أكد برنابا بنجامين، وزير الخارجية في دولة جنوب السودان، أمس، أن «زيارته إلى القاهرة تأتى في إطار الإعداد والتحضير لزيارة رئيس دولة جنوب السودان للقاهرة الشهر المقبل»، وقال بنجامين في تصريحات للصحافيين عقب مباحثات أجراها في القاهرة مع الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، وسامح شكري، وزير الخارجية المصري، إنه «أطلع الأمين العام للجامعة العربية على التنسيق الحالي بين مصر وجنوب السودان، وكذلك على العلاقات بين بلاده والدول العربية»، مؤكدا حرص بلاده على تطوير تلك العلاقات، وأضاف أن زيارته لمصر جاءت تلبية لدعوة من نظيره المصري للتحضير للزيارة المرتقبة للرئيس سلفاكير ميارديت، كما لفت إلى أن عضوية بلاده في الجامعة العربية تحتاج إلى وقت. وأوضح بنجامين أن زيارة الرئيس سلفاكير المرتقبة الشهر المقبل، ستكون بهدف تقوية العلاقات بين بلاده ومصر، نظرا لوجود مشروعات تنموية يجري تنفيذها، وكذلك مشاريع بين بلاده وعدد من الدول العربية الأخرى، مؤكدا اهتمام بلاده بالتنسيق مع الدول العربية في مجال الاستثمار، وخاصة في مجال الزراعة، والطرق والمواصلات، والبنية التحتية، والسياحة والكهرباء، وذلك في إطار عملية تعمير هذه الدولة الوليدة. وشدد بنجامين على أهمية الدور العربي التنموي والاستثماري في بلاده خلال هذه المرحلة، داعيا في الوقت نفسه أصدقاء جمهورية جنوب السودان إلى تقديم العون لها. وبخصوص العلاقات بين بلاده وجمهورية السودان وصفها بنجامين بالوطيدة، وعد الحوار هو الوسيلة لحل المشكلات العالقة، مشيرا إلى وجود اتصالات مباشرة بين الرئيسين لحل أي مشكلات طارئة، وأضاف أنه أطلع الأمين العام على مسار هذه العلاقات لتشجيع الحوار بين البلدين، باعتبار أن جمهورية السودان عضو بالجامعة العربية. وحول التنسيق بين دولة جنوب السودان ومصر فيما يتعلق بملف مياه النيل، أكد بنجامين أن بلاده تتفهم أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر، وتعرف الحقيقة التاريخية بأنه لا مصر من دون نيل، مشيرا إلى وجود مشاورات مستمرة بين جوباوالقاهرة في هذا الملف، بما يخدم مصلحة البلدين ودول حوض النيل. وحول انضمام دولة جنوب السودان إلى الجامعة العربية، قال بنجامين إن «بلاده كانت جزءا من جمهورية السودان، العضو في الجامعة العربية، وبعد الاستقلال، فإن موضوع العضوية يحتاج إلى وقت»، موضحا أن مفاوضات السلام ما زالت مستمرة الآن في أديس أبابا، لكنه أقر بوجود بعض العراقيل التي يضعها المتمردون، والتي تحول دون إحراز تقدم في عملية السلام، وذلك خلال رده على المدى الذي وصلت إليه المفاوضات الحالية بين طرفي النزاع في جنوب السودان، كما لفت إلى استمرار الحوار تحت رعاية منظمة الإيجاد، وأهمية الحل السياسي ودعمه من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. وبخصوص لقاء وزير خارجية جنوب السودان مع الوزير سامح شكري، أوضح السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة خارجية مصر، أنه جرى بحث تطوير العلاقات الثنائية في المجالات: السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والتعليمية، والزراعية، بما في ذلك تنشيط العلاقات بين القطاع الخاص في البلدين، وزيادة الاستثمارات المصرية في جنوب السودان، واستكمال الترتيبات الخاصة بافتتاح فرع جامعة الإسكندرية في جوبا، ودعم التعاون في مجالات التعليم والري، ومجالات المياه والمصائد السمكية، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين الشقيقين. واستعرض الوزيران التحضيرات الخاصة بالزيارة المرتقبة للرئيس سلفاكير إلى مصر قبل نهاية العام الحالي، لإجراء مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول دعم التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. من جهته، أكد الوزير شكري حرص مصر على دعم تنفيذ المشاريع التنموية في جنوب السودان، من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وبالتعاون مع الأطراف المانحة بما يحقق مصالح شعب جنوب السودان الشقيق. وأضاف المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزير برنابا بنجامين عرض على الوزير شكري مسار المباحثات الجارية التي تتم تحت رعاية منظمة الإيجاد بين الحكومة والمعارضة في جنوب السودان؛ حيث أعرب الوزير شكري عن تطلعه لأن تسفر هذه المباحثات عن «تحقيق الأمن والاستقرار في جنوب السودان للتفرغ لتحسين أوضاع وتحقيق رفاهية أبنائه». كما تناول الوزيران قضية الأمن المائي، وأهمية تعميق التعاون بين دول حوض النيل لمصلحة شعوبها ودون الأضرار بمصالح أي طرف.