تحوَّلت قناة "ليبيا الحرة" من بثٍّ يقوم عليه شخص واحد، إلى قناة تجذب عشرات الأخبار والتقارير والفيديوهات في اليوم الواحد؛ إذ تحوَّلت، بعد وفاة مؤسسها بعد يومٍ من إطلاقها، إلى رمز إعلامي للثورة الليبية. وجذبت القناة التلفزيونية التي تُبث على شبكة الإنترنت، مئات التعليقات المتعاطفة مع صاحبها الصحفي محمد النبوس، الذي قُتل على يد قوات الرئيس الليبي معمر القذافي قبل أيام. وبعد وفاة النبوس، تحوَّل رواد القناة الموجودون على الأرض الليبية إلى مراسلين صحفيين متنقلين؛ كلٌّ يساهم بمعلوماته وقصصه، أما الموجودون خارج ليبيا فشكَّلوا فريق أخبار يرصد ما تنشره الصحف والمواقع الإلكترونية تحديدًا. ووجَّه الجميع نداءً إلى القراء للمساهمة في نشر آخر الأخبار والمستجدات، بعدما تحوَّلت ليبيا إلى ساحة اقتتال ومنطقة حربية. وتحوَّلت مساحة النقاش إلى طريقة للاستفسار عن بعض الأقارب والأصدقاء في المناطق، التي تشهد اقتتالاً داخليًّا أو قصفًا من القوات الأجنبية والحلف الأطلسي. و"ليبيا الحرة" قناة تلفزيونية على الشبكة العنكبوتية، خصَّصها النبوس لتحميل فيديوهات ميدانية عن التطورات الليبية. وكان النبوس يبث فيديوهات باللغتين العربية والإنجليزية لنقل صورة الأحداث إلى مشاهدي القناة من العرب والأجانب، خصوصًا بعد انقطاع شبكة الإنترنت عن معظم المناطق الليبية. وفي خانة التعريف بالقناة في أسفل الصفحة، كتب محمد ما يلي: "ليبيا اليوم في مظاهرات مستمرة، ولن تتوقف أبدًا حتى تتحرر من الطاغية معمر القذافي.. مباشر قناة ليبيا الحرة". وتوفي محمد نبوس في التاسع عشر من مارس/آذار متأثرًا بجراحه في مستشفى بنغازي بعد أن أصابه قناص عندما خرج لكي يلتقط صورًا للدمار الذي ألحقته قوات القذافي عند قصفها مدينة بنغازي. وأكدت زوجته خبر وفاته بعد عدة ساعات من بثه التسجيل الأخير. وعلم أن زوجته حامل وعلى وشك أن تلد طفلهما الأول. وتحوَّلت ليبيا إلى ساحة حربٍ بكل ما للكلمة من معنى، بعدما قرر القذافي مواجهة المحتجين بقوة السلاح، فأثار موجة احتجاج عالمية دفعت إلى اتخاذ قرار بتدخل أممي لفرض منطقة حظر طيران. وفيما يبدو المشهد ضبابيًّا في الدولة الثائرة، يترقَّب العرب والعالم بأسره كيف سيخط الليبيون نهاية قصتهم التي اتخذت مجرًى دمويًّا، في حين ترتفع حصيلة الضحايا والشهداء يومًا بعد يوم.