بدأت كرة القدم فى كل انحاء العالم كنشاط شعبى لكن الرأسمالية فى بحثها عن الاستثمار بدات تتسرب للاندية الرياضية وتحولها لشركات تحية لفرع الجريف الذي يكسر الاحتكار الرأسمالي فيجعل مباريات كأس العالم في متناول الفقراء بدأت منافسات كأس العالم في البرازيل والتي صرفت عليها دولة البرازيل والمجتمع الدولي مبالغ طائلة ولكن الرأسمالية العالمية التي تبحث عن الاستثمار المربح في كل شئ مطلوب من الجماهير تأبى إلا أن تحول كأس العالم لمجال آخر من استثماراتها: بدلا من صناعة فنايل الفرق واللعيبة لبيعها للجماهير في كل أنحاء العالم وإنتهاءا بتشفير القنوات الناقلة للمباريات (بل حتى الحفل الافتتاحي الجميل) لبيعها للجمهور، ولا يهمهم جماهير الكرة على اتساع العالم والذين لا يملكون ما يدفعونه لفك الشفرة والاستمتاع بمشاهدة المباريات، ومن هذا المنطلق فنحن نحي فرع الجريف الذي يسهم في كسر الاحتكار الرأسمالي للبث بتنظيمه مشاهدة مجانية لمنافسات كأس العالم، وهو إذ يفعل ذلك يتمثل تراثا للقوى الديمقراطية بفتح العيادات المجانية وليالي الترفيه والاحتفال بالمناسبات الوطنية والدينية وتنظيم الجمعيات الخيرية والتعاونية والفرق والأندية الرياضية والثقافية. الأقتصاد السياسي لكرة القدم: بدأت كرة القدم في كل أنحاء العالم كنشاط شعبي وقامت أنديتها على أساس تطوعي، وكانت تتلقى المساعدات من المعجبين والمشجعين ورجال الأعمال والحكومات المحلية والمركزية التي ساهمت في بناء الاستادات وتنجيل الميادين، ولكن الرأسمالية في بحثها عن الاستثمار المربح بدأت تتسرب للأندية الرياضية وتحولها لشركات (أحيانا مساهمة وأحيانا خاصة) وحولت كرة القدم ومباراتها ولاعبيها ومدربيها لسلع فساد الاحتراف وانتقال اللاعبين والمدربين عبر الحدود الوطنية وبيعهم بين الاندية في أكبر سوق شرعي لتجارة البشر في العالم. واصبح هناك أمراء وأثرياء شرق أوسطيين وأثرياء روس وغيرهم يملكون فرقا في انجلترا وغيرها من البلدان. إن هذا الاتجاه من الرأسمالية لتحويل كرة القدم هو جزء من حملتها لما أسميه التعميم الثاني للإنتاج السلعي فإذا التعميم الأول هو تحويل قوة العمل لسلعة فالهدف الثاني هو تحويل كل ما يستعمله الانسان إلى سلعة من المنتجات المنزلية مرورا بالخدمات الاجتماعية من صحة والتعليم ووصولا للترفيه من سينما وموسيقى وكرة قدم. تحويل المشاهدة لسلعة: وحتى تكتمل دورة رأس المال فكان لا بد من أن تحول الرأسمالية الجماهير المحبة للعبة الشعبية الجميلة لمستهلكين يدفعون تذاكر غالية لمشاهدة المباريات حية ويدفعون أجرة لمحطات التلفاز ليشاهدوها منقولة، وقد قادت محطات تلفزيونات مستقلة وعامة صراعا قويا ومنافسة كبيرة لتنتزع حقها في بث المباريات المحلية والإقليمية والعالمية، ولكن الفيفا الذي أصبح أداة من أدوات الرأسمالية العالمية، وفي بحثه المضني عن دخل يدفع به مرتبات خرافية لموظفيه ما زال قانونه الترخيص لمن يدفع أكثر لمشاهدة المباريات . ولعلنا في السودان عانينا من إحتكار محطات معينة لمنافسات أفريقية تكون فرقنا السودانية طرفا فيها فحتى تلفزيوننا الوطني يحرم من بث تلك المباريات، فذلك لم يعد ضمن الحقوق الوطنية. كسر الاحتكار: وإذا كان فرع الجريف قد ساهم في كسر الاحتكار فليفتخر أنه ليس وحده فقد جاء في أخبار النت أن رئيس القناة الألمانية قال: لن نسمح لهم باستغلال الفقراء. وقال رئيس القناة الألمانية ساخراً من القطريين: كيف لبلد لم يتأهل مرة واحدة لكأس العالم، أن يحتكر مباريات المونديال ! وعدد سكانه لا يصل إلى المليون !! .. واستغرب مدير القناة من غضب القطريين وقال: إشترينا بالمال مثلهم، هم شفّروها ونحن قدمناها بالمجان، لم نتدخل في قرارهم، ولا نريدهم يتدخلوا في قرارنا .. وقال رئيس القناة الألمانية : كرة القدم لعبة الفقراء ، ونحن مع الفقراء والاغنياء ، سنقدم المونديال للجميع مجاناً"..كما تبث قناة تلى تشاد المباريات مجانا وأعلنت أكثر من قناة وطنية أخرى أنها ستبث مجانا، مما يجعل قناة الجزيرة تحتكر الشرق الأوسط فقط، ولكن يمكن التقاط قنوات أخرى على الهوت بيرد. ولربما نعود لمناقشة الاقتصاد السياسي لكرة القدم في السودان. الميدان