نيروبي (رويترز) - قال مبعوث دولي التقى ريك مشار زعيم المتمردين في جنوب السودان يوم الإثنين إن وسطاء دوليين دعوه للاجتماع بغريمه الرئيس سلفا كير من أجل الحيلولة دون تحول صراع أسبابه عرقية إلى جرب أهلية أو أعمال قتل جماعية. واضاف ألكسندر روندوس مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي اجتمع بمشار الأسبوع الماضي إن الاجتماع وجها لوجه بين الفرقاء والذي سيكون الأول منذ اندلاع القتال في منتصف ديسمبر كانون الأول أمر ضروري لإنهاء "دائرة الانتقام" والقتل الذي أطاح بوقف لإطلاق النار أبرم في يناير كانون الثاني. وتابع روندوس مبعوث الاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الإفريقي لرويترز "الوضع الآن محتقن بحيث تتوفر جميع المكونات التي قد تشعل الحرب الأهلية الشاملة بكل عواقبها لتسبب أعمال قتل جماعية." وكان القتال اندلع في بادئ الأمر في ديسمبر كانون الأول بسبب خصومة سياسية بين الرئيس ونائبه المعزول وتحولت بشكل تدريجي إلى صراع عرقي فدخلت قبائل الدنكا التي ينتمي إليها كير في مواجهة مع قبائل النوير التي ينتمي إليها مشار. واتهمت الأممالمتحدة المتمردين بذبح المدنيين حينما سيطروا على مدينة بنتيو النفطية هذا الشهر. وهي تهمة ينفيها المتمردون. وبعدها بأيام هاجم مقيمون من الدنكا في بلدة بور قاعدة للأمم المتحدة كانت تؤوي أفرادا معظمهم من النوير. وكان روندوس ضمن فريق من المبعوثين الأفارقة والأمريكيين والبريطانيين والنرويجيين بالإضافة إلى مبعوثين من الأممالمتحدة بقيادة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد). والتقى الفريق بمشار في قاعدته في غابة بجنوب السودان. وقال الفريق لمشار إنه وكير ينبغي أن يجتمعا لتلجيم مقاتليهم وإنهاء المواجهة الدامية. وقال روندوس تعليقا على رد مشار على الاقتراح "تكون لدينا انطباع بأنه يتفهم أهمية التحرك بمسؤولية... وننتظر رد فعله الإيجابي." وقال روندوس إن اتصالات تجري مع كير وحكومة جوبا وإن اقتراحا مماثلا سيقدم للرئيس. وقال روندوس إنه يعتقد أن كير تفهم أيضا أن "الوقت ملائم" لعقد اجتماع تحت رعاية إيجاد. ولم يعط روندوس تفاصيل بشأن مكان أو زمان عقد هذا الاجتماع. ولم يتسن على الفور الوصول لمشار أو أي من المسؤولين في جانبه. وعادة ما يتم الاتصال بهم عن طريق هاتف يعمل عن طريق الأقمار الصناعية. ولم يرد مسؤولون في رئاسة جنوب السودان أو غيرهم من المسؤولين في الحكومة على الاتصالات للحصول على تعليقات. وتابع روندوس في اتصال هاتفي من أوروبا "يتم إعطاء الطرفين رسالة واضحة جدا بأنه لم يعد بمقدورهما استخدام أساليب أو سياسات تضليل أو غير ذلك وأن الوقت قد حان لأن يلتقي المسؤولان (مشار وكير) سويا ويتفقا على طريقة منع وقوع مزيد من العنف." وقال روندوس إنه خلال الاجتماع مع مشار في ولاية أعالي النيل حذرت الجماعة زعيم المتمردين من أن المجتمع الدولي سيحمل المسؤولية لجميع الأطراف الضالعة في الاقتتال بجنوب السودان حيث يعتبر مشار وكير زعيمين لقوات ذات توجه أغلبه عرقي. ودعا مجلس الأمن إلى إجراء تحقيق في المذابح في بنتيو ويدرس فرض عقوبات على الطرفين المتحاربين. وتقول جماعات حقوقية إن الجانبين ربما ارتكبا جرائم حرب. وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى ملاحقة قانونية. ووافقت الأممالمتحدة على زيادة عدد قوة حفظ السلام في جنوب السودان من 7000 جندي إلى 12500. وتدرس حاليا المهة المنوطة بهؤلاء. وعملت القوة على إيواء اللاجئين ولكن مسؤولين يقولون إنها لا تملك القدرة على خوض مواجهات. وتابع روندوس "في ضوء الوضع المتفجر على الأرض. صارت الأولوية القصوى الآن لمراجعة مهمة الأممالمتحدة التي تسمح بوجود قوي للأمم المتحدة لحماية المدنيين وردع أي طرف عن الخوض في مزيد من أعمال العنف." واستؤنفت يوم الاثنين جولة جديدة من محادثات السلام بين متمردي جنوب السودان والحكومة على الرغم من عدم وجود مؤشرات تذكر على إحراز تقدم ملموس في المحادثات المتقطعة المستمرة منذ شهور.