أقامت عشرات المعارض الفردية والجماعية، وعندما جلسنا إليها وجدناها تعكف على تجهيز معرض آخر خاص عن المرأة ودورها في المجتمع، وطرح قضاياها، وكان حديثنا معها عن النحت ودوره الثقافي. أماني زين العابدين فنانة تشكيلية بمواصفات استثنائية، خريجة كلية الفنون الجميلة والتطبيقية جامعة السودان، تخرجت من قسم النحت إلا أنها تميزت في فن رسومات الكاريكاتير السياسي بالصحف، على الرغم من أن المجال كان شبه حصري على الرجال. من وجهة نظر أماني فإن الفن أساس الحضارات ولولا وجود الفن لما تعرفنا على الحضارات القديمة من خلال النحت والنقوش الموجودة على جدران الكهوف، وأيضاً التماثيل واللوحات، وأن الفن يعكس الثقافة والوعي الفكري والحضاري للشعوب لأنه يدخل في شتى مناحي الحياة، سواء كان نظرياً أو تطبيقياً، ويساهم في دفع الوعي من خلال الفن التشيكلي ويدخل في التعبير عن الحاجات والقضايا، كما أنه يعبر عن مزايا المجتمع ويعكس الجانب الجمالي متمثلاً في ترقية السلوك الحضاري من خلال اللوحات والمجسمات والملصقات التوجيهية وهو يعكس مدى تحضر المجتمع للعالم الخارجي بنظرته للمكان وما يترتب عليه فعله يجعله أجمل ويكون نقطة وقوف وتأمل لدى الجميع، مما يساهم في جذب السياح للتأمل والتوثيق والبحث، وهنا يلعب النحات دوراً كبيراً في السياحة، فهو يقوم بأعمال الترميم للمنحوتات والجداريات الأثرية، سواء الموجودة بالمتحف أو الحديثة الاكتشاف، فهي تكون بمثابة لغز يحتاج إلى تجميع وتركيب حسب وضعها الصحيح أو ما يفترض أن تكون عليه الآن. ويبرز دور النحت في مهرجانات النحت التي جذبت السياح، وكذلك ظهر عمل النحات في تجميل العاصمة من خلال الجداريات التي تتسم بالبساطة والروعة وعكس القيم السودانية النبيلة والتراث السوداني الأصيل، ونستطيع من خلالها أن نرى شفافية روح الفنان في التعبير عن الجمال بوضع بصمته وإحساسه في شوارع المدينة، معتمداً على اللون لأن له دلالات نفسية ومعنوية تختلف من شخص لآخر، فاللون أحياناً يرتبط لدى الشخص بذكرى معينة أو مدلول معين، كما أن هناك دلالات ثانية للألوان من الناحية العلمية والجانب السايكولجي. أما في ما يتعلق بالجانب البصري فنجد أن الألوان دائماً ما تجذب الأنظار منذ الطفولة، فالطفل ينجذب للألوان قبل أن يدرك الأشياء فترتبط بذهنه بإحساس معين. أماني تضيف بأن اللوحة تعبير داخلي للفنان تدخل فيها إحاسيسه وأفكاره ونظرته لموضوع معين، مؤكدة على أن هناك أنواعاً كثيرة للفن التشيكيلي فيمكن أن يأتي التعبير في اللوحة متضمناً إحدى المدارس التشيكلية التي أغلبها تتسم بالتعبير اللوني والفكرة المجردة، دون الدخول في تفاصيل المضمون، أي نعنى بترك مساحة التعبير للون ومساحة التفكير والتأمل للمتلقي «المشاهد- الناقد»، يستلهم من اللوحة، ومن خلال الألوان تظهر فكرة الفنان. ضيفتنا تختتم حديثها بأن الفنون بأنواعها تجذب وتسحر ناظريها لأنها تعكس الحياة اليومية للإنسان فيجد فيها نفسه من غير عناء فيشعر بالارتياح قبالة المنحوتة.