الخرطوم: أكد إمام وخطيب مسجد الحرم المكى السابق الشيخ عادل الكلبانى أنه لا خلاف فى أن يتم نقل عضو من "مسلم إلى كافر أو العكس" لأن الهدف كما قال هو المحافظة على الحياة بغض النظر عن الديانة التى ينتمى إليها الشخص، لافتا إلى أنه لا يجوز من الناحية الشرعية نقل وزراعة الأعضاء التناسلية مثل زراعة الخصية لان فيه اختلاطا بالأنساب وهى من أهم أسباب تحريم ومنع الزنا واوضح الكلباني فى الندوة التى أقامها الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بالتعاون مع هيئة علماء السودان بعنوان "زراعة الأعضاء رؤية فقهية وحوجة طبية ملحة" أن نقل وزراعة الأعضاء جائز من الناحية الشرعية، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد تم العمل به فى المملكة العربية السعودية قبل أكثر من ثلاثين عاما، وأبدى استغرابه بعدم إجازة زراعة الأعضاء فى السودان. وقسم الشيخ الكلبانى زراعة الأعضاء إلى ثلاثة أقسام إما بأخذ عضو من شخص حى إلى آخر وهذه لا إشكال فيها، وإما بأخذ عضو من شخص ميت لآخر حى وهى أيضا لا خلاف فيها، وفى هذا الشأن أشار إلى أن أعضاء الميت لا يستفيد منها إلا الديدان بعد موته حال عدم الموافقة على أخذها للمرضى، لذلك لابد من الاستفادة منها فى إنقاذ آخرين. وأضاف أن النوع الثالث وهو أخذ أعضاء الميت دماغيا "الميئوس من حياته" "مع بقاء القلب حيا"، موضحا أن الأطباء أنفسهم لم يستقروا على رأى حوله، فبعضهم اعتبره ميتا كاملا والبعض لم يعتبره ميتا، وهناك رأى وسط يرى أن تنزع منه الأجهزة الطبية التى تساعده فى البقاء على الحياة فإن استطاع الحياة دونها فهو حى، ولابد أن يتم الحكم بواسطة فريق من الأطباء المختصين. واشار الي إن الدين الإسلامى جاء ليحفظ حياة الناس فى دنياهم ويسعدهم فى أخراهم، ولكى يصل المرء إلى الدار الآخرة لابد أن يعمر الأرض". وأكد على أهمية وقيمة حياة الإنسان وتكريمه لذلك سخر الله له كل ما فى الأرض والسماء من تقنيات واتصالات كلها لمصلحته، بل مسخر له كل شىء حى سواء كان إنسانا أو حيوانا، منوها بأهمية المحافظة على الحياة لأن إزهاقها محرم، وأن من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، وأن المرء لا يستطيع أن يحيى أو يميت، ولكن المقصود هو من ساهم على بقائها حية.