . ويقدم حسين عبد الغني عطاءات مميزة مع النصر منذ انتقاله اليه قبل 4 مواسم،ويقوم بدور مزدوج في النصر حيث تقع على عاتقه مهمة بناء الهجمات اضافة الى مهامة الدفاعية التي يقوم بها . وبرغم تعرضه لإصابات قوية خلال مشواره الكروي ، إلا انه تجاوزها ولم تنل من عزيمته في شيء بفضل إصراره على الاستمرار في الملاعب لأطول فترة ممكنه. وما يعاب على حسين عبد الغني انه لاعب سريع الغضب مما يجعله عرضه للايقاف في كثير من المباريات ، إلا أن كان حريصاً هذا الموسم على التخلص من هذا الجانب السلبي وهو نجح فيه بالفعل ولم يحصل سوى على 4 بطاقات صفراء، وبطاقة حمراء واحدة .
