المشهد السياسي الطلابي علي الجامعات لاينفصل عن الحراك السياسي بين المعارضة من طرف والحكومة من الضفة الأخري ، وكبت الحريات وتضييق مساحة العمل الجماهيري ،الذي ينعكس تأثيره المباشر علي العمل الطلابي داخل معاقل التدريس ، باعتباره النواة الاولي لممارسة الأنشطة المختلفة ، ويأخذ السياسي الحيز الأكبر ، والعمل فيها يصطدم بعقبة عرقلة الحرية في الساحة الجامعية ، وتتبادل الأطراف المختلفة الإتهامات بالمبادرة بالعنف ، أو نفيها ، ورمي التهم علي جهات أخري لا تري ضرورة في تسميتها ،ولكن يظل القاسم المشترك في أحداث العنف في معظم الجامعات والكليات هم الطلاب الإسلاميين ، الذين يبادرون بالعنف إرهاباً لخصومهم أو تنفيذاً لأجندة المؤتمر الوطني السياسية مثلما حدث في جامعة النيلين واعتدائهم علي منبر سياسي لتنظيم معارض ، ومؤكدا ان التنظيم لا يتبع منهج التحريض ضد من يخالفوه الرأي . ان هذا الاعتداء ليس هو الأول ففي الأسبوع الأول من شهر أبريل الماضي تعرض طلاب تنظيمات سياسية معارضة في جامعتي القرآن الكريم وعلوم التأصيل بالجزيرة ،وأخري في جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية ، لاعتداء من طلاب المؤتمر الوطني بالسواطير والسيخ والملوتوف . وكل هذه الأحداث جرت بعد ما يسمي بمبادرة الحوار الوطني ، وحرية العمل السياسي ، مما يطرح تساؤلات عن ما إذا كانت الساحة الجامعية ملتقي التنوير العلمي والثقافي والسياسي تتعرض للانتهاك من طلاب النظام ، فما بالك بالعمل علي مستوي الجماهيري ، وحرية العمل للجميع . شهدت جامعة النيلين بداية شهر أبريل أحداث عنف عقب اقتحام مجموعة مجهولة الهوية لمنبر نقاش نظمته رابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين الفصيل الطلابي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ، أصيب بموجبها الطالب صديق المرسي والطالبة تسابيح البشير ، وفي وقت اتهم فيه طلاب الاتحادي طلاب المؤتمر الوطني بالاعتداء علي كوادرهم بالضرب واقتحام منبرهم ، وقال كادر الاتحاديين صالح حسن ادريس ان مجموعة ملثمة تحمل السيخ والعصي قامت بطرد الطلاب من مباني الكلية واعتدت علي منبر الاتحاديين . وفي جامعة القرآن وتأصيل العلوم بالجزيرة وقعت إصابات متفاوتة وسط الطلاب جراء الضرب الذي تعرضوا له من قبل الفئات المتفلتة بالجامعة أثناء قيام الاسبوع الثقافي لاتحاد طلاب الجامعة ، وكانت تلك المجموعة المتفلتة تود المشاركة في ركن للنقاش ، علما بأن كافة الاطياف السياسية اتفقت علي عدم إقامة ركن للنقاش لانجاح الاسبوع الثقافي .وايضا أصيب أربعة طلاب من الحركة الاسلامية بجامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية بام درمان إصابات متفاوتة بالغة بسبب اقامتهم لركن نقاش ، وأصدرت الحركة بيانا ، ادانت فيه استخدام طلاب المؤتمر الوطني للسيخ والملتوف والسواطير عقب قرارات رئيس الجمهورية باتاحة الحريات للاحزاب السياسية ممارسة نشاطها ، وأصيب أربعة طلاب ، وتم تدوين بلاغات ضد منسوبي المؤتمر الوطني بشرطة محلية كرري ، والمصابون ، مهدي عبدالعزيز يدرس لغة عربية الفرقة الثالثة ، مكي محمد احمد ، وبدرالدين يدرس تربية رياضية . واتهم طالب بكلية القانون جامعة الخرطوم منظومة الطلاب الوطنيين الاسلاميين بمداهمة منبر النقاش في الجامعات ، مضيفاً أن ماحدث في النيلين كلية التجارة برهان علي أن العنف يبدأه طلاب المؤتمر الوطني ،وقال : كلنا ملتزمون بنبذ العنف في الجامعة ، وقال محمد عبدالله باقان ان وجوه الطلاب معروفة لدي الجميع ، مشيراً إلي أن العنف داخل المؤسسة التعليمية يؤكد مدي الضعف الذي يرزح فيه النظام ، وان صراعات الافراد يقود الي نفق العنف في الجامعات . - وبدوره انتقل العنف لجامعة الخرطوم التي شهدت ساحتها المليشيات المدججة بالسلاح، وهي تقتحم الداخليات وحرم الجامعة وتعتدي علي الخصوم السياسيين، وقال بيان صحفي للجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم أول أمس : تواصل اعتصام طلاب جامعة الخرطوم ذلك بدخول كليات (الآداب، الجغرافيا، الإقتصاد، والقانون) ومجمع شمبات في الإعتصام إحتجاجاً على إغتيال الطالب علي أبكر 3/ إقتصاد، ومطالبةً بنزع بؤر العنف الطلابي الذي يمارسه جهاز الأمن في الحرم الجامعي. - في التاسعة من صباح الأحد 4 مايو 2014 إقتحمت حشود كبيرة مسلحة من طلاب تنظيم المؤتمر الوطني الحرم الجامعي – ل (مجمعي الوسط وشمبات) وأثارت العنف بشكل عشوائي في كليات الجامعة، وإعتدت بالضرب على الطلاب العزل، ومزقت كل الصحف والملصقات الحائطية في إنتهاك صريح على النشاط الطلابي. - وإتسعت دائرة العنف الأمني لتشمل الإعتداء على قيادات الروابط والجمعيات الطلابية بغرض إفشال الإضراب السلمي حيث أصابت مجموعة من القيادات الطلابية بإصابات متفاوتة. - حاولت المليشيات الإعتداء على صحيفة (مساء الخير) التي تصدرها الجبهة الديمقراطية، غير أن دفاع الطلاب عن نشاطهم حال دون تمزيق الصحيفة. - إزاء ذلك تصدى طلاب وطالبات الجامعة للمليشيات الأمنية المسلحة وأجبروهم على الفرار خارج أسوار الجامعة والإحتماء ب (مسجد الجامعة) حيث جمَّعوا قواتهم وأعادوا تسليحهم. - ندين العنف الذي يمارسه تنظيم المؤتمر الوطني، ونرفض إستخدام المساجد لإثارة العنف مثل ما استخدمت في إغتيال الطالب علي أبكر في 11 مارس 2014 - نؤكد أن الدفاع عن النفس حق أصيل للحركة الطلابية في مواجهة عنف الدولة ضد العزل. - نجدد رأينا في فشل ما يُسمى بالحوار، مع الإشارة إلى أن السلطة ما زالت تتخد العنف المسلح في قمع الرأي المعارض في الجامعات، وفي الأقاليم الطرفية. وبينما أغلقت جامعة الخرطوم جزئياً فإن المطالب لا زالت باقية،حيث الوحدة الطلابية عالية في مواجهة طلاب المؤتمر الوطني ومليشياتهم المسلحة التي يحملها طلاب جامعة الخرطوم مسؤولية اغتيال الشهيد علي ابكر في وقت سابق. الميدان