تعهدت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل إليو ماري الإثنين 7-2-2011 بألا تقبل مطلقاً استقلال طائرة خاصة مرة أخرى، بينما تواجه نداءات بالاستقالة لتمضيتها عطلة في تونس أثناء الانتفاضة وتنقلها خلال تلك العطلة في طائرة رجل أعمال تونسي مقرب من عائلة زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وأدت هذه الضجة بشأن زيارتها إلى سلسلة المواقف المحرجة بشأن علاقات فرنسا مع تونس. وقالت ماري لإذاعة "أوروبا 1" "ما من شك إنني لن أستقل طائرة خاصة مرة أخرى مهما كانت الظروف وما دمت وزيرة". وذكرت أيضاً في مقابلة نشرتها صحيفة "لوباريزيان" "أدرك أن الناس مصدومين، سأتعلم الدروس". وسعت حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي، تيار يمين الوسط، إلى إنهاء الجدل يوم الجمعة عندما قال رئيس الوزراء فرانسوا فيون إن إليو ماري تنال ثقة ساركوزي الكاملة، ووصف متحدث حكومي القضية بأنها قضية مغلقة، لكن هذين الإعلانين فشلا في منع إليو ماري من الغوص بدرجة أكبر في الصعوبات بعد تكشف المزيد من التفاصيل بشأن الرحلة في مطلع الأسبوع، ورفض ساركوزي الرد على أسئلة بشأن القضية خلال اجتماع مع زعماء آخرين في بولندا. واتهم ساسة من المعارضة إليو ماري بالافتقار الجسيم إلى الكفاءة، قائلين إن زيارتها بين عيد الميلاد والعام الجديد شوهت صورة فرنسا، وظهرت الوزيرة 64 عاماً التي كانت تمضي عطلة مع والديها وصديقها باتريك أولييه وهو وزير أيضاً على شاشات التلفزيون في محاولة أولى لشرح الموقف الأسبوع المقبل محتجة بأن رحلتها إلى تونس سبقت أسوأ أعمال عنف وقعت هناك، كما دافعت عن قرارها التنقل داخل تونس بطائرة رجل أعمال تونسي صديق لها. لكنها وقفت موقف المدافع مرة أخرى بعد أيام حين تبين أنها قامت برحلة أخرى على نفس الطائرة، وهو ما لم تعترف به صراحة في دفاعها عن نفسها للمرة الأولى على شاشات التلفزيون، وقالت في مطلع الأسبوع إن من حقها السفر إلى تونس في زيارة خاصة، لكنها حولت نهجها إلى الدفاع اليوم لتشدد على أنها أخطأت في التقدير. وانتقد زعماء الحزب الاشتراكي المعارض وقوى اليسار وأعضاء من داخل حزبها الحاكم إليو ماري بعد أن اعترفت بأنها استخدمت طائرة خاصة مملوكة لرجل أعمال تونسي عدة مرات خلال العطلة في نهاية ديسمبر/ كانون الأول لا مرة واحدة، كما سبق أن أشارت الاسبوع الماضي. وقال جان ماري أيرو رئيس كتلة الاشتراكيين في الجمعية الوطنية مجلس النواب لإذاعة "آر.تي.إل"، إن إليو ماري تغوص في المشاكل كل يوم واستقالتها حتمية. إنها مسألة ساعات. وقال سكرتير الحزب الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند إن هذا الوضع ترك فراغاً في الدبلوماسية الفرنسية، ودعا الرئيس نيكولا ساركوزي إلى إقالتها، وأضاف لتلفزيون "آي تيلي" إما أن يدافع عن إليو ماري ويبقي عليها ويتحمل العواقب في انتخابات الرئاسة عام 2012، وإما أن يتخذ قرارات ويقوم بخيارات بخصوص التشكيل الحكومي.