حقق جهاز امن البشير يوم (الخميس) مع عدد من أئمة المساجد الذين انتقدوا حديث الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي، وخصوصا الذي شككوا في اسلامه، ودمغوه بالكفر والزندقة. وطالب جهاز امن البشير ائمة المساجد بعدم تناول القضايا الفقهية لكونها تحتاج إلى مناظرات ونقاشات ومقابلات تعزز من الروابط الإسلامية وتقوي من الحجج والبراهين، دون التعرض للمهاترات وإحداث الفتن. واستغرب مراقبون في حديثهم ل (الراكوبة) ما اسموه التحولات الكبيرة في موقف حزب البشير وجهاز امنه من الدكتور حسن الترابي، وقالوا ان جهاز الامن كان اكبر المحرضين ضد الترابي، وان حزب البشير كان يتولى كبر حملة التشكيك في صحة اسلام الترابي. وانه كان يوعز لائمة المساجد بالهجوم على الدكتور حسن الترابي. ونقل المركز الصحفي لجهاز امن البشير (smc) أن السلطات أكدت للأئمة بأنها لاتحجر على الأراء وما اختلف حولها من قضايا فقهية في حدود تبادل الأراء ونقاشها دون المساس بالأشخاص أو إحداث فتن بين جماعات مختلفة. وكان ائمة بعض المساجد قد أهدروا دم الترابي، عقب إفتائه بمساواة الرجل بالمرأة في الشهادة، واعتبروها تشكيكا في "كلام الله ورسوله"، ودعوا الحكومة لتحكيم شرع الله، ولجم من يتطاول على الله ورسوله. ونقلت صحيفة (الصيحة) عن خطيب المسجد الكبير بالخرطوم إسماعيل الحكيم، قوله إن تصريحات الترابي بشأن مساواة شهادة المرأة بشهادة الرجل تعد تشكيكا في "كلام الله ورسوله". وقال الحكيم في خطبة الجمعة: "يا من وليتم علينا، ولم تحكموا شرع الله فينا، فقط نطالبكم بلجم من يتطاول على الله ورسوله". من جانبه قال الأمين العام لجماعة أنصار السنة المحمدية محمد الأمين إسماعيل في خطبته إن الترابي يطعن في أحاديث صحيحة، وأضاف: "إذا صدر مثل هذا الحديث من ذوي العهد فإنه يهدر دمه، فما بالكم بأن يصدر عن داعية"، وطالب الحكومة بمحاسبته وإيقافه عند حده". وكان الترابي في سنوات مفاصلة الاسلاميين المزعومة، هدفا للجماعات التكفيرية، ولبعض اعضاء هيئة العلماء التابعة للحزب الحاكم. وسبق ان سكت جهاز امن البشير عن الفتاوي التي كفرّ اصحابها الدكتور حسن الترابي. وكانت الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة، قد كفرت الترابي، وقالت إن الترابي "كافر مرتد يجب أن يتوب عن جميع تلك الأقوال التي تشكك في البعث وعذاب القبر، ويعلن توبته على الملأ، ويتبرأ عن كل ما صدر منه أمام أهل العلم". ويُعاب على الجماعات التكفيرية انها اداة في ايدي جهاز امن البشير، يستخدمها كفزاعة لتصفية خلافاته السياسية والفكرية والمذهبية مع الخصوم. لكن الامين العام للرابطة الشرعية للعلماء والدعاة الامين الحاج تقول انها بدأت الرد على الترابي منذ ان كان في السلطة، وهو ما سبب لهم المضايقات من الموالين له. وقال الحاج ان منهج الترابي يخالف منهج أهل السنة والجماعة, وأفكاره فيها إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة وفيها رد لأحاديث تلقتها الأمة بالقبول, وفيها تأويلات مغايرة لما عليه أهل الإسلام ورد لإجماع المسلمين, وهذه كلها أسباب تؤدي إلى الكفر. ومضى الحاج يقول: "من أكثر الأسباب التي أكفر بها الترابي إباحته للردة وإنكاره لحد الردة، وهناك أشياء كثيرة جدا لكننا اختصرنا فتوانا على أكثر الأشياء مخالفة لما تعارف عليه أهل الإسلام. بجانب استخفافه بالأنبياء وترديده الدائم وحديثه عن ضلال الرسول عليه الصلاة والسلام". وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها اهدار دم الترابي وتكفيره، فقد سبق ان قام الامين العام لجبهة الدستور الاسلامي الدكتور احمد مالك بتكفير الترابي، في اكثر من مرة. وذلك بعد سنوات من صدور كتابه الشهير "الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول". وهي ذات الوجهة التي مضى اليها الدكتور محمد عبد الكريم استاذ الثقافة الاسلامية بجامعة الخرطوم، الذي قام بتكفير الترابي، وذلك من خلال تسجيل صوتي مشهور في منتصف التسعينيات، حمل اسم "اعدام زنديق". وقبل ذلك بكثير، وتحديدا في سنوات باكرة من عمر الترابي، قام الشيخ برات بتكفير الترابي، وبتعه في ذلك الدكتور جعفر شيخ ادريس في العام 2006م. ورفض حزب المؤتمر الشعبي الاتهامات التي تُقال في حق زعيمه الدكتور حسن الترابي، وسبق ان وصف القيادي في الحزب ابوبكر عبد الرزاق الدكتور الترابي بانه "اعلم علماء اهل الارض قاطبة، وانه صاحب افضل تفسير للقرآن في تاريخ المسلمين". وحذر عبدالرازق الجماعات التكفيرية التي كفرّت زعيمهم بان دروب التكفير وعرة وغير مامونة العواقب، وان من يكفر الترابي اصحاب علل نفسيه او جهلاء او باحثين عن شهرة او قليلي الورع. وعلى ذات النحو جاءت تصريحات نائب الامين العام للمؤتمر الشعبي ابراهيم السنوسي، محذرا الجماعات الدينية من مغبة تكفير الترابي واهدار دمه، وقال في مؤتمر صحفي إنه على تلك الجماعات المتطرفة ان تتحسس راسها وعنقها، وقال انهم لن يسمحوا بالمساس بزعيم حزبهم الدكتور الترابي.