جاء في الأخبار نقلا عن مسؤول حكومي سوداني أن السلطات السودانية أغلقت المراكز الثقافية الإيرانية بسبب قيامها بالتبشير بالمذهب الشيعي وأنها أمهلت موظفي هذه المكاتب 72 ساعة لمغادرة البلاد. وقالت الخارجية السودانية أمس في بيان تلاه المتحدث باسمها يوسف الكردفاني تم مساء أمس الاثنين استدعاء القائم بالأعمال بالإنابة إلى السفارة... "الإيرانية" وإبلاغه قرار إغلاق المركز الثقافي الإيراني بالخرطوم وفروعه بولايات السودان المختلفة، وإمهال المستشار الثقافي والعاملين في هذه المراكز مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد من تاريخ إبلاغه القرار. أخيرا اقتنعت السلطات السودانية أن النشاط الإيراني في السودان يهدد الأمن الفكري والاجتماعي لبلادها. وتأكدت أن هذه المراكز تجاوزت التفويض الممنوح فهل كانت السلطات السودانية نائمة منذ أكثر من ربع قرن ولم تعرف خطورة النشاط الإيراني على أرض السودان؟ أم أن معادلات معينة ومصالح معينة قد تغيرت؟ عندما تقول السلطات السودانية إنه تأكد مؤخرا أن المراكز الثقافية الإيرانية تهدد الأمن الفكري والاجتماعي،فهي تسيء إلى نفسها وتستخف بعقلية الذين يقرأون الخبر، لأن الأمر واضح دون أية جهود أمنية أو استخباراتية ولا يحتاج إلى ربع قرن من الزمان لكي يتم إثباته! المواطن البسيط الذي لم ينل حظا من التعليم بإمكانه أن يفهم لماذا تقيم إيران ثلاثة مراكز ثقافية في دولة كالسودان، لأن ثلاثة مراكز في دولة واحدة مسألة واضحة وضوح الشمس، لأن الدول تقيم مركزا ثقافيا واحدا أو اثنين على الأكثر ويكون هدفها التعريف بثقافتها والدعاية لها في الخارج كوسيلة من وسائل تحسين الصورة القومية لدى الغير، ولكن إيران لا تفعل ذلك. ومع احترامنا لكل المذاهب، إيران لا تنشر المذهب الشيعي من منظور الانحياز الديني للمذهب الشيعي أو الانتصار له، ولكن إيران تنشر التشيع السياسي وتنشر الطائفية باستخدام المذهب إذا كان موجودا بالفعل في هذه الدولة أو تلك، وإن لم يكن موجودا تقوم بنشر الطائفية باستخدامه إذا كان موجودا بالفعل في هذه الدولة أو تلك، وإن لم يكن موجودا تقوم بإنشائه لتحقيق الهدف نفسه وتسعى دوما لتكوين بؤر سياسية تابعة لها في كل أركان الوطن العربي وتقوم بتمويلها لخلق مناطق نفوذ، خصوصا في محيط المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. وعلى كل حال فالسلطات السودانية أحسنت باتخاذها لهذا القرار الذي تأخر كثيرا دون أي مبرر منطقي،ويبقى لنا سؤال وهو: إذا كانت المراكز الثقافية الإيرانية تعمل في السودان طوال هذه السنوات الطويلة، فكم عدد الذين قامت إيران بعمل غسيل مخ لهم وحولتهم إلى أتباع لها؟ وهل أصبح في مقدور هذه الخلايا التي زرعتها أن تعمل الآن بالدفع الذاتي بعيدا عن الاتصال المباشر بإيران طالما يأتيها التمويل بطريقة أو بأخرى؟. [email protected]