ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما يعلن عن خوفه من الانقلابات ،كيف يتهجأ الرئيس البشير كلمة "انبطاح"؟..أ-م-ر-ي-ك-ا..!
نشر في سودانيات يوم 03 - 11 - 2012


وثيقة نوعية نادرة
عبدالرحمن الأمين
[email protected]
بمثل هذا العنوان وبمثل هذه الوثيقة قد لا نحتاج للكثير من التحليل . فالرسالة لها لسان وشفتين وتنطق بمقاصدها بنفسها. لكنا قطعا نحتاج لوضع الامور في سياقها الزمني والحدثي لأغراض الاحاطة والشمول . . سنتناول بعض الهوامش الخارجية ذات الصلة بالرسالة ومن ثم نغوض في المحتوي ، وياله من حديث !
تأريخ الرسالة ( 5 ابريل 1997 ) مما يعني أنها كتبت بعد قرابة عام منذ مغادرة اسامه بن لادن للسودان مطرودا الي جلال أباد في منتصف مايو 1996 . أوضحنا في حلقات سابقة ان طرد زعيم القاعدة جاء اثر ضغط دولي غيرمسبوق وبخاصة من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية .قلنا ان نهاية اقامه بن لادن بالسودان (1991-1996) كانت نتيجة اجتماعين متزامنين . الأول كان في مكة ابان موسم الحج ، وأطرافه كانت الرئيس البشير وولي العهد السعودي ، آنذاك ، عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس المخابرات العامة ، الامير تركي الفيصل . وعلي محور آخر ، تواجد اللواء الفاتح عروة بواشنطن في اجتماعين مع رجال مؤسسة الجاسوسية الأمريكية ، السي أي ايه ، في 8 مارس 1996 لاستمزاج الموقف الأمريكي والوقوف علي قائمة مايطلبونه من تصرفات محددة.(لمراجعة المزيد من تفاصيل المطلوبات الامريكية راجع الوثيقة )
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-74427.htm
بعد التخلص من بن لادن ، ومن قبله فشل محاولة أغتيال حسني مبارك في ادبس ابابا (يونيو 1995) ، بدأ موسم بهلوانيات سياسة الانقاذ الخارجية . أحس النظام بانكشافه وعزلته فعمل علي تدوير طواقمه في داخل المنظومة باخفاء بعض الوجوه الامنية واظهار أخرين بلباس ناعم . غاب الدكتور تافع وثلته وحضر الدكتور قطبي ورهطه، وتواري علي عثمان عن الخارجية وظهر غازي صلاح الدين .
عملت الانقاذ مبكرا علي "اعادة صياغة " كل شئ ولم تكن الخارجية استثناءا . فأفرغت من عقولها العارفة بطرائقها وتولاها الامنيون . وهكذا حال نظام مذعور من فقدان الشرعية تسكن مخيلته ليلة الانقلاب والتواطؤ الذي أنجح التجربة ، فيتوجس من الجيران ! . ضج المسرح بالحواة ممن فهموا ان السياسة الخارجية هي لعبة (ملوص ) وطق حنك . كأن تقنع ايران بأن أول "آية " لله مدفون بجوار مرقد صوفي بالسودان ، وأن الديانة البوذية عبرت للصين من أفريقيا مرورا بالسودان أو ان تبلغ الكوريين الشماليين بأن الزعيم المحبوب "كم ايل سونغ " مات وأمنيته أن يدفن في السودان !
في اية انتخابات امريكية فان الحزب الفائز بالرئاسة قد لا يفوز ، بالضرورة ، بالاغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب . ففوز أي من الحزبين بأغلبية شقي الجسم التشريعي (الشيوخ أو النواب ) ، ترادفه مكافأة الفائز برئاسة جميع اللجان في المجلسين والتي نفوق الاربعين لجنة.أهمية رئاسة اللجان تكمن في أن من يتولاها يقوم ، منفردا، بوضع سياسات عمل اللجنة مثل توقيت ومناقشة ما يطرح ، أو مايحجب ،عليها من مشروعات تشريعية مختلفة . وعلي هذه الخاصية ، يرتهن فشل أو نجاح الرئيس في رئاسته !فان كان المسيطرون علي اللجان يتبعون حزب الرئيس، تتسهل الموافقة علي ، وتمرير خطط وبرامج الجهاز التنفيذي ( ويمثله الرئيس وكل حكومته ) ، والا كتب علي برامج الرئيس العرقلة والتطويل والتعديلات ..أو حتي افشالها المتعمد عند التصويت عليها ! فالكونغرس هو الذي يمسك بالقلم للتوقيع علي شيكات الميزانية ، وعلي الرئيس الارتواء من مياه الأطلسي المالحة ان كسب عداء الجسم التشريعي !
هذه الرسالة البالغة السرية بشعار الجمهورية وامضاء الرئيس ، ترسل مع شخص لا هو بسفير ولا هو بسوداني أصلا يحملها في جيب بدلته تماما كعلبة سجائر! يوجهها رئيس جمهوريتنا الي عضو الكونغرس لي هاملتون( ديموقراطي من نيو هامشير) بصفته العضو الأرفع في لجنة الشؤون الخارجية من حزبه بمجلس النواب ، الا انه لايترأس هذه اللجنة. وبالرغم من رئيس أمريكا أنذاك ، بيل كلينتون ، انتمي لذات الحزب ، بعد فوزه بولاية ثانية في انتخابات 1996 ، الا ان الجمهوريين سيطروا بأغلبية علي مجلسي الشيوخ و النواب ! ونستتبع بالسؤال، لماذا اختار الرئيس البشير لي هاملتون وخصه بهذه الرسالة وهو لا يترأس لجنة الشؤون الخارجية وانما كتلة نواب حزبه فيها ؟ ببساطة لان الدبلوماسية السودانية فشلت تماما في التعاطي الطبيعي مع ادارة الرئيس كلينتون في دورة رئاسته الاولي ( 1992-1996). هذا الفشل الذريع تعكسه حقيقة ادارج السودان في 1993 ضمن قائمة البلدان المساندة للأرهاب . جاءت الانتخابات الرئاسية الثانية وفاز كلينتون بأربع سنوات جديدة فرأت الحكومة ان تبدأ بأسلوب جديد اذ شعرت ان سفرائها بواشنطن ، بدءا من مهدي ابراهيم مرورا بالبروفسور عبدالله أحمد عبدالله وحتي أحمد سليمان ، انتجوا صفرا عشريا باردا في ترقية العلاقات . وبالتالي ، ظنوا ان البديل هو استجلاب سماسرة أمريكيين يكافئونهم بالقطعة ، كما الاسكافي ان أنجز رتق نعل قديم ! هذا النعل ، ونعني السياسة الخارجية ، كان والي 30 يونيو 1989 مشرقا بكوكبة من الدبلوماسيين ذوي دربة وعلم وخيال لفظوهم في شارع "الله أكبر " فاستفادت منهم دواوين العالم ، وستتأكد ان أحصيت من تعرف واين يعمل الان . خربش قلم بمراهقة ظالمة علي أسماء الالاف من الكوادر الوطنية في كل الوزارات ومن جميع التخصصات واسموا خربشتهم الصالح العام ، وماهو بصالح وان صدقت صفة العمومية عليه اذ انتاش مفاخر من الكوادر البشرية المؤهلة .
استجلبوا السماسرة ، وتركوا دبلوماسييهم يبصبصون علي رعاياهم في المنافي ويتاجرون في كل شئ .
من هؤلاء كانت سيدة ( جمهورية الانتماء ) هي جانيت ماكلوقيت تعاقد معها مهدي ابراهيم ، ثم بتوصية من الترابي وقطبي المهدي أحضروا رجل أعمال أمريكي ثري ( كان عمره حينها 35 عاما) للاستفادة من علاقاته بدوائر النفوذ والقوة في الحزب الديموقراطي ، من جهة ، فضلا عن كونه مسلما باكستانيا يكن محبة خاصة للشيخ حسن الترابي. اسمه منصور اعجاز كان مهندسا بالمهنة الا انه مارس التجارة فأثري عبر شركته المسماة (كريسنت انفستمينت مانجمنت ، ليمتد ) التي تتكشف مسحتها الاسلامية في الترجمة العربية ، اذ تسمي شركة ( الهلال لادارة الاستثمارات ذات المسؤولية المحدودة). تقول الكثير من الملفات ذات الصلة بهذه الشركة ان صاحبها كان ينوي الاستثمار في السودان .
لا ندري علي وجه الدقة القيمة الاجمالية التي تقاضاها المهندس اعجازنظير وعوده للانقاذيين بفتح قريب لبوابات واشنطن. بيد أننا نعلم انه زار السودان اكثر من 6 مرات وكان في كل مرة ضيفا مكرما وخاصا "جدا" علي مراسم رئاسة الجمهورية. تغدي وتعشي ورافق وسامر واجتمع وهاتف الرئيس وحاشيته من علية القوم متي ما شرف الخرطوم ، وان ودعوه استرجوه بالا يطيل الغياب ! كانت عيونه علي الاستثمار ، وما ضنوا عليه لا بالمقترحات ولا الوعود بما سيقدمونه له ولشركته بل وتم اطلاعه علي كثير من الملفات الأمنية من البديل الجديد للدكتور نافع في رئاسة جهاز الأمن الخارجي ، الدكتور قطبي المهدي .( وهذا حديث سيتفايض به اناء حلقة قادمة !)
والان ..لننتقل لتبيان بعض حواشي المحتوي ....
نطالع في صدر الرسالة اسم الدكتور أبوبكر الشنقيطي كمعاون للرئيس ..... لكن ، هل من ثمة مسمي وظيفي بهذه الصفة برئاسة الجمهورية ؟ فالمعاون والمساعد ، وان اختلفت التسميات ، يشيران بالضرورة لمنصب له توصيف دستوري محدد !
لك ان تعلم بان معاون الرئيس هذا لم يظهر في قوائم الدبلوماسية السودانية الا بعد أشرقت شمس الفتح الاسلامي علي بلادنا ، فهبط علي سفارة السودان بواشنطن مستشارا اعلاميا بعد ان كان طالب علم بأمريكا . وبفضل من نصفه الاخر الانجلو ساكسوني من أهل الديار ، صار لنا دبلوماسيا بقرين كارد في سفارة واشنطن ، ومن ثم بجواز سفر يفتح يسارا . اختار مسكن الملحق العسكري الفخيم وماطالت به متعته يوم ان حل بواشنطن أحد رجالات القصر . نطفته من خلصاء حوش كافوري الملكي ، فرع (صراصر) التابعة للحوش الأم بود بانقا . هذا هو المستشار الاعلامي الجديد الصادق بخيت الفقيه ( وهكذا يكتب اسم جده الفكي ، بعد ان تفقه في أمور الدنيا ونعمها بفضل من صلة الرحم الرئاسي ). تخاصم الرجلان وتشاحنا علي منزل له قصة تروي عن طهر ونقاء يد هي التي صنعت ماتخاصم فيه الرجلان . وحسبي ان تمرغ سيرة ناصعة بأخري منبتة لايزيد الاولي الا توهجا عند المضاهاة . المنزل موضوع النزاع اشتراه لحكومة السودان الفريق أول الشهيد فتحي أحمد ، يوم أن كان ملحقا عسكريا بواشنطن في 1982 .دفع العميد بحري ، آنئذ ، مقدما نقديا للمنزل مقداره 72 الف دولار هي اجمالي مخصصاته لعامين من مال الضيافة التي لم يصرف منها سنتا واحدا كغيره ممن سبقوه علي المنصب أو من أتوا بعده ! كان أمله ، رحمه الله ، ان يترك منزلا للملحق العسكري بواشنطن ليفرمل التصاعد اللولبي في قيمة الايجار. صام عن مال الضيافة ، وهو رصيد خالص له ان اراده لجيبه . عامان والعميد بحري يؤلم من دعاهم لحفلاته الرسمية من حر راتبه الميري! كتب بعدها بمشورة اللواء حقوقي الدكتور احمد علي حمو الي رئاسته بالخرطوم عارضا فكرته ، فانهالت عليه برقيات التقدير والشكر علي هذا التفكير الابداعي والانجاز غير المسبوق في عمر الجيش وملحقياته عبر السنين . لا غرو ، فبأمثال فقيد الوطن فتحي أحمد علي تزدان سيرة الجندية ونكران الذات. اكتملت اجراءات الشراء وقد تبقي لمغادرته قرابة الشهرين . رفض السكني بالمنزل الخالي ولو لليلة واحدة مفضلا ان يقضي هو وأسرته آخر ايامه بواشنطن بفندق لئلا يشتري اثاثا جديدا قد لا يرق لمزاج من سيخلفه فيستبدله بآخر جديد ، وبالنتيجة تتحمل البلاد منصرفات لا داعي لها ! علي منزل تلك اليد الطهور المبرأة من المال العام ، تخاصم المستشاران الشنقيطي والفقيه واصطفت خلفهما الزوجات ، الخواجية وبنت البلد . وبضربة لا تدانيها الا مافعله اعصار ساندي بساحل نيوجرسي ، فازت ماكينة صراصر المدفوعة باثني عشر سلندر فقذفت بالشنقيطي وخواجيته ليس من البيت فحسب، بل ومن بلد أصهاره ليهبط بمعهد الدراسات الاستراتيجية بالخرطوم وظفر فقيه صراصر وزوجته السيدة الوزيرة الحالية، أميرة الفاضل ، بالدار ....
اذن فالمعاون المقصود ، أصبح بعد هذه الرسالة والترفيع الرئاسي ، ربع ضحية لصالح أسري عام ففقد البيت ولم يفقد الوظيفة !
الترجمة المختزلة الخالية من دسم الشوكلاتة الدبلوماسية للغة الرسالة :
ان يخاطب رئيس دولة في العالم الثالث عضو بالكونغرس الأمريكي ، فهو أمر جد عادي وبالذات في لجان الكونغرس ذات الصلة بالعالم الخارجي . فكثيرا ما نقرأ عن زيارات تشريعيين أمريكيين لعواصم خارجية ولقاءاتهم ورسائلهم الي ، ومن الرؤساء . لكن ان ينقطع حبل الاتصال تماما مابين الرئيس والرئيس الاخر في بلد هذا التشريعي ، فهنا لابد وان يجحظ السؤال المنطقي ، لماذا ؟ أما ان يحمل رئيسنا رسالته لوسيط ، هو المواطن الامريكي منصور اعجاز ، ليحملها الي عضو برلماني طالبا "التوسط" لدي حكومة بلاده من اجل تحسين العلاقات الثنائية ، فهذه درجة من الفشل الاداري لا يوازيها ترديا ومهانة الا مايشترطه التنفيذيون الأمريكيون والاوربيون ، بل وحتي الأمميون ، قبل زيارة الخرطوم بالا يتضمن بروتوكول الزيارة أي لقاء بالرئيس ، كما الحال منذ مارس 2009 بعد قرار الجنائية الدولية !
اذا استبعدنا المحسنات اللغوية ، والشكولاته المحلاة التي تتذوق بها عبارات الرسالة فان قراءتنا لها ستكون وفق الترقيم بالشكل التالي
1 = لقد فشلنا في الاتصال بحكومة الرئيس كلينتون
2 = رجاءا ..رجاءا لا تقلبوا نظامنا ، فنحن مستعدون لخدمتكم بأكثر ممن سيأتي بعدنا .!
3 = انني أرغب جدا في علاقة خاصة معك .
4= نعترف بأننا أخطأنا كثيرا ..سامحونا
5 = نحن عمليون أكثر من غيرنا وماعليكم الا ان تجربونا .
6 = أحضروا معكم السي أي أيه وأي وكالة مخابرات أخري وسنعطيكم كل ما لدينا من أسرار شئ فنحن معا حلفاء ضد الارهاب .
7 = نعتب علي أجهزتكم علي عدم ثقتها فينا وتمنعها في كشف مالديها لنا ، فنحن حلفاؤكم ولا داعي للتسترعلي ما لديكم بينما نحن مستعدون لأي شئ .
8 = سنشرع في تنفيذ طلباتكم ولو عني هذا وقف تعاوننا مع ايران .لكن يجب أن تعطونا ضمانات بقبولكم بنا في صفكم وتتعهدوا بوقف حملاتكم الراهنة ضدنا .
9 = البيت بيتك !
10 = تعال ..تعال لكي نقول لك أكثر عن المفاجأة !
11 = أقنعوا جون قرنق وتفاوضوا معه نيابة عنا
12 = نحن خائفون منكم
13 = أنتهي موضوع التوتر مع مصر ومحاولة اغتيال مبارك
14= رجاءا..رجاءا رجاءا أوصل هذه الرسالة للبيت الابيض ، فالرئيس كلينتون هو من حزبك ويكن لك مودة خاصة
15 = نحن مسلمون ونعرف الكثير عن المسيحية ونحب السيدة مريم العذراء مثلكم ونعرف قيمة تمثال الحرية .
16 = سأفرغ المذكور بالكامل ليكون تحت أمركم
17= لا داعي للبروتوكول بيننا ، عاملني كصديق .
18 = لا تنسي ولا تعتذر ، ياصديقي الجديد !
ماذا فعل رجل الكونغرس بالرسالة والي اين وصلت ؟
دس منصور اعجاز الرسالة في جيبه واستنسخ منها ماشاء عددا . سلم النسخة الاصلية لرجل الكونغرس المعني بشرح مفصل لملابسات كتابة الرسالة وتحمس البشير للالتقاء به .بعد أن طال انتظاره لرد هاملتون ، وتحرج من تقاطر المحادثات الهاتفية من الخرطوم المتلهفة للنتائج ، خرج برسالته للطرقات يسعي! فكأي سمسار، أدرك اعجاز أهمية ان يجد مشتر لورقته والا ضاعت الاحلام . قابل من يعرفهم مبتدءا بوزيرة الخارجية، مادلين أولبرايت ، التي استهلت عهدها في الولاية الثانية لكلينتون بدلا عن وارين كريستوفر . قالت "يفتح الله " قابل مساعدتها للشؤون الافريقية ، سوزان رايس ، ومازادت يفتح الله الا بجرعة مكثفة ..سعي للكبار من اصدقائه مبتدءا من مستشار الامن القومي ساندي بيرغر ، قال له ان الوزيرة أولبرايت ومساعدتها ابلغتاه بوجهة نظرهما وأضاف ( الخرطوم تعرف ما نريد فاذا ارادوا علاقات طبيعية ، ورفع اسمهم من قائمة الارهاب فهم لا يحتاجون لرأينا . لينفذوا ماقلناه لهم أولا ، ونحن نسمع ونري) قابل الرئيس ، وهو من داعمي وممولي حملاته الانتخابية ، فرد عليه بأن المسألة من اختصاص أولبرايت وبيرغر وبعدها سيقرر !
ظل يحوم ويحوم حتي احتاجت نعله لاسكافي وماأجدي شيئا ....يذهب للخرطوم مبشرا بقرب الفرج فيقابل بما اعتاد عليه من حظوة ويعود الي أرض خفي حنين ، فتتبخر الخطط حتي وان استقدم معه قطبي المهدي ، اللاعب الجديد في الملف. في أغسطس 1998 مزقت صواريخ كروز مصنع الشفاء بالخرطوم ووصل مقذوفها لواشنطن لتنفذ لجيب سترة السمسار اعجاز ، فحرقت ماتبقي من قيمة مرتجاة لنسخة ماحمل من رسالة !
نفخت احداث 11 سبتمبر 2001 الروح في الرسالة التي حملها البشير لمنصور اعجاز بعد ان تجشأت موتا لأربعة سنوات فأطل علي صفحات مجلة (فانيتي فير ) في يناير 2002 متحدثا عن عرض السودان الذي لو قبلت به واشنطن لتبدل الأمر! وشاركه ذات الرأي السفير تيموثي مكارني . في عام 2002 قالت شبكة اي بي سي نيوز في تقرير لها ان اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في احداث سبتمبر قررت التحقيق حول العرض السوداني . ونسب الي رئيسها المشارك ، السناتور بوب غراهام (ديموقراطي من ولاية فلوريدا) تساؤله " لماذا لم نقبل بمعلومات استخبارية من السودانيين؟ " . الا ان تقري اللجنة الصادر في يوليو 2004 لم يشر مطلقا لمثل هذا التحقيق. ولعل أكبر صفعة للسمسار الباكستاني الامريكي ومن انتظروه بالخرطوم جاءت من متلقي الرسالة الرئاسية نفسه : عضو الكونغرس لي هاملتون . فلجنة التحقيق في احداث سبتمبر شكلت من الحزبين الجمهوري والديموقراطي وترأسها حاكم ولاية نيوجرسي الجمهوري السابق توماس كين ، أما نائبه فلم يكن سوي صاحبنا المستر هاملتون ! أنشئت اللجنة في 27 نوفمبر 2002 ونشرت
تقريرها(567 صفحة ) في 22 يوليو 2004
http://govinfo.library.unt.edu/911/report/911Report.pdf
خلا تقرير العامين من أي اشارة لرسالة البشير وتودده لنائب رئيس اللجنة ! بل ولم ترد ولا كلمة واحدة عن عرض البشير ولا حتي اسمه ، رغم ان كلمة السودان وردت 139 مرة وكانت كلها في سياق الادانة لاستضافته لبن لادن !
اما ان سألت يارعاك الله عن الكيفية التي تفاعلت بها الحكومة الامريكية مع محتوي الرسالة التي حملها السمسار اعجاز ، أو شئت ان تعرف كيف ردت عليها ، لك ان تستعد للاجابة نفسيا . فان كنت واقفا فلتجلس ، وان كنت عابسا فلتزداد عبوسا :...
الي هذا اليوم وهذا الشهر من ايام الله وسنواته ، لم يرد احد علي رسالة عمر البشير .....مات من مات ، وتقاعد من تقاعد !
الرئيس
سري للغاية
5 أبريل 1997
عضو مجلس النواب لي هاملتون
العضو الديموقراطي الارفع ، لجنة الشؤون الخارجية
مجلس النواب الامريكي
2314 مبني ريبيرن
واشنطن ، مقاطعة كولمبيا 20515
عزيزي عضو الكونغرس هاميلتون :
تلقيت بسرور تقريراجتماعكم البناء مع معاوني ، الدكتور أبوبكر الشنقيطي ، يوم 21 فبراير 1997 . كما تعلمون ، فان العلاقات الثنائية مابين الولايات المتحدة والسودان ظلت متوترة بشدة ، ونحن نرحب بأية قناة للاتصال بامكانها مساعدة الطرفين في صياغة حلول للقضايا الهامة لبلدينا "1". اننا هنا في السودان ظللنا في تشويش وارتباك امام المجهودات المستمرة لحكومتكم للتواطؤ مع البلدان التي تجاورنا من اجل تنفيذ "انقلاب عسكري " بالخرطوم في ذات الوقت الذي نقوم فيه بأكثر جهودنا جدية لمعالجة مختلف همومنا الثنائية المعلقة. "2"
ربما لايدرك الشعب الامريكي الحوار الجاد الذي بادرت به حكومتي لتحسين العلاقات ليس فقط مع الدول التي تجاورنا ، وانما وبشكل اكثر اهمية مع شرائح الاقليات من سكان السودان . هذه المجهودات توجت باتفاق السلام الشامل التي سيتم التوقيع عليه بالخرطوم في 21 أبريل 1997 من قبل كل رؤساء القبائل المسيحية واللادينية الرئيسية تقريبا بالمديريات الجنوبية، بمن فيهم الكثير من القيادات الهامة بالحركة الشعبية لتحرير السودان .ان اي من الهموم الحرجة التي اثارتها شرائح الاقليات ، بما فيها حق تقرير المصير ، تناولها اتفاق السلام . أود ان انتهز هذه الفرصة ، متأسفا في البدء
علي قصر وقت الاخطار، للتقدم لكم بدعوة رسمية لحضورحفل توقيع اتفاق السلام يوم 21 ابريل بالخرطوم كضيفي الخاص "3"حتي تشهد التقدم باتجاه السلام الدائم الذي احرزناه هنا بالسودان.
انني متأكد من تفهمكم ، اننا كأكبر قطر مساحة في أفريقيا بحدود غير محصنة وبتكوين قبلي في الغالب ، نواجه صعوبات متفردة في صياغة وتنفيذ سياسات مركزية . اننا نقر بأن ليس كل شئ جري خلال السنوات السبعة الماضية من حكم حكومتي كان محبذا"4" ، لكن نطلب من الشعب الأمريكي ان يضع في الاعتبار ظروف الصعوبات المحيطة. وبالرغم من ذلك ، وللابتعاد عن الشعارات الجوفاء التي كثيرا ما تتصف بها العلاقات مابين الامم الأفريقية والولايات المتحدة "5"، نود ان نقترح ونعرض الاتي من اجراءات كخطوات لبناء الثقة باتجاه تحسين علاقاتنا الثنائية :
أ- لتحسين الاتصال علي مستوي العمل ، فاننا نلح في المطالبة بأن تشمل الزيارات المستقبلية للخرطوم من قبل سفيركم الكفء ، تيموثي مكارني، اجتماعات مع قطاع عريض من الناس ، مصممي السياسة الرئيسيين في حكومتي ، من اجل أن يتمكن من اجراء تقيييم اكثر اكتمالا للاوضاع علي الارض في السودان .بروح الانفتاح والتعاون ، فانه سيسرنا توفير الاتصال له بقيادتنا علي كل المستويات ، سياسية أو مجتمعية علي حد السواء ، وتسهيل أي اجتماعات يريد ان يجريها .
ب- نتقدم بعرض لوحدات مكافحة الارهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي "اف.بي.آي"وأي وفود رسمية تري حكومتكم بأنها مناسبة ، بالحضور للسودان والعمل مع ادارة الامن الخارجي من أجل الاطلاع علي البيانات التي في حوزتنا ومساعدتنا في مقاومة القوي التي تسعي حكومتكم ، وحكومتنا ، علي احتوائها "6". فمثلا ،نن سنرحب بالاكاديميين المتخصصين في أساليب مقاومة الارهاب لعقد سنمارات بالخرطوم. بوضوح ليس من العدل ان تستمر الولايات المتحدة في سياستها باتهام السودان بالتعقيدات الارهابية المختلفة ،ومن ثم تجيب علي استفساراتنا حول الشئ المحدد الذي تريد منا الولايات المتحدة فعله لتصحيح الامور بردود مبهمة تتستر خلف قناع من شاكلة (أساليب سرية ، مصادر ألخ ).نحن منفتحون لاي افكار ايجابية تحل مرة وللأبد مسألة ان السودان يستمر في اخفاء الارهابيين وانه يعمل كعميل لجمهورية ايران الاسلامية"7" . هذه الاتهامات ببساطة ليست صحيحة ،ونحن مستعدون للوقوف خلف كلماتنا بتصرفات محددة – لكن فقط اذا ما تم اتخاذ هذه التصرفات بروح التعاطي المشترك والمصالحة ، وليس كسبب لعقوبات اضافية في المجموعة الدولية "8".
ج- اننا ندعوك وطاقمك الوظيفي ، وكذلك أعضاء الكونغرس الاخرين الذين يودون التأكد موضوعيا من حقائق أوضاعنا، بالحضور للسودان لمراجعة ابتدائية"9" . اننا ايضا ندعوكم لزيارة أقوي معارضي سياسات حكومتي تأكيدا لرأي أكثر توازنا .لتعلم كيف ان الكثير من الاقليات كانت وسوف تستمر كجزء من الحكومة الوطنية ، وان توزيع السلطة داخل المجلس الوطني ليس مختلفا عن توزيعنا السكاني ، وان النساء يعاملن بمساواة وان قوانين الشريعة الاسلامية تطبق فقط في الاجزاء الشمالية من السودان. أحضر لتري بنفسك من ينتهك حقوق الانسان . في اعتقادنا ان الاجابات سوف تدهشك"10" .
د- اننا نهيب بقوة السلطات المختصة في الحكومة الامريكية ان تساعدنا في احضار تلك العناصر من سكاننا ممن لم يوافقوا حتي الان علي بنود اتفاق السلام والمصالحة الي طاولة المفاوضات"11". او لن يكون في المصلحة الاكبر للسلام والامن في الاقليم ان تلعب الولايات المتحدة دورا بناءا بدعم اتفاق السلام الذي توصلنا له مؤخرا بدلا عن دور المساعد العسكري الداعم لقوات التمرد ؟"12"
رجل الكونغرس هاملتون ، انك كخبير في السياسة الخارجية ، حتما تتفهم الحاجة للاستقرار في اقليم فيه مياه النيل ، بليونات من احتياطي براميل النفط الخام والامكانيات التي تؤهله لان يصبح مركزا زراعيا رئيسا لانتاج الغذاء للقرن الافريقي .نحن ملتزمون بجعل الاستقرار وتحسين علاقاتنا مع جيراننا"13" وحماية الحقوق الاساسية ومقاومة قوي الارهاب ركائز سياستنا الخارجية في الاقليم . نحن مدينون لك بالعرفان علي عرضكم بطرح هذه المسائل الهامة علي المستويات الملائمة في حكومتكم"14" . ان احساسكم بالعدالة لهو دليل يمكن ان تحمله العذراء للشعب السوداني كمنارة للمبادئ الامريكية"15".
فيما نقوم بتنفيذ هذا النهج ، أود أن أقترح عليكم الاتصال بانتظام بوزير الدولة للشؤون الخارجية ، الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل "16". سفارتنا بواشنطن بامكانها تزويدكم بتفاصيله . انت ، بالطبع ، مرحب بان تتصل بي مباشرة في أي وقت تشاء "17". اننا نتطلع لمرحلة جديدة من الحوار مع أمريكا والي زيارتك هنا للخرطوم "18".
المخلص
عمر حسن أحمد البشير
رئيس جمهورية السودان
,1997 THE PRESIDENT April 5
Confidential
Representative Lee Hamilton
Ranking Democrat, House Foreign Affairs Committee
US House of Representatives
2314 Rayburn Building
Washington , DC 20515
Dear Congressman Hamilton
It was with pleasure that I received the report of your constructive meeting with my aide, Dr. Abubaker Shingiati, on February 21, 1997. As you are well aware, U.S.-Sudan bilateral relations remain severely strained, and we welcome any channel of communication that can better enable both sides to formulate solutions for issues of importance to both our countries. We here in the Sudan remain confused and perplexed at the continuing efforts of your government to collaborate with our neighboring countries in order to effect a ''coup d'etat'' in Khartoum at the very moment we are making our most serious efforts to address the various outstanding bilateral concerns.
Perhaps the American people are unaware of the serious dialogue initiated by my government to improve relations with not only our neighboring countries, but most importantly with the minority segments of our own Sudanese population. These efforts have culminated with a comprehensive Peace Treaty that will be signed in Khartoum on April 2l, 1997 by virtually all the major Christian and Animist tribal leaders from Sudan's southern provinces, including many important members of the SPLA. Each of the critical concerns raised by our minority segments, including the right to self-determination, are addressed in the Peace Treaty. I would like to take this opportunity, apologizing in advance for the short notice, to formally extend an invitation to you to attend the Pence Treaty's signing ceremony on April 21st in Khartoum as my special guest so you may witness the progress towards a lasting peace we are making here in the Sudan.
. As I am sure you can appreciate, being the largest country by land mass in Africa with porous borders and a largely tribal community make-up, we face unique difficulties in formulating and implementing policies centrally. We concede that not everything which has taken place during the past seven years of rule under my government was desirable, but we ask that the American people also take into consideration the circumstances surrounding our difficulties. Nevertheless, in an effort to avoid the empty rhetoric that so often defines relations between African nations and the United States, we would like to suggest and offer the following confidence building measures as steps towards improving our bilateral relationship:
A. To improve communications at the working level, we would urge that future visits to Khartoum of your capable ambassador, Mr. Timothy Carney, include meetings with a wider array of people, including key policy-makers in my government, in order that he might make a more complete evaluation of the ground realities in Sudan. In the spirit of openness and cooperation, we will gladly provide him with access to our leadership at all levels, both political and societal, and facilitate whatever meetings or visits he may wish to conduct.
B. We extend an offer to the FBI's Counter-terrorism units and any other official delegations which your government may deem appropriate, to come to the Sudan and work with our External Intelligence Department in order to assess the data in our possession and help us counter the forces your government, and ours, seek to contain. For example, we would welcome academics specializing in counter-terrorism methods to give seminars in Khartoum. It is patently unfair for the United States to continue its policy of accusing the Sudan of various terrorism complicities, then answering our queries about what specifically the U.S. would like us to do to correct matters with ambiguous responses that hide behind the veil of ''classified methods, sources, etc.'' We are open to all constructive ideas for resolving once and for all the issue that Sudan continues to harbor terrorists and is acting as an agent for the Islamic Republic of Iran. These accusations are simply not true, and we are prepared to stand behind our words with concrete actions—but only if such actions are taken in the spirit of engagement and reconciliation, not as reason for further punishments in the international community.
C. We invite you and your staff, as well as other members of Congress that may wish to objectively verify the realities of our situation to come to the Sudan for a first-hand accounting. We would also urge you to visit with the strongest critics of my government's policies in order to insure the most balanced view. Find out how many
minorities have been and will continue to be a part of the national government, that the distribution of power within the National Assembly is not different from the distribution of our population, that women are treated equally and that Islamic Sharia laws are only applicable in the Northern parts of Sudan. Come and see for yourself who is violating human rights. We believe you will be surprised by the answers.
D. We strongly urge appropriate authorities of the U.S. Government to help us bring those elements in our population who have not yet agreed to terms of peace and reconciliation to the negotiating table. Would it not be in the greater interests of peace and stability in the region for the United States to play a constructive role in supporting the Peace Treaty that we have reached recently, rather than the role of military aide supplier to rebel forces?
Congressman Hamilton, as a foreign policy expert, you inevitably understand the need for stability in a region that has Nile waters, billions of barrels of crude oil reserves and the potential to become a major agricultural center producing food for the Horn of Africa. We are committed to making stability and improved external relations with our neighbors, protection of basic rights and countering the forces of terrorism the cornerstones of our foreign policy in the region. We are grateful for your offer to take these serious issues to the appropriate levels of your government. Your sense of fairness is an example eve can carry to the Sudanese people as the beacon of American ideals.
As we undertake this process, may I suggest regular communication with our State Minister for Foreign Affairs, Dr. Mustafa Osman Ismaeli. Our embassy in Washington can provide you with his details. You are, of course, welcome to communicate directly with me at any time you wish. We look forward to a new era of dialogue with America and to your visit here in Khartoum. Sincerely,
Omer Hassan Ahmed El Bashir,
President of the Republic of Sudan.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.