تصاعدت الاوضاع بصورة متسارعة في ولاية شرق دارفور حيث خرج عشرات الالاف من مواطني قبيلة المعاليا بمحليتي (عديلة وأبوكارنكا) ومناطق (شارف وجاد السيد) صباح اليوم (الأحد) في مظاهرات هادرة جابت شوارع المدن الرئيسية؛ ضد حكومة الولاية الجديدة. وندد المتظاهرون بتشكيل حكومة ولاية شرق دارفور وأعلنوا رفضهم ومقاطعتهم لها ورفعوا شعارات مناوئة لتشكيل الحكومة بحجة أنها باتت تعبر عن مكون إجتماعي واحد ظل يعتدي عليهم طوال الفترة الماضية؛ في اشارة الى قبيلة الرزيقات. وأمهل المتظاهرون أبناء المعاليا الذين تم تعيينهم في حكومة شرق دارفور أمس الاول (السبت) (24) ساعة لتقديم استقالاتهم من حكومة الولاية علي خلفية التوترات التي عاشتها المنطقة جراء إعتداءات الرزيقات ضد المعاليا. وقال شهود عيان أن المتظاهرين أغلقوا الدواوين الحكومية ومباني محليتي (عديلة وأبوكارنكا) بالطبل وإستولوا علي عربة معتمد محلية (أبوكارنكا) بعد إعلان تشكيل حكومة الولاية إحتجاجا علي ماسموه مشاركة أبناء المعاليا في المناصب الدستورية. وفي ذات السياق قال الناشط من أبناء المعاليا عمر عبد الرحمن من عديلة إن المظاهرات العارمة التي شهدتها مناطق المعاليا أليوم جاءت كردة فعل على تشكيل حكومة شرق دارفور التي إتهمها بالمشاركة في الاعتداءات على المعاليا. وفي ذات الاتجاه أعلنت الادارة الأهلية لقبيلة المعاليا رفضها للحكومة التي تم تشكيلها وطالبت بالغاء الولاية وتحقيق الأمن والاستقرار لمواطني المنطقة؛ وأبلغت مسنوبيها الذين تم تعيينهم في الحكومة بتقديم إستقالاتهم في أرسع وقت ممكن. وفي سياق متصل قال الدكتور حسن محمود نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني بشرق دارفور في تصريحات صحفية إن التوقيت الذي تم فيه إعلان تشكيل حكومة الولاية غير مناسب نسبة للمرارات التي يعيشها مواطني القبيلتين؛ مؤكدا أن التوقيت المناسب هو بعد تحقيق الصلح بين القبيلتين، مشيرا الي أن تشكيل الحكومة أدي الي تعقيد الامر. وتشير المصادر ال ان جميع أبناء المعاليا الذين تم إختيارهم في حكومة الولاية سيدفعون باستقالاتهم الى الحكومة المركزية غدا الاثنين. وكان العقيد الطيب عبدالكريم والي ولاية شرق دارفور شكل حكومته أمس الاول (السبت) وشمل تشكيل حكومة شرق دارفور ثمانية دستوريين من أبناء قبيلة المعاليا في إطار محاصصة مكونات الولاية الأثنية؛ إلا أن المعاليا رفضوا مشاركة الرزيقات في إدارة الحكومة؛ وسبق أن طالبوا بالغاء الولاية بعد أعلنوا مقاطعتها عقب الاعتداءات المتكررة عليهم من قبيلة الرزيقات.