اعلن المدير التنفيذي لصندوق إعمار وتنمية شرق السودان ابوعبيدة الدج ان جملة ماسيقوم الصندوق بتنفيذه من مشاريع في الشرق يبلغ خمسة مليارات دولار، فيما إتهم ولاة ووزراء وقيادات من ولايات الشرق الصندوق بإهدار الاموال في مشاريع لاطائل منها وتكبيل السودان بديون خارجية، وكشفوا عن ان معظم المشاريع التي نفذها طوال السنوات الماضية لم يتم الإستفادة منها، بينما وصف وزير إتحادي الصندوق بانه انجح مؤسسة في السودان واقترح حل السلطة الإنتقالية في دارفور وتحويلها لصندوق. وقالت قيادات الشرق التنفيذية والتشريعية خلال جلسة الإستماع التي نظمها مجلس الولايات بمقره في امدرمان (الاحد)، ولوحظ خلالها غياب تنظيمات جبهة الشرق الموقعة للاتفاقية التي تمخض عنها الصندوق، إن المبالغ المالية والمساعدات التي كانت تأتيهم قبل إنشاء الصندوق اكبر ممايقدمه الصندوق والذي تسبب إنشاءه في إيقاف الدعم المركزي عن ولايات الشرق الثلاثة (البحر الاحمر، كسلا، القضارف). وابأن والي القضارف الضو محمد الماحي، أنهم ينتظرون المانحين منذ العام 2008 وأن المنحة الوحيدة التي وصلت من الكويت لم يتسلم منها سوي 10% مما اعلن عنها. فيما شنَّ ممثل كسلا ووزير الصحة بالولاية عبدالله درف، هجوماً غير مسبوق علي الصندوق وقال إنه ينفذ المشاريع دون اي مراعاة للمعايير واستدل بأن جملة مانفذه الصندوق بولاية كسلا في مجال الصحة يبلغ 32 مؤسسة صحية بجانب المستشفيات لاتزال مغلقة بأجمعها. وزاد : " في آخر إجتماع بكسلا رفعوا لي من جديد مقترحاً بإنشاء 17 مركز صحي فقلت لهم (عندي 32 مركز مغلق اعمل بيها شنو ال17 التانية؟)". وكذب درف ما اورده الصندوق من إنشائه لعدد من المشاريع بولاية كسلا وضرب مثلاً بالمشروع الفرنسي ومشاريع الوكالة اليابانية وقال إن هذه المشروعات تم الشروع فيها قبل تأسيس الصندوق، وتسآءل عن كيفية دخول ولاية نهر النيل ضمن مشاريع إعمار الشرق؟ وإذا ماكانت هناك هجرة من أهل الشرق للولاية الواقعة في شمال السودان والتي ينفذ فيها الصندوق مشاريع تحت مسمي (مناطق التماس). وشدد القيادي بحزب المؤتمر الوطني بولاية كسلا عبدالله درف، علي ان مشاريع الصندوق لم تعالج الاسباب التي قام بسببها التمرد بالشرق، وان مشاريعه محصلتها صفرية، وابدي تخوفه من المشاريع القادمة التي قال إنها "ستكلف السودان واجياله القادمة قروضاً بمليارات الدولارات". في السياقِ ذاته، قال وزير المالية بولاية البحر الاحمر صلاح سر الختم، إن مشاريع الصندوق يتم إنشاءها لإرضاء جهات سياسية ولهذا فكل المشاريع الآن مباني لاشئ بداخلها. وكان يمكن الإستفادة منها في مشاريع أخري. وكشف سر الختم عن ان نصف مشاريع الصندوق للسنوات الخمس الماضية لم يتم تنفيذه بسبب عدم إلتزام الحكومة المركزية بدفع مبلغ ال600 مليون دولار للصندوق، وأوضح ان حكومة السودان تري انها تدفع ماعليها عبر الإعفاءات التي تقدمها بينما كان عليها ان تدفع نصيبها عبر المساهمة المباشرة. وتعليقاً علي رصد الصندوق لمبلغ 270 مليون دولار للصرف الصحي السنين القادمة قال نائب دائرة همشكوريب بولاية كسلا علي اوشام إن الصرف الصحي والنفايات ليست من اولويات مواطني الشرق وكشف عن ان الصندوق نفذ ثلاثة مشروعات في دائرته لم يتم الاستفادة سوي من إحداها وهو مخزن مدرسة همشكوريب بينما لم تجد مدرسة البنات من ينتسب لها ولم يجد مركز الابحاث الزراعي مايقوم به في منطقة غير زراعية. فيما إنتقد رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس تشريعي البحر الاحمر ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني بالولاية احمد همد، غياب رقابة المجلس الوطني ومجلس الولايات علي عمل الصندوق وعدم التنسيق واخذ راي المؤسسات التشريعية في مشاريع الصندوق. ودافع ابوعبيدة الدج عن اداء الصندوق وقال إن إختيار المشاريع يتم بتنسيق كامل مع الولايات وان اختيار المشاريع يتم عبر مجلس الادارة الذي يرأسه وزير المالية وبعضوية ممثلين لجبهة الشرق. من جهته، وصف وزير الدولة بالمجلس الأعلى للحكم المركزى علي مجوك، صندوق إعمار الشرق بانه انجح مؤسسة في السودان وتفوق إنجازاته ماقامت به حكومة السودان. ودعا مجوك الذي غادر جلسة الإستماع مبكراً لحل السلطة الإنتقالية في دارفور وتحويلها لصندوق، واقترح علي صندوق إعمار الشرق إنشاء قناة فضائية لعكس إنجازاته. ولوحظ غياب ممثلي جبهة الشرق عن الجلسة، وتعاني الجبهة من إنقسامات حادة وهو مايعتبره مراقبون سبباً في عدم إلتزام الحكومة بتنفيذ الكثير من بنود إتفاق سلام الشرق الموقع في 14 اكتوبر 2006.