(*) في مطلع الثمانينات كان أحد الأصدقاء من بنك السودان في استقبال counter part نظيره الأمريكي الذي يعمل في إحدي إدارات صندوق النقد الدولي IMFحضر إلي الخرطوم بشأن وضع الترتيبات اللازمة لجدولة ديون السودان . من المطار وفي شوارع العاصمة استرعي انتباه الخواجة كثرة عربات المرسيدس فسرعان ما خاطب رصيفه السوداني (لماذا تجدولون ديونكم ولا تدفعونها كاش وشوارعكم مليئة بعربات المرسيدس ؟ في أمريكا الذي يركب عربة مرسيدس must be very rich يجب أن يكون غنيا) . (*) هذه الواقعة كانت في مطلع الثمانينات ووقتها لم تبلغ ديون السودان 8 مليار دولار فماذا لو زار هذا الخواجة السودان الآن وديونه بلغت 45 مليار دولار والامتدادات السكانية الراقية في كافوري وحدها تفوق من حيث الفخامة بنايات نيوجرسي ولاس فيجاس وداشات موسكو غير تلك التي في ضاحية الشهيد الماحي والمعمورات وموديلات العربات التي تجوب شوارع الخرطوم المجمعة خصيصا باليد وبمواصفات خاصة يتم ترحيلها كارجو الي مطار الخرطوم بمليارات الجنيهات غير تلك السيارات الفخيمة التي لا يوجد مثيلها في شوارع مانهاتن أو لوس انجلوس و ميامي . (*) عندما تغني الثنائي الوطني لنظام مايو ( وريتنا جديد ما كان علي بال) كان الجميع يسخر من الاغنية الوطنية باعتبار أن مايو ما (ورّت) الشعب السوداني غير الويل وسهر الليل . شاعر الإنقاذ محمد عبدالحليم لابد أن يكن ندمان وسافي التراب و يتواري الآن خجلاً عندما انشد (حنعمر نحنا بلدنا ونفوق العالم اجمع ) فلعله قد تسرع وهو يستخدم حرف الدال بدلا لحرف العين للآن الحال الآن (حندمر نحن بلدنا ونفوق العالم اجمع ). الدمار والفساد الذي حدث للأمة السودانية في عهد الانقاذ ربما يحتاج إلي سنوات ضوئية لكي يحدث في بلد آخر. (*) الفساد الذي يحدث الآن فساد ممنهج وضعت له الأجهزة التشريعية كل التحوطات والحماية القانونية التي تضفي الحصانات و تعفي من المساءلة لأركان و منسوبي النظام و حتى قانون الثراء الحرام أصبح يبيح التحلل من المال المنهوب بعد أن يلف ويدور و يربأ حيث يتم دفع أصله فقط الذي تآكل بفعل التضخم بينما يستأثر اللصوص بأرباحه المتراكمة والتي تبلغ أضعاف المبلغ موضوع التحلل وليس غريبا أن تنصب السرادقات وتقام كرامات التحلل في سابقة دخيلة بدأها المتهمون في قضية الأقطان ومدكوت وها هم موظفو مكتب والي الخرطوم يتحللون من أصل المسروق بينما الأرباح كالساقية لِسّا مدورة . (*) تشهد البلاد تسارع محموم نحو حصاد الفساد ، لا شغل للمسئولين الحكوميين ومستجدي النعمة والزلنطية الزنابيج من الحفاة العراء رعاة الشاة من الإنقاذيين الذين يتطاولون الآن في البنيان ، غير (خم الفساد) و عبقرياتهم الآن في خواتيم عهد الإنقاذ تتفتق لتطويع كل آليات الدولة و تسخيرها للهبر والسرقة وخيانة الأمانة وكل جرائم تدمير الاقتصاد الوطني ويقينهم الافلات من المحاسبة والعقاب بالتحلل الملاذ الجديد للصوص الإنقاذ . [email protected]