من المنتظر أن يتمكّن حجاج بيت الله الحرام في حج هذا العام 1431ه من الاستفادة من قطار المشاعر بنسبة 35% فيما ستتم الاستفادة الكاملة من خدماته بطريقة القيادة الآلية في 1433ه وبكامل طاقته وهي 72 ألف راكب بالاتجاه الواحد كل ساعة، فيما سيبدأ التشغيل التجريبي للقطار خلال 60 يوماً على أرض عرفات بعد أن أكد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين العابدين أنه يتم حالياً استكمال تشغيل المحطة الكهربائية الخاصة بالقطار، ويتوقع لذلك المشروع الكبير أن يلغي الكثير من أزمات النقل بين المشاعر، وقد يؤدي للاستغناء عن حافلات النقل المختلفة. وأضاف زين العابدين أن المرحلة الأولى من المشروع تم الانتهاء منها في ما يخص البنية التحتية بمسافة 18 كم في الاتجاهين وتركيب 8 عربات من أصل 30 تم استلامها في كل اتجاه، حيث يمتاز القطار بالسرعة والارتفاع عن الأرض ويقوم على أعمدة أحادية قريباً من المشاة والمحطة، مراعياً أيضاً عدم التسبب في تكدس الحجاج أو التدافع ومضايقة المخيمات، فيما تبلغ سرعته بين 50 و70 كيلومتراً في الساعة وتتوافر بها خدمات خاصة للحجاج ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والعجزة، وزوّدت المحطات بسلالم كهربائية متحركة ومصاعد قوية، كما أنه يتوقع له أيضاً أن يقوم بدور كبير في حال تمت الاستعانة به خلال أيام موسم العمرة ورمضان المبارك في نقل المعتمرين. وأكدت مصادر سعودية أن المشروع الذي طال انتظاره سينجز على خمس مراحل أولها تسبق موسم الحج الحالي تتجاوز تكلفته 6،7 مليار ريال سعودي، وتتسابق على تنفيذ مراحله شركات عالمية من دول عديدة مثل الولاياتالمتحدة وكندا والصين واليابان، فيما يكلف الخط منه أربعة مليارات ريال بحسب ما نقلت الصحف السعودية الثلاثاء 25-5-2010 عن وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية، الذي حدد مسار القطار بأنه "سيكون في الجهة الغربية للمشاعر المقدسة ما بين مشاعر منى ومزدلفة وعرفات وحتى غرب جسر الجمرات وبالعكس". مؤكداً أنه سيسهم في الاستغناء عن 25 ألف حافلة من شوارع المشاعر المقدسة ويوفر بيئة صحية خالية من التلوث بعوادم الحافلات، فضلاً عن إفساح الطريق أمام سيارات الطوارئ والخدمات خصوصاً أن القطار الذي يتم تنفيذه بالمشاعر المقدسة "سيكون مرتفعاً عن الأرض في بعض المناطق إلى 8 أمتار وفي مناطق أخرى يصل ارتفاعه إلى نحو 10 أمتار لضمان انسيابية المرور وعدم عرقلة حركة المشاة". فيما نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية أن "قطار المشاعر سيقطع المسافة بين منى ومزدلفة وعرفات في سبع دقائق، وسيتم تشغيله بواقع رحلة كل دقيقتين، وتحمل كل رحلة 3000 حاج في المرحلة الأولى". ويعتبر المشروع خطاً للسكك الحديدية يربط مكةالمكرمة بالمشاعر المقدسة منى، عرفة ومزدلفة، وبدأ تنفيذه منذ بداية 2009 من خلال الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية. وفي تفاصيل المشروع، تبدأ المحطات الأولى للقطار داخل مكة، ثم يمر القطار بثلاث محطات في مشعر عرفات ومثلها في مشعر مزدلفة ثم أول مشعر منى ووسطه وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع بجسر الجمرات. ونقل عن وزارة الشؤون البلدية والقروية في السعودية تصريحها في وقت سابق أن وجود القطار سيغير كثيراً في مجرى النقل العام في المشاعر، كما سيساعد على سرعة التحرك والاستقرار النفسي للحاج وإزالة قلقه من التأخر والازدحام، فضلاً عن تخفيض نسبة التلوث في البيئة. يُذكر أن مشروع قطار الحرمين ليس له علاقة بقطار المشاعر، وهو مشروع عملاق يعكس قوة الاقتصاد السعودي، ويهدف إلى ربط كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة مروراً بمدينة جدة من خلال خط قطار سريع بطول 450 كيلومتراً، ويتميز بسرعته العالية التي تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة، وسيقطع القطار المسافة بين جدةومكة في نصف ساعة فقط، وبين مكة والمدينة في نحو ساعتين وسيوفر خدمة سريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين المحليين خصوصاً في ظل توافد ملايين المسلمين من كل أنحاء الأرض بشكل سنوي منذ الأيام الأولى للرسالة الإسلامية السامية إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة لأداء مناسك الحج والعمرة في أكبر تجمع ديني يعرفه العالم.