فوجئ المتظاهرون يوم الخميس 10 فبراير/ شباط 2011 بالرائد أحمد شومان وهو يهم بخلع سترته العسكرية ويسلم سلاحه لقائده، ويعلن انضمامه إلى الشباب الذين يطالبون بسقوط نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك، الأمر الذي زاد من حماسهم، حيث رفعوه على الأعناق لينضم إليهم في وقت لاحق مجموعة أخرى من ضباط الجيش. في هذه اللحظة أدرك الجميع أن شومان سيقابل عقابا جسيما من النظام إذا لم يتنحى الرئيس مبارك من سدة الحكم، وإن لم يكن، فسيكون العقاب من المشير حسين طنطاوي الذي نمت التوقعات حينها – قبل التنحي - أنه سيتسلم السلطة أو يعلن انقلابه على النظام، وفي كلا الحالتين فإن الضابط المصري الهمام سيكون مصيره الحبس لا محالة. الرئيس تنحى، وانتقلت السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وسُجن شومان منتظرا محاكمته عسكريا، وسط تضاؤل احتمال براءته، غير أن الأمور لم تسر كما كان متوقعا بعد أن قرر المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة حفظ التحقيق مع شومان. وقال المجلس العسكري في بيانٍ على صفحته الإلكترونية جاء نصه: رسالة رقم 4 "إيماناً من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالأهداف النبيلة التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير، فقد قرر السيد رئيس المجلس حفظ التحقيق مع الرائد أحمد شومان، رغم تعارض ذلك مع القوانين واللوائح المنظمة للعمل داخل هذه المؤسسة العريقة، وننتهز هذه الفرصة لنجدد ونؤكد على دعوتنا لهذا الشعب العظيم بالالتزام في مؤسسات العمل المختلفة، حتى يمكن تحقيق طموحات هذه الثورة وشبابها، والله الموفق". نقطة تحول وشكل تسليم شومان لسلاحه وانضمامه إلى المتظاهرين المطالبين بسقوط نظام مبارك دفعة كبيرة للمتظاهرين، وقال شومان وقتها في اتصال هاتفي لقناة الجزيرة وهو وسط الجموع المحتشدة بميدان التحرير إنه سلم سلاحه وانضم إلى المتظاهرين، مؤكدا أنه اتخذ قراره بمفرده ومن تلقاء نفسه لينضم إلى المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك. وبحسب شومان فإنه أدى قسم الولاء لجمهورية مصر وليس لأي أحد آخر وإنه يتشرف أن يكون مع المتظاهرين ولو كانت بزته العسكرية ستمنعه من أداء واجبه فسيخلعها. وطلب في هذا الصدد من الفريق رئيس هيئة الأركان سامي عنان وقائد القوات المركزية وقائد الحرس الجمهوري القيام بدورهم لضمان رحيل هؤلاء. ووجه أيضا رسالة لعمر سليمان نائب الرئيس المصري قال فيها :"إنت كنت على رأس جهاز الأمن القومي المصري.. هذا الجهاز الذي كان يشهد له بالكفاءة.. ماذا قدمت لمصر وأنت على رأس هذا النظام ؟ هل حميت فلوس المصريين من أن تسرق وتهرب إلى سويسرا؟ ماذا فعلت في قضية السودان وانفصال الجنوب عن الشمال؟ أنت لم تقدم شيئا". حملة تضامن ومنذ إعلان عرض شومان للمحاكمة العسكرية توالت الدعوات على صفحات الانترنت بالعفو عنه وقال البعض إنه شاب مصري أصيل يدافع عن ضميره، وإن خالف قوانين الجيش ولا يجب أن يوقع عليه أي عقوبة. فيما أنشئت ما يقرب من 15 مجموعة على الفيس بوك تطالب بوقف التحقيقات معه والإفراج عنه وزملائه المحتجين والذين انضموا إلى صفوف المتظاهرين فورا. وطالب الفنان خالد الصاوي بالإفراج عن الضابط المصري وأنشأ صفحة "متضامن مع أحمد شومان"، وكتب فيها بيانا وطلب من الأعضاء نشره. وقال الصاوي في البيان الذي بدأه بكلمة شكر إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجميع أفراد الجيش المصري: "نحن نعلم مدى قدسية قوانينكم المقدسة لنا ولكم ولكن مثلما رددنا دائما أن الشعب والجيش يد واحده، ونطالب اليوم باسم الشعب المصري قادة قواتنا المسلحة أن يصدروا أوامرهم بالعفو عن جميع ضباط وجنود الجيش المصري الذين جرفتهم مشاعرهم وحبهم لوطنهم أن ينضموا إلي جموع الثوار الذين كانوا يطالبون بمطالب مشروعة ساندتها القوات المسلحة نفسها". وأضاف البيان: "كما أننا في شدة الحزن والآسي جراء ما قد يصيب مستقبلهم المهني والحياتي من محاكمة واستبعاد من القوات المسلحة ونشعر أن فرحتنا بالثورة لن تتم حتى يتم العفو عنهم". من هو شومان؟ ولد أحمد شومان في 23 من شهر يناير 1975 في منشأة القناطر بمحافظة 6 أكتوبر، وتلقى تعليمه الأساسي هناك، ثم التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1997، ثم التحق بالجيش إلى أن وصل إلى رتبة رائد.