بعنوان " ابحث مع الشرطة " نقرأ يوميا على صحفات الصحف وصحف الحوادث أخبارا عن اختفاء فتيات في عمر الزهور من منازل أسرهن في مختلف قرى ومدن مصر بينما تسجل محاضر الأمن العام بوزارة الداخلية أعلى نسبة هروب فتيات من منازلهن خلال الأعوام الخمسة الفائتة، حيث أكدت التقارير أن أكثر من عشرة آلاف حالة هروب للفتيات حدثت خلال عام 2009 معظمهن تحت العشرين. أولياء أمور هؤلاء الفتيات يحكون قصصاً والغازاً عن هروب البنات من منازلهن وغالبية هذه القصص غير حقيقية لأن هناك أسراراً خطيرة وراء عمليات الهروب تكشفها بعض هذه الفتيات عندما يتم العثور عليهن في أوكار مشبوهة أو بعد ارتكابهن جرائم سرقة أو مخدرات أو غير ذلك من الأسرار التي تكشفها السطور التالية. أسرار اختفاء مريم اختفت الطالبة الجامعية مريم من منزلها بعد أن قررت أن تتحمل مسؤولية نفسها بعد دخولها رغم معارضة أسرتها إلا أنها أصرت وعملت في محل ملابس بشارع الهرم ولكنها في اليوم الأول لاستلامها العمل لم تعد للمنزل وحاولت والدتها الاتصال بها على هاتفها المحمول إلا أنها وجدت الهاتف مغلقا. لجأت الأم إلى زوجها وذهبا إلى المحل الذي تعمل به مريم فوجداه مغلقا وتوقعا أنها أثناء عودتها أصيبت في حادث فذهبا إلى قسم شرطة العمرانية لعمل محضر باختفاء مريم ولكن الضابط طلب منها الانتظار 48 ساعة لعلها تعود وبعد مرور المدة المحددة لم ترجع مريم لمنزلها وتم تحرير محضر بالواقعة. لغز اختفاء فتاة العامرية خرجت سومة صالح عبد الغني 22 سنة والتي كانت تعيش في بيت أسرتها بمنطقة بنجر السكر بالحمام التابعة للعامرية بالإسكندرية وكان ذلك في أول أيام شهر رمضان للتسوق ولكن حدث ما لم يتوقعه أحد فلم تعد سومة المعقود قرانها على ابن عمها الذي يعمل مزارعا في الوقت الذي كانت والدتها مريضة بالسرطان والفشل الكلوي مما سبب لها حالة نفسية سيئة حزنا عليها، قام والدها بتحرير محضر بقسم شرطة العامرية. بسمة اختفت بسمة فتاة صغيرة السن 14 عاما من إحدى قرى محافظة البحيرة كانت تعمل خادمة لدى إحدى الأسر بضاحية الرحاب بالقاهرة مثل شقيقتها الكبرى شيرين التي تعمل لدى أسرة قريبة للأسرة الأخرى. وكانت الاختان على اتصال ولقاء شبه دائم وفجأة اختفت بسمة ولا أحد يعلم مكانها وهي من أسرة فقيرة والدها متوفى وأمها ترعى 8 إخوة وكانت في حاجة للمبالغ التي تحصل عليها هي وشقيقتها لتربية باقي الإخوة. قسوة الأب اسمها أشجان 20 سنة حسناء جاءت من الريف للعمل كخادمة في البيوت من خلال والدها الذي يصر على تشغيل بناته عند بلوغ الواحدة منهن 13 عاما لكي يحصل على رواتبهن ويمنحهن الفتات وذاقت أشجان الأهوال وضاعت منها أجمل سنوات عمرها حتى أصبحت إنسانة جافة لا تشعر بالحنان أو الحب وفجأة تعرضت لحادث سيارة أصيبت إصابات بالغة ورفض صاحب الشقة الذي كانت تعمل لديه أن يعالجها فذهبت لوالدها ورفض هو الآخر فقررت العودة للقاهرة والاعتماد على نفسها ودخلت مستشفى خيريا وبعد فترة شفيت من الحادث وقررت أن تعيش لنفسها وعملت لدى إحدى الثريات وبدأت تدخر الأموال للزمن ورغم أن أسرتها نشرت صورة لها في الصحف عن غيابها إلا أنها أكدت أن أسرتها ماتت ولن تعود مرة أخرى. التفكك الأسري حنان 16 سنة من محافظة دمياط انفصل والداها وتزوج كلاهما بآخر وبعد ستة أشهر في بيت زوج أمها لم تطق البقاء بسبب تعرضها لمضايقاته ففضلت تحمل عذاب زوجة ابيها على أن تستمر في بيت والدتها ولكن مع مرور الأيام فاض بها الكيل فقررت الهرب من هذا العذاب وعملت في إحدى العيادات وهناك تعرضت لمضايقات من زوجة الطبيب بسبب غيرتها الشديدة على زوجها وبذلك خرجت بلا عودة وقررت الذهاب للإسكندرية في محاولة للابتعاد عن التفكك الأسري وحلا لمشكلة الفقر وعدم وجود فرص عمل بالريف بالإضافة إلى التطلع للغني وتحسين مستوى المعيشة والتحرر من القيود التي تفرضها العائلات. وتطالب الدراسة بالاهتمام بالريف المصري وإعادته إلى سابق عهده كمجتمع منتج بعد أن أصبح مستهلكاً وبالتالي يستوعب فرص عمل لهؤلاء الفتيات اللاتي يهربن إلى حيث الأضواء بالمدينة. القاهرة- مدني صالح