افتتاح المعرض الصيني بالروصيرص    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    أنا وعادل إمام    القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتي لا ننسي 21 ابريل 1990: الطيب سيخة يقتل علي فضل..
نشر في الراكوبة يوم 21 - 04 - 2014


1-
***- يقول الله تعالي في كتابه الكريم: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}- [سورة الذاريات: 55]-، وعملآ بنصيحته المبجلة، افتح اليوم مجددآ ملف إغتيال الدكتور علي فضل رغم انها حادثة يعرفها كل سوداني وكتبت عنها المنابر السودانية كثيرآ، وهدف المقال تذكير القراء ان القاتل المجرم الدكتور لواء "معاش" الطيب محمد خير الشهير ب"الطيب سيخة" مازال حرآ طليقآ ينعم بالراحة والنعيم ولم يطاله قانون او محاسبة علي جريمته النكراء التي ارتكبها مع سبق الاصرار والترصد في احدي "بيوت الاشباح"، حيث راح هناك ويعذب زميله في مهنة الطب الدكتور علي فضل تعذيبآ بشعآ وبسادية وتلذذ منذ لحظة اعتقاله في يوم 8 ديسمبر من عام 1989 وحتي لحظة وفاته في يوم 21 ابريل 1990...
***- نجدد ذكري هذا اليوم ونترحم فيه علي روح الشهيد، ونكتب مرة اخري عن علي فضل حتي تعرف الأجيال القادمة كيف كان السودان يحكم في زمن الانقاذ.
2-
السيرة الذاتية للدكتور علي فضل (1950- 1990):
********************
تاريخ الميلاد: 1950م.
مكان الميلاد: الديم / الخرطوم.
المراحل الدراسية: مدرسة الديم الابتدائية شرق ثم انتقل إلى بخت الرضا الابتدائية (حيث أكمل دراسته هناك) ونجح نجاحاً باهراً (ثاني اللجنة على الدفعة).
المرحلة الوسطى: الخرطوم الأميرية الوسطى.
المرحلة الثانوية: التحق بمدرسة الخرطوم الثانوية الجديدة.
المرحلة الجامعية: نجح في امتحانات الشهادة الثانوية العليا والتحق بكلية الطب جامعة الخرطوم 1971م.
التحق بجامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية بعد فصله من جامعة الخرطوم لأسباب سياسية.
بعد حصوله على بكالوريوس الطب بتفوق طُلب منه العمل معيداً ولكنه فضّل العودة إلى الوطن لحاجته لخدمات الأطباء.
الخبرة العملية: التحق بوزارة الصحة كطبيب امتياز 10/4/1980م.
عمل بقسم الأمراض النفسية والعصبية في يونيو 1981م.
نقل للعمل بجنوب كردفان في يونيو 1982م.
عمل بجراحة المخ والأعصاب في يوليو 1985م.
ومن ثم تفرغ للتخصص والتحضير لدرجة الماجستير في طب المجتمع.
كان بالغ التأثير في مجال العمل النقابي وتنظيمه والمساهمة في إدارة معاركه المطلبية والسياسية.
تاريخ الاعتقال: 1/4/ 1990م.
تاريخ الاستشهاد: 21/4/1990م.
3-
***- ***- اليوم الأحد 21 أبريل 2014 ، وتمر ذكري اغتيال الدكتور علي فضل بقسم الحوادث بالمستشفى العسكري باُمدرمان نتيجة التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له خلال فترة إعتقال دامت 23 يوماً منذ اعتقاله من منزل اُسرته بالديوم الشرقية مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقلِه إلى واحد من أقبية التعذيب التي أقامها نظام الجبهة غداة استيلائه على السلطة في 30 يونيو 1989. طبقاً للتقرير الذي صدر عقب إعادة التشريح، ثبت أن الوفاة حدثت نتيجة "نزيف حاد داخل الرأس بسبب ارتجاج في المخ ناتج عن الإرتطام بجسم صلب وحاد".
***- وعندما كان جثمان الشهيد علي فضل مسجى بقسم حوادث الجراحة بمستشفى السلاح الطبي باُمدرمان سُجلت حالة الجثة كما يلي:
*- مساحة تسعة بوصات مربعة نُزع منها شعر الرأس إنتزاعاً.
*- جرح غائر ومتقيّح بالرأس عمره ثلاثة أسابيع على وجه التقريب.
*- إنتفاخ في البطي والمثانة فارغة، وهذه مؤشرات على حدوث نزيف داخل البطن.
4-
من هو الشهيد علي فضل،
ولماذا اعتقل وقتل مع سبق الأصرار والترصد?.
-----------------------
***- ( أ )-
***- كان علي فضل يدرس بجامعة الخرطوم كلية الطب وبنفس دفعة الطيب (سيخة) الذي كان يكن كراهية شديدة لعلي فضل بسبب انتماؤه السياسي للجبهة الديمقراطية عكس (سيخة) الذي كان اسلاميآ متشددآ يستخدم (السيخة) لضرب الطلاب الديمقراطيين، ولذلك تم اطلاق لقب (سيخة) عليه ولانه ماكان يبارحها طوال وجوده بفناء الجامعة او اثناء النقاشات الطلابية،
(ب)-
***- بعد التخرج، اختار علي فضل العمل بالمستشفيات المدنية، بينما اختار الطيب (سيخة) العمل بالسلاح الطبي. وعندما وقع انقلاب 30 يونيو 1989، كان للواء الطيب (سيخة) دورآ بارزآ فيه لابحسب رتبته العسكرية العالية وانما لولائه الحزبي للجبهة الأسلامية، وتم تعيينه وزيرآ بالأمانة العامة لمجلس الوزراء والمسئول الأول فيها،
(ج)-
***- وماأن ألت اليه كل امور الامانة، حتي راح ويشرع في اعداد قوائم الموظفيين الكبار والصغار والسفراء والدبلوماسيين والمهندسيين بالطيران المدني والنقل النهري وبالمصالح والمؤسسات الحكومية والبنوك والفنادق واساتذة جامعة الخرطوم والضباط بوزارة الدفاع والداخلية تمهيدآ لاحالتهم للصالح العام، واحلال اخرين اسلاميين مكانهم،
***- بلغ عدد الذين احيلوا للصالح العام والطرد من الخدمة في كل مديريات السودان بنحو 24 ألف موظف وموظفة وعامل وضباط وجنود ودبلوماسيين،
(د)-
***- راح الطيب (سيخة) وبنفسه يبحث عن اعداءه القدامي بالجامعة والذين ناصبوه العداء وتلاحم معهم بالكلام (والسيخة)، دخل الوزارات والمصالح ومعة ثلة من الحرس الاسلاميين المدججين با(كلاشينكوف)، وماان يقع نظره علي خريج قديم من جامعة الخرطوم وكان ينتمي للجبهة الديمقراطية الا ونزل فيه سبابآ ويمطره باللعنات ويطلب منه اخلاء مكتبه علي الفور واعتباره مطرودآ من الخدمة المدنية!!، وظف الطيب (سيخة) عددآ من موظفيه الاسلاميين بالبحث عن اسماء محددة لخرجيين كانوا ينتمون للحزب الشيوعي، وان يعرفوا اين هم يعملون.
*** وجاءته القوائم بان اغلب الخرجيين الذين تخرجوا من كلية الطب يعملون بالقطاع الخاص، وامتلكوا عيادات خاصة بهم، فسارع الطيب بالغاء تراخيص العيادات ومنع الاطباء من ممارسة العمل فيها، واصدر توجيهاته الصارمة بعدم تعيينهم في اي قطاع طبي بالسودان، ووضع اسماءهم في قائمة سوداء بالمطارات حتي يحرمهم من العمل بالخارج،
(ه)-
***- واستغرب الناس كثيرآ من سكوت جنرالات (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ) بقيادة العميد عمر البشير علي تصرفات الطيب (سيخة) الرعناء وسياساته الادارية التي وجهها لقطع ارزاق الناس وتشريده لاحسن كفاءات البلد بلا اسباب مقنعة.
***- ولكن كل ماكان يقوم به الطيب (سيخة) بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومايقوم به النافع علي النافع من تعذيب واغتيالات ب(بيوت اشباحه)، ومايصدر من تصرفات استفزازية وارهاب كان يقوم بها الرائد ابراهيم شمس الدين، وأيضآ ماكان يبدر من الرائد يونس وهجومه السافر علي بعضآ من البلدان العربية وملوكها وحكامها...هي من توجيهات الجبهة الاسلامية التي كان يزعمها الترابي!!
(و)-
***- اصدر (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ) وقتها وتمامآ بعد الانقلاب مرسومآ يحظر فيه الناس من الاضراب عن العمل او الدعوة له، وان من يخالف هذا المرسوم سيتعرض لعقوبة الأعدام،
***- في عام 1989، وبعد مرور خمسة شهور مريرة حاقت بالأطباء، قرروا الدخول في اضراب عن العمل بغية لفت الانظار الي الحالة المتردية بالمستشفيات نتيجة الاساليب الفاشية التي كانت تمارس ضدهم من قبل الأدارات الحكومية. كان للإضراب الذي نفذه الأطباء السودانيون إبتداء من يوم الأحد 26 نوفمبر 1989 أثراً قوياً في كسر حاجز المواجهة مع النظام،
***- أثار في المقابل هذا الاضراب ذعراً واضحاً وسط سلطات النظام الإنقلابي الذي بدأ حملة ملاحقات وقمع وتنكيل شرسة وسط النقابيين والأطباء على وجه الخصوص.
***- وفي غضون أيام فقط جرى اعتقال عشرات الأطباء، الذين نقلوا إلى بيوت الأشباح التي كان يشرف عليها في ذلك الوقت "جهاز أمن الثورة"، وهو واحد من عدة أجهزة أمن تابعة لتنظيم الجبهة الإسلامية ومسؤولة عنه مباشرة قياداته الأمنية،
(ز)-
***- استطاع الدكتور علي فضل (والمطلوب القبض عليه حيآ او ميتآ) من قبل السلطات الأمنية بسبب انه كان عضوآ بارزآ في لجنة تنظيم الأضراب الاختفاء تمامآ عن العيون، وظلت دوريات الحراسة تبحث عنه في مكان، وكانت في كل مرة ترجع خائبة لقواعدها،
***- امر الطيب (سيخة) اسلاميه بالقبض علي شقيق الدكتور علي فضل وابقاؤه ب(بوت الاشباح) حتي يسلم علي فضل نفسه للسلطات الأمنية،
***- عندها قام علي فضل بتسليم نفسه للسلطات الأمنية، وكان يوم الفرح والسرور عند الطيب (سيخة)!!
(ح)-
***- اعتُقل الشهيد علي فضل مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقل على متن عربة بوكس تويوتا الى واحد من أقبية التعذيب،
***- ***- وبدأت حفلة التعذيب علي يد الطيب سيخة وعوض الجاز وابراهيم شمس الدين وبكري حسن صالح والطبيب عيسى بشرى ويسن عابدين.
(ي)-
***- واتضح في وقت لاحق ان التعذيب قد بدأ ليلة نفس اليوم الذي اعتُقل فيه. وطبقاً لما رواه معتقلون آخرون كانوا في نفس بيت الاشباح الذي نقل إليه، اُصيب علي فضل نتيجة الضرب الوحشي الذي تعرض له مساء ذلك اليوم بجرح غائر في جانب الرأس، جرت خياطته في نفس مكان التعذيب وواصل جلادو الجبهة البشاعة واللاإنسانية التي تشربوها فكراً واحترفوها ممارسة.
***- إستمر تعذيب الشهيد علي فضل على مدى 23 يوماً منذ اعتقاله مساء 30 مارس 1990 حتى استشهاده صبيحة 21 أبريل 1990 يثبت بوضوح إنه هزم جلاديه، الذين فشلوا في كسر كبريائه وكرامته واعتزازه وتمسكه بقضيته.
(ك)-
***- ومع تزايد وتائر التعذيب البشع اُصيب الشهيد علي فضل بضربات في رأسه تسببت في نزيف داخلي حاد في الدماغ أدى الى تدهور حالته الصحية. وحسب التقارير الطبية التي صدرت في وقت لاحق، لم يكن على فضل قادراً على الحركة، كما حُرم في بعض الأحيان من الأكل والشرب وحُرم أيضاً من النظافة والإستحمام طوال فترة الإعتقال.
(ل)-
***- نُقل الشهيد علي فضل فجر يوم السبت 21 أبريل الى السلاح الطبي وهو فاقد الوعي تماماً، ووصف واحد من الأطباء بالمستشفى هيئته قائلاً: "إن حالته لم تكن حالة معتقل سياسي اُحضر للعلاج وإنما كانت حالة مشرد جيء به من الشارع.... لقد كانت حالته مؤلمة... وإنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق قضائي يتقرر إجراؤه!!
***- العاملون بحوادث الجراحة بالمستشفى العسكري اضطروا للتعامل مع حالة الشهيد علي فضل كمريض عادي دون التزام الإجراءات القانونية المتعارف عليها وذلك بسبب ضغوط رجال الأمن الذين أحضروا الشهيد بخطاب رسمي من مدير جهاز الأمن وأيضاً بسبب تدخل قائد السلاح الطبي، اللواء محمد عثمان الفاضلابي، ووضعت الحالة تحت إشراف رائد طبيب ونائب جراح موال للجبهة الإسلامية يدعى أحمد سيد أحمد!!
***- فاضت روح الطبيب علي فضل الطاهرة حوالي الساعة الخامسة من صبيحة السبت 21 أبريل 1990، أي بعد أقل من ساعة من إحضاره الى المستشفى العسكري، ما يدل على أن الجلادين لم ينقلوه إلى المستشفى إلا بعد أن تدهورت حالته الصحية تماماً وأشرف على الموت بسبب التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له.
5-
(أ)-
***- بعد ظهر نفس اليوم أصدر طبيبان من أتباع تنظيم الجبهة،هما: بشير إبراهيم مختار وأحمد سيد أحمد، تقريراً عن تشريح الجثمان أوردا فيه ان الوفاة حدثت بسبب "حمى الملاريا"، واتضح لاحقاً أن الطبيبين أعدا التقرير إثر معاينة الجثة فقط ولم يجريا أي تحليل أو فحص. وجاء أيضاً في شهادة الوفاة (رقم 166245)، الصادرة من المستشفى العسكري باُمدرمان والموقعة بإسم الطبيب بشير إبراهيم مختار، أن الوفاة حدثت بسبب "حمى الملاريا".
(ب)-
***- بعد اجتماعات متواصلة لقادة نظام الجبهة ومسؤولي أجهزته الأمنية، إتسعت حلقة التواطؤ والضغوط لاحتواء آثار الجريمة والعمل على دفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة.
(ح)-
***- فقد مارس نائب مدير الشرطة، فخر الدين عبد الصادق، ضغوطاً متواصلة لحمل ضباط القسم الجنوبي وشرطة الخرطوم شمال على استخراج تصريح لدفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية المعروفة، فيما فتحت سلطات الأمن بلاغاً بتاريخ 22 أبريل بالقسم الجنوبي جاء فيه ان الطبيب علي فضل أحمد توفي وفاة طبيعية بسبب "حمى الملاريا". العميد أمن عباس عربي وقادة آخرون في أجهزة الأمن حاولوا إجبار اُسرة الشهيد على تسلُّم الجثمان ودفنه، وهي محاولات قوبلت برفض قوي من والد الشهيد واُسرته التي طالبت بإعادة التشريح بواسطة جهة يمكن الوثوق بها،
(ط)-
*** ويقول شاهد عيان:( الساعة 9.45 مساء وصلنا و شاهدنا حركة غير عادية و نحن نرقب منزل الشهيد من بعد و لمحت المدعو "عباس عربي" رجل استخبارات و أمن نظام القتلة يدخل و يخرج متوترا ، و هو يسعى جاهدا لإقناع العم فضل أحمد باستلام جثمان ابنه و دفنه سريعا على قاعدة الإسلام التي تقول " الميت أولى بالدفن و إكرام الميت دفنه" ناسيا عن عمد ما جاء في محكم التنزيل معنى و دلالة " بأن الذين إن أصابهم البغي فهم ينتصرون.. و السن بالسن و الجروح قصاص")،
***- إزاء هذا الموقف القوي اُعيد تشريح الجثة بواسطة أخصائي الطب الشرعي وفق المادة 137 (إجراءات اشتباه بالقتل) وجاء في تقرير إعادة التشريح ان سبب الوفاة "نزيف حاد بالرأس ناجم عن ارتجاج بالمخ نتيجة الإصطدام بجسم حاد وصلب".
وبناء على ذلك فُتح البلاغ رقم 903 بالتفاصيل الآتية: -
المجني عليه: الدكتور علي فضل أحمد-
المتهم: جهاز الأمن –
المادة: 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 (القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد).
(ك)-
***- لم تتمكن (العدالة) من النظر في القضية وأوقفت التحريات نتيجة الضغوط المتواصلة والمكثفة من نظام الجبهة ورفض جهاز الأمن تقديم المتهمين الأساسيين للتحري، أي الأشخاص الذين كان الشهيد تحت حراستهم ، وهم المتهمون الأساسيون في البلاغ.
6-
اين الأن اللواء طبيب معاش
الطيب محمد خير، والملقب ب(الطيب سيخة)?!!
**************
(أ)-
عمل وزيرآ بوزارة الثقافة والأعلام،
(ب)-
وفي فبراير من عام 1998 كان ضمن وفد حكومي عال برئاسة النائب الأول وقتها الزبير محمد صالح، وسقطت الطائرة (الانتينوف) التي كانت تقل الوفد في بحر (السوباط) وغرق النائب الأول وعددآ من الركاب ونجا من الحادث اللواء (سيخة)، الذي سرعان ماتم نقله بعد الحادث ليعمل مستشارآ أمنيآ بالقصر،
(ج)-
اطاح به البشير عام 2006 وابعد من القصر،
(د)-
اختفت اخباره وتجاهلته الصحف المحلية تمامآ،
(ه)-
طالعنا خبرآ غريبآ نشر في جريدة (الوطن) السودانية يفيد بان الدكتور الطيب ( سيخة ) قد قام بزيارة مفاجئة للجريدة واجتمع مع رئيس تحرير الجريدة وراح يؤكد له بانه في كامل قواه العقلية ولم ( يتدروش ) أو خضوعه لعلاج أمراض نفسية وعصبية عكس مايقال عنه!!
5-
***- اكد الطيب (سيخة) لرئيس تحرير جريدة "الوطن" المحلية انه متفرغ لرسالة الدكتوراة في بعض العلوم الدينية والكونية.
***-
ملحوظة:
***- اغلب المعلومات الواردة بالموضوع منقولة ومقتبسة من عدة مواقع الكترونية كتبت عن الراحل علي فضل.
6-
***- اتقدم لاسرة الشهيد علي فضل باعتذاري الشديد ان فتحت اليوم جراحات قديمة كادت ان تندمل، مع علمي التام انها لن تبرآ حتي يقدموا القتلة للقصاص طال الزمان او قصر.
بكري الصايغ
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.