فى اطار التحضير للمؤتمر السادس للحزب الشيوعى ...نقاش واسع حول مناطق التماس: . د بابكر محمد الحسن : مناطق التماس غنية بالموارد يقطنها 13 مليون نسمة لكنهم يواجهون الفقر والنزاعات . السودان يواجه ازمة حكم وثمة حاجة لدراسة الواقع ولابد ان يشارك المواطنون فى تقرير مصير مناطق التماس فى اطار التحضير للمؤتمر السادس للحزب الشيوعى نظمت اللحنة التحضيرية للمؤتمر ندوة جماهيرية حول (قضايا ولايات التماس بين دولتى الشمال والجنوب جدلية التكامل والنزاعات) قدمها دكتور بابكر محمد الحسن ب العام ودارت مداولات واسعة حول الورقة , وهذا عرض لمداولات الندوة . قال دكتور بابكر محمد الحسن فى بداية الندوة : ان قضايا ادارة الموارد الطبيعية تعتبر مصدرا اساسيا للشد المجتمعى وفقدان الاستقرار ونظرا لاهميتها اصبحت مضمنة فى الاتفاقيات فى اطار تقاسم الثروة . وعليه لابد من النقاش الجاد بغرض تحسين المعيشة والتعايش السلمى والتقاسم العادل للموارد , ووضع الخطط التنموية واطر التشريعات والمؤسست درءا للنزعات . . العلاقة الجدلية بين السلام والتنمية : وتحدث عن جدلية العلاقة بين البيئة والسلام والتنمية فقال : تقوم تلك العلاقة على الاتى : اولا مفهوم التعاون البيئى ويوفر : تكامل المجتمعات وتعزيز الثقة . واذابة الشد المجتمعى , وتحويل النزاع الى علاقة تشاركية . وقال كل هذه القضايا تتمحور حول الارض ومواردها , واضاف : ان الملكية والموارد يشكلان اسباب النزاع فى غياب الخطط المنظمة للاستغلال المرشد للموارد الطبيعية . ثانيا : القطاع الرعوى ويشكل 10% من السكان ويساهم فى الدخل القومى والامن الغذائى ويمتلك 50% من مجمل الثروة الحيوانية الا ان القطاع يعانى من تدهور البيئة وتدنى الانتاجية والخدمات والبنيات وتشتت المؤسسات وضعف الخطط واليات التنفيذ وضعف التسويق وضعف ادارة المراعى والعنف , واضاف : نتيجة لانتشار الزراعة الالية حدث خلل فى العلاقات الاجتماعية والبيئية وتغيير المسارات التقليدية واد ى ذلك الى نشأت الامارات الادارية وقادت الرعاة الى ديار المجموعات المستقرة , وتسليح القبائل والمليشيات للقتال فى الجنوب , كما ادى الى حراك رعاة الشمال الى الجنوب والى تسليح المجموعات الزراعية . وقال : قاد كل ذلك الى استفحال النزاعات وصعوبة بناء السلام وتحويل الصراع الى قبلى ومهنى وادى الى صراع السلطة والموارد الطبيعية , ونجم عن ذلك خلل اصاب التعايش السلمى التاريخى بين القبائل الرعوية الشمالية من جهة والدينكا والشلك من جهة اخرى , ويرجع ذلك لشح الموارد والزيادة فى البشر والحيوان وتفاقم الحروب وتمسك القبائل بملكية الارض وارتباط القبائل الشمالية بالجنوب كمصدر اساسى لحياتهم ومرتعا لحيواناتهم فى فصل الصيف . ومضى فى حديثه قائلا : ثالثا القضايا البيئية وهى لاتعترف بالحدود الادارية والسياسية , وهى محكومة بالتفاعل الحى بين البشر , وتساعد على تشكيل الهوية وترعى المصالح الفئوية , مع ملاحظة ان القضايا البيئية اصبحت خاضعة الى التسييس والمناورات وربما الاخضاع ,وقال: ان التعاون البيئى يعضد تكامل المجتمعات ويذوب الشد المجتمعى / السياسى وعليه لابد من خلق مناخ ملائم لسيادة مبدأ الحوار والاحترام المتبادل لبناء الثقة بدلا من الركون للقنوات الفوقية . وقال دكتور بابكر: رابعا : يبلغ سكان ولايات التماس حوالى 13 مليون نسمة منهم 9,4مليون فى السودان الشمالى 3,6 مليون فى السودان الجنوبى , وتتشكل ولايات الشمال من جنوب دارفور , جنوب كردفان , النيل الابيض , النيل الازرق وسنار , اما ولايات تماس السودان الجنوبى فتشمل : غرب بحر الغزال , شمال بحر الغزال , واراب , الوحدة , واعالى النيل . واضاف : تتمتع مناطق التماس بمزايا بيئية واقتصادية وسياسية وتعتبر من اغنى المناطق بيئيا واغزرها انتاجية وظلت محتفظة بعلاقات ديناميكية مع المناطق الجافة شمالا خاصة فى موردى الماء والكلاء وتزداد اهميتها مع التغييرات المناخية وتعاقب سنوات الجفاف , كما تتمتع مناطق السافنا بالثراء فى التنوع الحيوى,وقال : اما اقتصاديا فتوجد بالمنطقة موارد مائية موسمية ومستدامة , اضافة الى الوديان والاراضى الزراعية الخصبة وثروة حيوانية تقدر بحوالى 40% من القطيع القومى , وثراء فى الموارد المعدنية والثروة البترولية التى يقع معظمها الاعم فى هذه المنطقة , وهى ملجأ مهم للرحل من شمال كردفان والبطانة خاصة فى سنوات الجفاف , وعليه فأن المنطقة تكتسب اهتماما واضحا فيما يتعلق بالامن الغذائى والتبادل التجارى والطرق التجارية التى تربط بين الشمال والجنوب ( مائية وبرية ) واضاف : اما من ناحية اجتماعية فالمنطقة ذات اتصال تاريخى بين مجموعات اجتماعية ثقافية مختلفة وهى منطقة ثراء ثقافى تقليدى وتمتعت بالعلاقات السلمية والتعايش السلمى . وتطرق للجانب السياسى قائلا: الجانب السياسى لهذه المناطق يبرز فى خاصية مهمة سياسيا وامنيا اذ انها تحتضن ولايات البروتوكلات الثلاثة ( ابيى –جنوب كردفان –النيل الازرق ) اضافة الى النصوص الواردة فى اتفاقية السلام الشامل . وقال : هنا لابد من النظر الى المحاذير التى اكتنفت تطبيق هذه الاتفاقيات ومايلوح فى الافق من تعقيدات مستقبلية . لوجود مليشات وانتشار واسع للسلاح والنزاعات المتكررة . . ماهى مناطق التماس؟ اورد دكتور بابكر نماذج لمناطق التماس هى : كاكا التجارية , وهى منطقة مختلف حولها فى لجنة ترسيم الحدود , ومنطقة هجليج وتشكل بؤرة صراع بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية , كافيا كنجى (حفرة النحاس ) وتقع فى الجنوب الغربى لولاية جنوب دارفور على الحدود مع غرب بحر الغزال , ومنطقة المقينص وتقع جنوب غرب ولاية النيل الابيض . . محركات العنف : وتعرض مقدم الورقة الى محركات العنف فى تلك المناطق فقال : تاريخيا نجد ان الحدود الدولية الجديدة وحتى الداخلية تتعرض الى العنف كما يحدث فى الهند وباكستان , اضافة الى قضايا الرحل نتيجة انحسار اراضى المراعى او تدهورها واستكشاف البترول والتوسع فى الزراعة الالية , اضافة الى التنافس المتزايد على الارض ومواردها تحت ظل القوانين المتخبطة . . الاطر المقترحة للمشاركة فى الموارد : وطرح د بابكر مقترحات للمشاركة فى الموارد تركزت فى الاتى : الاستغلال المرشد للبيئة , واستمرار الحوار المجتمعى , وامن الموارد الطبيعية ويعنى حق الناس فى استغلال الموارد الطبيعية من خلال تنظيم مجمل عملية الاستغلال , وتكوين اتحادات المنتجين , والاستثمار فى البنيات الاساسية , والاستثمار فى المناحى الاجتماعية , واجراء البحوث لمعرفة اسهام التخطيط والتحول الى اقتصاد السوق والبترول وانتشار السلاح , واجراء مسوحات ميدانية لتصنيف التربة والموارد المائية واجراء مسح شامل لمسارات الرعاة بمشاركة المزارعين والادارة الاهلية لتفادى النزاعات مستقبلا . . نقاش ومداخلات : ودار نقاش واسع حول الورقة , واوصى المشاركون والمشاركات فى الندوة بضرورة مواصلة النقاش حول القضية لارتباطها بازمة الحكم فى السودان والتنمية المتوازنة وقسمة الموارد بشكل عادل وقضية الارض واستغلال الموارد بما يحقق مصلحة الرعاة والمزارعين ويحافظ على السلام الاجتماعى والبيئة من مهددات النزاعات , خاصة مع انتشار السلاح والفقر المدقع والغبن الاجتماعى , وتجذر الصراع لدرجة نشوب نزاعات بين الرعاة ة انفسهم , مع ضرورة الرجوع للمواطنين فى مناطق التماس باعتبارهم اصحاب المصلحة عند اتخاذ اى قرار يتعلق بتلك المناطق من ناحية سياسية وادارية واقتصادية , وضرورة النظر بعمق لاسباب النزاعات ومن يحركونها وفحص دوافعهم , وذلك دون اغفال للبروتوكلات والاتفاقيات التى ابرمت بخصوص بعض مناطق التماس , وتفعيل الحريات الاربع بين دولتى السودان وجنوب السودان , والعمل على تعزيز مبدأ التكامل بدلا من النزاع , ودراسة التجارب الشعبية الناجحة لبناء السلام الاجتماعى والتعايش السلمى بين مختلف القبائل التى تقطن مناطق التماس, واكد المشاركون والمشاركات ان قضية السلام لاتتجزأ وحتى يسود السلام بين دولتى السودان لابد ان يتحقق السلام فى كل دولة على حدة , كما امن المشاركون والمشاركات على اهمية دراسة الواقع المتغير فى تلك المناطق والوقوف على التغيير فى ادوار الادارات الاهلية وما تعرضت له من استقطاب وتسييس من قبل الانظمة المتعاقبة خاصة نظام الانقاذ.