الخرطوم: هند رمضان: لم تعد ظاهرة تدخين الفتيات توصف بالغريبة لانتشارها بشكل واسع ومخيف ، لم يعد من الصعب الحصول علي المكان الذي تمارس فيه الفتيات التدخين فالاماكن متاحة لكل انواع التدخين وتحديدا الشيشة التي اصبحت محلاتها مفتوحة بشوارع العاصمة، ومعظم الفتيات بحسب استطلاعات «مع الناس» يدخن من غير علم اسرهن ، علما ان الاسر السودانية ترفض مثل هذه العادات بالنسبة للبنات الشابات في وقت تمارس فيه بعض النساء المتقدمات في السن عادة التدخين دون ان يوجه لهن المجتمع اصابع اللوم غيرهن اتجهن الي تدخين الشيشة في وقت يؤكد فيه الباحثون في الجوانب الصحية وجود مخاطر قاتلة حال ممارسة الجنس اللطيف للتدخين بغض النظر عن العمر ،لان التدخين يؤثر سلبا علي الصحة الانجابية. في احد احياء وسط الخرطوم تسكن احدي الفتيات مع اسرتها، لم يكن احد افراد الاسرة يدرك ان الفتاة قد ادمنت الشيشة و انها وصلت مراحل متأخرة من الادمان، غير ان اصابتها بماء الرئه كشف المستور فلم تجد الاسرة غير الوقوف مع ابنتهم التي تخضع الان للعلاج خاصة ان حالتها تسوء يوما بعد اخر،، «الصحافة » زارت الفتاة المريضة واستنطقتها عن دخولها عالم الشيشة فقالت انها كانت تتعاطي التدخين بالمنزل بسرية تامة ثم تخرج وتدخن مع صديقاتها في الاماكن العامة والتي تكلفها مبالغ مادية باهظة لانها تحرص علي التردد علي اماكن راقية . في ضاحية الشجرة بمدينة الخرطوم استشرت هذه الظاهرة بحيث تتجمع الفتيات في منزل احدي الاسر التي لا تمانع في دخول الشيشة الي منزلها وتقصد الفتيات هذا المكان بمختلف اعمارهن ومن الملاحظ ان بينهن فتيات يدرسن بالمرحلة الثانوية يترددن علي المكان بعد نهاية اليوم الدراسي وقبل العودة الي منازلهن بحيث يقتطعن من مصروفهن مبلغا معلوما لشراء المعسل الذي يستخدم للشيشة ، احدي الفتيات فضلت حجب اسمها قالت ان الشيشة كانت مدخلها الي ادمان المخدرات بأنواعها المختلفة ، وبدأت الدخول الي هذا العالم في السنة الثانية من دراستها الجامعية بعد انخراطها في احدي الشلليات السيئة حيث اقنعها اصدقاء السوء بتناول الشيشة ومن ثم انتقلت الي تعاطي المخدرات و اصبحت مدمنة واهملت جانب الدراسة، وفي احدي الايام قررت عدم تناول هذه السموم وان تبتعد عن هذه الشلة التي قادتها الي طريق محفوف بالمخاطر ، وجزمت انها لن تعود اليه مرة اخري ولكن بالقرب من منزلها اصيبت الفتاة بحالة اغماء لعدم تناولها الكمية المعتادة من المخدرات وتم ادخالها الي احد المحلات التجارية وبعد ان استعادت وعيها اجهشت الفتاة بالبكاء ولم يتركها صاحب المحل تخرج منه بهذه الحالة وباصرار والحاح شديدين طلب منها ان تخبره عما حدث لها فقالت انها وجدت نفسها تحكي له مأساتها وبعد ان انتهت عرض عليها المساعدة فوافقت دون تردد حيث ادخلها احدي المستشفيات الي ان تعافت بشكل تام .