بسم الله الرحمن الرحيم انطلاقا من قول الحق عز وجل: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء : 114] . صدق الله العظيم اخي لقد وضعتنا يد القدر في مكان لو تاملناه لتحسسنا مواطن الطعن فينا وبذات القدر لبذلنا الجهد في ان نضيف مجدا لتاريخ مَجِيدٌ نسلمه للأجيال من بعدنا كاملاً غير منقوص. اخي تذكر جيدا بعد العودة في عام 2000 أشرت عليك بان واقع الحال في بلادنا وحتمية التغيير تتطلب منك اعادة صياغة دورك السياسي بعد ان أمضيت وقتها 44 عاما في سدة رئاسة حزب الأمة حتي تفسح المجال للأجيال الجديدة لتولي القيادة التنفيذية في الحزب على ان تلعب دورا زعاميا راعيا تحتاجه الساحة السياسية وتعلو بنفسك عن العراك السياسي وهو ذات الدور الذي لعبه اﻻمام عبدالرحمن المهدي فحقق به اعظم إنجاز في تاريخ السودان الحديث الا وهو استقلال السودان. لقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر تعرضنا فيها جميعنا الى ابتلاءات وهذه سنة الحياة ودأب المجاهدين. ان من اروع المواقف نبلا الانتصار علي الذات وأداء الأمانات الي أهلها تماماً كما فعل قادة عظام في قارتنا ترجلوا عن السلطة أمثال نيلسون مانديلا ونايريري في تنزانيا وسنجور في السنغال. لقد تابعنا ما ظل يجري في أروقة حزب الأمة من حراك ومخاض لولادة فجر جديد في حزبنا تجدد فيه دماء الأجيال في القيادة في ظل استقطاب حاد بين السلطة الأبوية و حاكمية المؤسسات بينما كان من الواجب ان ترعي السلطة الأبوية عملية التحول المطلوبة في ظل الواقع الوطني المازوم الذي تعيشه بلادنا والذي يتطلب جمع الصف الحزبي والوطني بدلا من مقاومتها والوقوف ضد عجلة التاريخ.فان قواعدنا في الهامش قد أكلتها الحرب وانهكها الفقر والمرض وجار عليها الزمان وما من معين. فليكن ابسط ما نقدمه لهم ان نطوي صفحة الخصام وان نتخذ من هذا الحراك السياسي الذي ينتظم حزبنا فرصة لإعادة ترتيب صفوفنا وذلك عبر الآتي : 1) ان ندعوا لمصالحة شاملة بيننا نحن قادة وكوادر حزب الأمة تضع حدا لكل الخلافات والانقسامات التي أصابت حزبنا العتيد،لنتوجه بكلياتنا جميعا لإعادة بناء الحزب ومواجهة معركة التغيير في بلادنا من خلال وقف الحرب واستعادة الديمقراطية ودفع عجلة التنمية والبناء ومحاربة الفقر. 2) ان نقر بان اجهزة الحزب الحالية منتهية الصلاحية منذ اكثر من عام ونتخذ من ذلك سانحة لتشكيل اجهزة انتقالية وفاقية تعكس المصالحة الحزبية أعلاه تقود الحزب الي المؤتمر الثامن. 3) تقديم هذا المقترح مع ميثاق الوحدة لاجتماع الهيءة المركزية التداولي المدعو له اول مايو 20014 لاجازته اتساقا مع قرارها بضرورة جمع الشمل في دعوة انعقادها الاخيرة في ابريل 2012
