أخبارنا المغربية - عبد الرحيم القاسمي على مَا يبدو فإن أمْرَ أمير إمارة السودان المُشير عمر حسن أحمد البشير،كما يحلو لإخوانه نعته ،قد انكشف وافتُضح ،فقد أماط محضر مُسرب وُصف ب "السري للغاية" اللثام عن مُعطيات خطيرة لا شك أنها ستُنصفُ تلك الأصوات التي كانت كثيراً ما أشارت إلى العلاقة المشبوهة التي تربط نظام البشير بجماعات مُتشددة بشمال إفريقيا ؛ناهيك عن أنها ستزيد من جُرعة حنَق أنظمة بلدان التعاون الخليجي على المشير،بالنظر لحجم وقيمة المُعطيات المُسربة التي تخصّها. ففي اجتماع مفصلي للقيادات العليا السياسية والعسكرية والأمنية السودانية ،عُقد في غشت المُنصرم ،بكلية الدفاع الوطني بالخرطوم ،تداولت القيادات علاقات السودان مع بلدان الخليج العربي وإيران ناهيك عن علاقته الوطيدة مع الحركات الإسلامية المُتشددة.وقد تسربت وقائع الاجتماع للبروفيسير "إريك ريفز" ،أستاذ جامعي أمريكي وناشط حقوقي لديه إهتمام خاص بالمسألة السودانية ،والذي عجَّل بنشرها على موقعه الإلكتروني "سودان ريفز". وحسبما جاء في المحضر المُسرب ،فقد ذكر أحد المسؤولين العسكريين الكبار في "أن دول الخليج تمتلك معلومات ضعيفة جداً عن الجماعات الإرهابية التي تتمركز في ليبيا، الصومال، ونيجيريا، ومالي والدول العربية في شمال أفريقيا وأفغانستان، وذلك لعلاقاتها السيئة مع هذه الجماعات المتطرفة" ؛مضيفاً أنهم "يريدون منا (دول الخليج) التعاون معهم في الحرب ضد الإرهاب لأن هذه الجماعات المتطرفة تشكل تهديداً مباشراً لهم، ولكن نحن لن نضحي بعلاقاتنا مع الإسلاميين وإيران لتحسين العلاقة مع السعوديين ودول الخليج". ولفت المسؤول إلى أنه "يمكننا خلق مشاكل جمة لهذه الدول مع المتطرفين الإسلاميين ،لكننا لن نستخدم هذا الكارت الآن".من جانبه كشف أحدُ الوزراء وجود "عشرين ألفا من الجهاديين وخمسة عشر حركة جهادية تشكلت حديثاَ، وهم منتشرون في كل من المغرب ومصر ولبنان والعراق وجميع دول الخليج، وهؤلاء لهم حضور ملحوظ في أفريقيا و أوروبا، ولا أحد يملك قاعدة بياناتهم أكثر منا" ؛وأضاف الوزير قائلاً "نحن نقوم بالإفراج عن معلومات محدودة حول هؤلاء فقط للأميركيين وفقا لطلبهم". كما أوضح أحد القادة العسكريين أن "المملكة السعودية لا يمكن الوثوق بها لأنهم يعرفون بأننا في وضع يمكننا من تهديد حكمهم" ؛وقال آخر "دعونا في المكشوف نحافظ على علاقات جيّدة مع دول الخليج، ولكن علاقتنا مع إيران هي علاقة استراتيجية ويجب أن تدار سراً من قبل المخابرات العسكرية والأجهزة الأمنية"، وفق نص المحضر المُسرب.
