عين السياسي المحنك ألان جوبي وزيراً لخارجية فرنسا يوم الأحد خلفاً لميشيل إليو ماري التي استقالت بعد ثلاثة أشهر فقط قضتها في قصر الإليزيه، وذلك على خلفية أخطاء متعلقة بموقفها من الثورة في تونس. وفي ظل انتقادات داخلية توجه إلى الدبلوماسية الفرنسية جراء طبيعة تعاملها مع الثورات العربية. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن الانتفاضات التي تجتاح دول شمال أفريقيا تعني أن هناك حاجة لأسلوب جديد لمساعدة هذه الدول على بناء ديمقراطيات مستقرة. وكانت شعبية ساركوزي قد تراجعت بسبب عاصفة من الانتقادات ضد إليو ماري. وستسند لجوبي (66 عاماً) مهمة إعادة المصداقية الدبلوماسية لفرنسا وضمان انتهاجها الأسلوب السليم إزاء الحركة المطالبة بالديمقراطية ولاسيما في المستعمرات الفرنسية السابقة حيث ارتبطت النخبة السياسية الفرنسية بعلاقات وطيدة مع حكامها المستبدين. وقال ساركوزي في كلمة تلفزيونية قصيرة: "بهذا الأسلوب سيتم إعداد الوزارات الرئيسة بالبلاد لمواجهة الأحداث مستقبلاً". وتزايدت الدعوات المطالبة باستقالة إليوت ماري في الأيام الأخيرة في أعقاب سلسلة من الأخطاء شابت طريقة تعاملها مع الأزمة في تونس، منها قضاء عطلة هناك أثناء احتدام الاحتجاجات، كما قبلت رحلات جوية بطائرة خاصة من أحد معاوني الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وقالت إليوت ماري في رسالتها إلى ساركوزي: "أطلب منكم قبول استقالتي"، معتبرة أنها لم تقصّر في مهامها.