العصب السابع بالغت ياعم طنطاوي..! شمائل النور جسدت القوات المسلحة المصرية موقفاً وطنياً خالصاً تجاه ثورة الشباب فقد استطاع الجيش في بداية الثورة أن يلتزم الحياد ويقف على دوره بصورة كانت مشرفة ونظيفة، لا بل كان لطيفاً مع المتظاهرين، هذا هو الجيش الذي ينتمي إلى رئيس الدولة، على عكس رجال الشرطة ورجال أمن الدولة الذين باءت محاولاتهم بالفشل المريع، وما أن تعقد الوضع وواصل مبارك في عناده أصدر الجيش المصري بيانه الأول، وتقريباً كل العالم كان ينتظر أن يكون فحوى البيان هو أن يستلم الجيش السلطة، وهذا هو الطبيعي، لكن البيان جاء بلغة أكثر ضبابية، وما فهمناه وفهمه العالم أن المجلس الأعلى العسكري انعقد برئاسة المشير حسين طنطاوي وبغياب مبارك وأنه سيظل في حالة انعقاد دائم، وتحت رحمة الإنعقاد الدائم ينظر الثوار وننظر معهم إلى بيان ثانٍ يعكس دور الجيش الحقيقي في مرحلة حالكة مثل هذه، عندها تحرك لمبارك ساكن وفوَّض عمر سليمان، بعدها أصدر المجلس البيان الثاني والقاضي بعدم الملاحقة الأمنية للثوار وضرورة انتظام العمل بمرافق الدولة، بمعنى(أيها الثوار الشرفاء ارجعوا إلى دياركم) فقد فعل مبارك أكثر من المتوقع، وبعد البيان الثاني تراجعت الآمال بحجم كبير وانتفض الثوار مطالبين الجيش بالتدخل الشجاع.. بعدها سقط مبارك. فلنقل إن الجيش قبل أن يتنحى مبارك مارس نوعاً نادراً من الأخلاق ولم ينس الولاء لرأسه فأراد بدلاً أن تأتي منه فلتأتي من مبارك حتى يحفظ ما تبقى من ماء وجهه فما كان أمام المجلس إلا أن يصدر البيان الأول كجس نبض لمبارك.. لكن حتى في البيانات التي تلته فالمجلس الأعلى العسكري تحفَّظ بصورة كبيرة في إصدار بياناته وكان ذلك بصورة فاضحة مما جعل البعض يشك في بقاء نظام مبارك كما هو فقط بصورة أخرى، لكن بعد أن أعلن عمر سليمان تنحي مبارك وتسليم المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد.. والمدهش أن بيان استلام المجلس العسكري لشؤون البلاد لم يأت من الجيش بل أصدره مبارك وتلاه عمر سليمان.. بعدها كان ينبغي أن يكون المجلس العسكري أكثر شجاعة ووضوحاً في بيانه المنتظر بحل الحكومة الحالية ولا شيء بعد تنحي مبارك يجعله يتحفظ، إلا أن المشير حسين طنطاوي الذي يرأس المجلس حالياً ووزير الدفاع في حكومة مبارك أصدر البيان بصورة كادت أن تؤكد شكوك البعض فأعلن عبر بيانه الرابع أن تقوم الحكومة الحالية بتسيير أمور البلاد إلى حين تشكيل حكومة إنتقالية.. ما معنى أن يذهب مبارك وتبقى حكومته؟ ولماذا يمارس الجيش المصري هذا التباطؤ المخيف طالما أن شؤون البلاد تحت قبضته، ما المانع من حل الحكومة الحالية؟ كان المتوقع بعد تنحي مبارك مباشرة إصدار بيان بحل الحكومة الحالية، وليس أقل من ذلك إلا أن المشير طنطاوي يبدو أنه يرى غير ما يرى الثائرون، والذي يدعو إلى الإطمئنان قليلاً أن المتظاهرين سوف يبقون في الشارع إلى أن تتحقق أهداف الثورة بالضغط على الجيش.. لكن ثمة شيء يحدث في مصر..!! التيار