في خطوة متوقعة أعلن برنار ليون رئيس البعثة الأممية للدعم لدى ليبيا عن تأجيل جلسة حوار غدامس الثانية الاسبوع القادم بعد ما كانت مقررة أمس الثلاثاء. وبررت الاممالمتحدة تأجيل مباحثات السلام بين الفرقاء الليبيين بفتح المجال واعطاء فرصة جديدة لأطراف الصراع المسلح للقيام ببعض التنازلات المطلوبة لإيجاد أرضية تفاهم. وكانت الخارجية الجزائرية استدعت مؤخرا كلّا من محمود جبريل رئيس حزب تحالف القوى الوطنية والشيخ علي الصلابي رئيس رابطة علماء ليبيا واحد ابرز قيادات الجماعة الليبية المقاتلة والمقرب من حزب العدالة والبناء وذلك بهدف اقناعهما بالجلوس الى طاولة الحوار. وتكمن صعوبة جمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار في تمسك كل طرف بشروطه وعدم استعداده لتقديم تنازلات حيث حدد مجلس نوّاب طبرق اربعة شروط لبدء المباحثات وهي الاعتراف بشرعيته – حل جميع التشكيلات المسلحة – ابعاد واقصاء كل من كان سببا في الازمة – عودة النازحين. فيما اشترطت فجر ليبيا الذراع العسكري للتيار الاسلامي – حل برلمان طبرق – اقصاء اللواء خليفة حفتر من اي حوار – تشكيل حكومة وحدة وطنية – بعث مجلس رئاسة لتسيير الاعمال لحين اكمال الدستور. للتذكير فقد انطلقت مباحثات حوار غدامس1 في 25 سبتمبر المنقضي بمشاركة وفد من النواب المقاطعين لجلسات برلمان طبرق وممثلين عن الاخير غير أنّ عدة اطراف فاعلة طالبت بتوسيع قائمة المشاركين وذلك ما قبلته الاممالمتحدة، ومع توسيع قائمة الاطراف المشاركة تضاعفت الخلافات والعراقيل مما حال دون انعقاد حوار غدامس في نسخته الثانية ليوم امس الثلاثاء.من جانبه كشف العميد صقر الجروشي آمر سلاح الجو الليبي رصد طائرات تركية – قطرية وسودانية بصدد الهبوط في مطار قاعدة معيتيقة العسكرية وهي محملة بالأسلحة والذخيرة لفائدة فجر ليبيا، فيما اكدت تقارير استخباراتية من شرق ليبيا ان السودان مازالت تحافظ على ازدواجية الموقف تجاه اطراف الصراع في ليبيا فهي من جانب تصرح انها تدعم حكومة الثني ومجلس نواب طبرق ومن جهة ثانية لم تتوقف عن تزويد فجر ليبيا بالسلاح. توتر في سرت في سياق ثان تداولت مصادر اعلامية مامفاده ان قوات موالية ل»فجر ليبيا» قامت بمساعدة تنظيم «انصار الشريعة» باقتحام ومحاصرة مقر كتيبة الجالط في سرت شرق مصراته ومسقط راس الرئيس السابق معمر القذافي وأمهلتها 24 ساعة لتحديد موقفها النهائي من عملية الكرامة بقيادة اللواء حفتر، ونقل شهود عيان من المدينة وجود العشرات من السيارات المسلحة حول محيط كتيبة الجالط وسماع دوي انفجارات دون حدوث اشتباكات مسلحة بين الطرفين. وكانت مصادر عسكريّة مقرّبة من غرفة عمليّات الكرامة ذكرت في وقت لاحق وجود تواصل بين كتائب مسلّحة في كل من درنة وسرت وتوقّعت ذات المصادر اعلان تلك الكتائب انضمامها إلى عملية الكرامة قريبا. في غضون ذلك يواصل الجيش الوطني حربه على ما يسمى بفجر ليبيا مخلفا خسائر فادحة في الارواح والعتاد، وتخشى قوات اللواء حفتر لجوء فجر ليبيا إلى استعمال السيارات المفخخة لضرب اهداف محددة او الاسلحة الكيميائية سيما بعد ثبوت استيلاء فجر ليبيا على عشرات البراميل المعبأة بغاز الخردل من سبها ونقلها الى مصراته على الرغم من نفي فجر ليبيا الاستيلاء على تلك النوعية من الاسلحة.