رغم حسم مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان الجدل واختياره الرئيس عمر البشير رئيسا للحزب ومرشحا له في الانتخابات المقبلة، ظلت خطوة المكتب القيادي باختيار أربعة منافسين للبشير أولا، هي المسيطرة على الساحة السياسية الآن. عماد عبد الهادي-الخرطوم فتح اختيار أربعة منافسين للرئيس السوداني عمر البشير للترشح لرئاسة الجمهورية للانتخابات المزمع إقامتها في الربع الأول من العام المقبل عبر المجلس القيادي لحزبه، بابا لطرح مزيد من التساؤلات حول تماسك الحزب الحاكم بعد الحديث عن تنافس حاد بين المترشحين داخل الاجتماع. ورغم حسم مجلس شورى الحزب -السلطة العليا من المكتب القيادي- الجدل بشأن العملية، واختيار البشير رئيسا للحزب ومرشحا له في الانتخابات المقبلة، ظلت خطوة المكتب القيادي هي المسيطرة على الساحة السياسية الآن. ويبدو أن ما فرضه الحزب على اجتماعات مجلسه القيادي ومن بعده مجلس شوراه من سرية كاملة، قد دفع بعض المتابعين للإشارة إلى وجود خلافات ربما تكون عميقة بين من ينادون بتغيير القيادة ومن يتمسكون بها. وكان اجتماع المكتب القيادي قد خلا من جميع الوزراء الاتحاديين ووزراء الدولة من غير أعضائه المعتمدين. تمارين ديمقراطية وفيما برر الحزب تلك السرية والتنافس على رئاسة الجمهورية بأنها "تمارين ديمقراطية"، عدها متابعون مؤشرا لما يمكن أن يحصل في المرحلة المقبلة من عمر الحزب الذي عانى كثيرا من الانشقاقات كأغلب الأحزاب السياسية السودانية. عضو المكتب القيادي ربيع عبد العاطي يرى أن ما تم هو "ممارسة ديمقراطية حقيقية تعطي للكل الحق في اختيار من يراه مناسبا للمرحلة المقبلة دون حجر"، نافيا وجود خلافات حقيقية بين الأعضاء. ويؤكد -في حديثه للجزيرة نت- وجود شبه اتفاق لأعضاء الحزب على تجديد ولاية البشير "لأنه هو الذي طرح مبادرة الحوار الوطني، وهو الذي سيقوده في المرحلة المقبلة". ويضيف أن اختيار البشير جاء مقروءا مع ما سيخرج به الحوار الوطني الذي يتطلب وجوده على سدة الحكم لتنفيذه. أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم خالد علي الأمين فيرى أن ترشيح البشير وغندور وبكري كان متوقعا، لكن ما لم يكن متوقعا هو ترشيح كل من علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع اللذين ظلا في السلطة لنحو 25 عاما، قبل أن يقالا بغرض إفساح المجال لقيادات جديدة. ترشيحات مفاجئة وقال للجزيرة نت إن أحدا لم يتوقع عودة هؤلاء إلى المسرح السياسي، "خاصة أن أغلبهم تجاوز سن 65 عاما، وكان ينتظر طرح قيادات شبابية جديدة تقدم أفكارا جديدة ومختلفة". ويعتقد الأمين بوجود مسافة بين الحزب والشعب، وتباين بين مكونات الحزب المختلفة، "خاصة مع ظهور تيارات شبابية ظلت تنادي بالتجديد في هيكل القيادة بكامله". لكن الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط جاد الكريم عبد القادر يؤكد توفر الصفات المطلوبة لقيادة البلاد في كل الشخصيات التي رشحتها قواعد الوطني، "إلا أن البشير هو رجل المرحلة بشخصيته الوفاقية وميله للتراضي". وأشار -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع وبكري حسن صالح وغندور يتمتعون بمؤهلات تدفع قواعد الحزب لترشيحهم. لكنه أكد حظوظ البشير الكبيرة في البقاء على سدة القيادة في السودان. ويتفوق البشير على منافسيه لأنه يحظى وفق متابعين بقبول جميع أنصار حزبه وبعض أطراف المعارضة. بينما تحمل قوى سياسية منافسه القانوني والنائب الأول السابق علي عثمان محمد طه مسؤولية فصل جنوب السودان. فيما تنظر بعض القوى السياسية لنائبه الحالي الفريق بكري حسن صالح كونه عسكريا تتعارض أفكاره مع الديمقراطية والمدنية. أما نافع علي نافع أستاذ الزراعة فتأخذ عليه كل قوى المعارضة ومجموعات داخل حزبه تطرفه مع من يختلفون معه في الرأي. فيما يعتبر البروفيسور إبراهيم غندور المثيرة للجدل بعد صعوده من رئاسة اتحاد العمل إلى قمة الهرم بتعيينه مساعدا لرئيس الجمهورية.