ما عاد في قوس الصبر منزع فشباب بلغوا من العمر الحادية والعشرين هم طاقة منتجة وجذوة مشتعلة تضيء طريق الأمة لغد أفضل من اليوم بتلك الكلمات ابتدأ عمر مصطفى أحد منظمي "هاشتاج "أنا_عاطل/ة " حواره معي حيث خصّ (التيار) بالحوار؛ نظرا لأننا أول صحيفة نشرت قضية "الهاشتاج" الشهير ودعوتها العاطلين عبر الفيس بوك في قضية العاطلين. قل لنا من أنت وما دفعك لعمل "هاشتاج" مثل هذا؟ لقد طرقت شخصيا كل الأبواب للعمل ولكن لا مجيب، وأنا خريج كلية الهندسة قسم الكيمياء مهندس كيميائي لا أجدّ مصدرا للقوت اليومي وفي عام 2009 قررت أن أتحصل على قرض "التمويل الأصغر" من بنك أم درمان الوطني. وعلمت أن عليّ أن أحصل على 20 ألف جنيه- تمويل أفراد، وهو المبلغ الذي يساوي في ذلك التوقيت (6) آلاف دولار. وماذا حدث؟ الإجراءات البيروقراطية حالت بيني وبين الحصول عليه فآثرت أن أعتمد على نفسي وساعدني والدي وتركت تخصصي وشهاداتي وافتتحت مشروعا للإسبيرات الخاصة بالركشات، "لكن بقي في صدري غصة أنني لم أعامل مثل باقي الأفراد وتم تعييني في تخصصي وتابع للدولة في جهازها الحكومي". لمجرد كونك غير عامل في الدولة أنشأت ذلك "الهشتاج" ونظّمت تلك الوقفة؟ ليس الأمر لمصلحة شخصية فقط لكن أزمة التوظيف والعطالة في السودان ذلك البلد صاحب الموارد العملاقة ويوجد فيه نحو مليوني عاطل هي القضية الأسمى وأنني لست أدمن صفحة "أنا _عاطل". إذن فمن هو أدمن الصفحة؟ سأروي لك تفاصيل العمل بكامله لقد بدأنا العمل عبر الفضاء الإلكتروني عندما جذبت انتباهنا إحدى الدعوات للتجمهر أمام مكتب والي الخرطوم بعد تصريحاته الشهيرة فبدأت أتواصل مع صاحب "الهاشتاج". وتعارفنا مع المهندس "خالد بحر" وهو أدمن "الهاشتاك" والذي أنشأه وهو مدير الصفحة كذلك، ولقد التقينا عبر أثير الفضاء الإلكتروني وتناقشنا فيما يمكن أن نفعله في تلك الوقفة وشكلها وماذا سيحدث فيها. هل لكم أية أيديولوجيا فكرية أو عقائدية؟ ليس لنا أية أيدولوجيات أو حتى خلفيات حزبية أو سياسية أو جهوية غاية الأمر أننا قررنا أن ننظم الوقفة وتحركاتنا كلها يجب أن تلتزم بالسلمية وأننا لنا حق في هذا الوطن يكفله الدستور وميثاق الأممالمتحدة "وهو حق العمل". هل كان الأمر عندما ناقشتوه على صفحات "الفيس بوك" جديا بالنسبة لكم؟ "كنت أظننا نلهو عبر شبكة التواصل الاجتماعي غير أن جوالي تلقى مكالمة من إحدى الزميلات القدامى في الجامعة وهي مهندسة الاتصالات نسيبة منصور والتي أيضا تعاني من البطالة والعطالة تؤكد لي جدية الموضوع. إذن صف لنا الترتيبات التي أعددتم من خلالها الوقفة وما هو دور كلا منكم؟ لقد بدأنا عبر شبكة التواصل الاجتماعي نحدد مهام كل فرد فخالد بحر هو المسؤول عن الحديث مع الإعلام متحدثا عننا وتم تكليفي بالعمل على توزيع استمارات طلبات العمل من الوالي وأنا أيضا المسؤول عن جمعها وقمت بعمل قاعدة بيانات سلمتها في نهاية الوقفة إلى سكرتارية الوالي وقررنا عمل لجنة تنظيمية للوقفة كان على رأسها وليد النقر ومحمد أمين لمنع حدوث أية حالة من الهرج أو ما يخل بالأمن العام. ما هي قاعدة البيانات التي كونتموها للعاطلين؟ وما هدفها؟ لقد استطعنا تكوين قاعدة بيانات للعاطلين المشاركين في الوقفة وطالبي العمل وقد بلغ من وافق على التسجيل نحو 150 عاطلا وعاطلة بغرض إلزام الوالي والإدارة المحلية بإعطائنا نصيبنا من الوظائف فيما يستجد لديهم من درجات وظيفية بحيث يكون لدينا أولوية التعيينات تبعا للكفاءة بديلا عن الواسطة والمحسوبية". وماذا وجدتم في المقابل لدى مكتب الوالي؟ حدثونا عن قروض واستمارات للتمويل الأصغر بقيمة 10 آلاف جنيه وهو ما يتوازى مع ألف دولار تقريبا ونحن رفضنا تلك الإجراءات وبشدة. لماذا رفضتم هذا العرض؟ حل مشكلة العطالة هي مسؤولية الحكومة في المقام الأول وليست مشكلة العاطل/ة نفسه كما إنه قد لا تتوفر لدى العاطل/ة المقدرة على إدارة القرض وتسديده مع الفائدة مع العلم أن هذه الخدمة (القروض) يوفرها عدد من البنوك فما هو الفرق بين الحكومة والبنك؟! كما إن قرض التمويل الأصغر يتطلب أساساً مالياً أو قدرة على السداد من دخل آخر وهذا ما لا يتوفر لعدد كبير من المواطنين وسيؤدي إلى حرمان الغالبية منهم، كما أنه يضع سقفا للتمويل لا يتجاوز العشرة آلاف جنيه وهو مبلغ لا يلبي متطلبات الاستثمار في ظل التضخم المالي. كما سيؤدي إلى عجز الذين نالوه عن السداد مما يعرضهم إلى الحبس في السجون. هل هناك أية اعتراضات أخرى على مبادرة الوالي؟ عرض الوالي بالتمويل الصغير اقتصر تلك القروض" على خريجي ما بعد عام 2003 وهي كارثة لأنه يجحف بحق الأجيال فيما قبل 2003م. إذن فبعد رفضكم ما هي خطواتكم القادمة؟ نحن نؤكد العزم على المضي في طريق إيجاد حلول جذرية لمشكلة العطالة ونخاطب الحكومة ممثلة في أجهزتها المختصة للاستماع إلى وجهة نظرنا ونهيب بالعاطلين في كل ولايات السودان تنظيم أنفسهم، وإننا سنلتزم بمواصلة نضالنا ضد العطالة حتى تتحمل الحكومة مسؤولياتها في إيجاد حلول لها. هل تعني أن هناك خطوات تالية؟ كان تجمعنا أمام مكتب والي ولاية الخرطوم هو خطوة أولى سوف تتبعها خطوات لانتزاع الحقوق في العمل وفي العيش بكرامة. البعض يصور ما فعلتموه بخصومة بينكم وبين الوالي؟ لا يتخيل أحد أن لنا خصومة أو ثأرا مع والي الخرطوم فنحن نحبه ونوقره لكننا شباب نبحث عن مستقبل لنا في ظل خيرات بلادنا الكثيرة ولا أدلّ على ذلك من أننا عندما طلب منا الأمن مغادرة المكان من أمام مكتب الوالي انصعنا لهم على الفور فنحن لم نجيء كي نحتك بالأمن. لكن الأمن اعتقل عددا منكم؟ لا تحاسبني على من لم يطع حديثنا والمكان كله أصبح فارغا في تمام الساعة الثانية عشرة ولسنا مسؤولين عمّن بقي ولم يسمع كلامنا". التيار