سعى الزبير أحمد الحسن، الأمين العام للحركة الإسلامية، جاهدا، لمداراة فشل برنامج "الهجرة الى الله" الذي نفذته الحركة مؤخرا، بعدد من ولايات السودان. وتعمّد الرد على صحيفة (الراكوبة) التي كشفت إنشغال اعضاء الحركة الاسلامية عن برنامجهم الذي جاءوا من اجله الى بورتسودان، بوجبة غداء دسمة، مترعة بالمطائب والاسماك على ساحل البورت، دعتهم لها حكومة ولاية البحر الاحمر. ويبدو ان الرجل ناقم بشدة على نشر الخبر، وعلى التعليقات الساخرة والموضوعية التي دونها قراء (الراكوبة) تعليقا على انهماك قادة الحركة الاسلامية في وجبة غداء على ساحل البحر الاحمر، محشوة بما لذ وطاب، ومحشودة بالاصناف الجيدة من اللحوم الحمراء والبيضاء. وتبارى قراء (الراكوبة) في توجيه الانتقادات القاسية الى ظهر الحركة الاسلامية والى برنامجها الموسوم ب "الهجرة الى الله". وقال احد القراء، إنه يتوجب على جماعة الزبير – ان كانوا صادقين - ان يهاجروا الى النبق واللالوب، بدلا عن الهجرة الى الاسماك". وذكر احد المعلقين أن كيلو سمك "الناجل" بلغ سعره فى بورتسودان 100 جنيه كاملة بسبب قدوم قادة الحركة الاسلامية الى هناك، وقال آخر إنه هذه هجرة الي الشاطئ وانها "هبره" وليست "هجره" لان الهجرة الى الله بان تذهب الى ما فيه رضى الله و ليس الى ارضاء النفس. واشار احد المعلقين الى ان اعضاء الحركة الاسلامية يقولون انهم يهاجرون الى الله، ويدفعون غيرهم للهجرة خارج الوطن. لكن الزبير احمد الحسن الامين العام للحركة الاسلامية، دافع عن برنامج "الهجرة الى الله"، ووصفه بالناجح، وقال إن الحركة الاسلامية سمَت برنامجا تربويا دعويا تزكويا لتنفذه بنسبة عالية. وقال في تصريح نقلته (اليوم التالي) إن "المرجفين والساخرين"، لم يجدوا في برنامج "الهجرة إلى الله"، إلا وجبة غداء ليتحدثوا عنها. وبذل الزبير أحمد الحسن جهده مضاعفاً لازاحة التهم التي ألصقها المواطنون بظهر الحركة التي عادت من جديد لخداع الجماهير والمتاجرة بالدين، من خلال برنامج "الهجرة الى الله"، على نحو ما ظلت تفعله طوال سنوات حكمها. وكانت (الراكوبة) قد نشرت خبرا بالصور، عن إنغماس قادة الحركة الاسلامية، وإنهماكم في وجبة غداء، دعتهم لها حكومة ولاية البحر الأحمر، على ساحل المالح. وذكر الخبر – حينها - ان الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية ومرافقيه؛ غرقوا في لحوم الاسماك، واستمتعوا بهواء ثغر السودان؛ على الرغم من انهم سافروا الى هناك من اجل تنشيط برنامج "الهجرة الى الله" الذي رفعته الحركة. وقال الزبير في تصريحه ل(اليوم التالي)، إن الحركة سمَت برنامجا تربويا دعويا تزكويا لتنفذه بنسبة عالية وأضاف: "هؤلاء ما دايرننا نهاجر إلى الله ونتوب إليه"، وأشار إلى أن الحركة نفذت البرنامج في عدد من الولايات رغم الساخرين، وأنها بصدد تنفيذ فعاليات دعوية أخرى تبدأ من ولاية شرق دارفور، وأكد الزبير أن الحركة الإسلامية ما زالت هي الآمر والناهي بجانب أنها تحيي الدعوة. وكانت قيادات فاعلة بالحركة الاسلامية في بورتسودان، قد قاطعت زيارة الزبير محمد الحسن، وقالت ان هناك انتقائية في التعامل، وانه هناك تجاهلا متعمدا لدور بعض اعضاء الحركة الاسلامية بشرق السودان. في وقت قال القيادي بحزب البشير نافع علي نافع في مداخلة في فعالية برنامج "الهجرة الى الله" في ولايات الوسط، إن هجرة أهل السودان إلى الله ضرورية لأن الله اصطفاهم لرفع رايته، ولابد من التزكية المستمرة، لأن أمر الإسلام غاب عن الحياة لفترة طويلة، وليس سهلاً أن يعود ولن يتأتى إلا بالإخلاص والوحدة. ومن ناحيته، أوضح أمين الاتصال التنظيمي عبد الله يوسف، المشرف على نشاط الحركة الإسلامية في الولايات، أن ملتقى القطاع الأوسط يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي يعقدها الاتصال التنظيمي للمراجعة والتصويب. وقال إن العمل الإسلامي شهد استقراراً إدارياً والتزاماً وحركة كبيرة للعضوية كما شهدت الفترة الماضية زيادة في الصف الإسلامي، مضيفاً أن برنامج الهجرة إلى الله جاء للمزيد من التزكية وتفعيل الدعوة والطرح الفكري والثقافي، وهو برنامج مستمد من خطة الحركة الإسلامية، وجاء بأسلوب جديد في المتابعة والمراقبة ووسائل القياس. وفي اعتراف نادر، أقرّ صلاح قوش المدير السابق لجهاز أمن البشير في حوراه مع صحيفة (الجريدة)، بفشل الحركة الإسلامية في إدارة الدولة، وحمّلها مسؤولية تنامي النعرات العنصرية والقبلية والجهوية في البلاد. وكان مواطنون قد تهكموا من محاولة الحركة الاسلامية استدرار عاطفة الشعب السوداني، من خلال شعارات براقة، تم تجريبها من قبل، ولم تأت للانقاذ بالشرعية او الجماهير. وابلغ مراقبون (الراكوبة) ان برنامج "الهجرة الى الله" لم يجد اقبالا بين المواطنين، وانه ظل فكرة معزولة، بعد ان تكشف لهم خطل الفكرة التي تعمدت الى المتاجرة بشعارات دينية، مشيرين الى ان الحسنة الوحيدة في البرنامج هي ان اهل الحركة الاسلامية اعترفوا بالاخطاء التاريخية التي ارتكبوها خلال سنوات حكمهم، التي تجاوزت ربع قرن من الزمان، وانهم يحاولون التكفير عن ذنوبهم من خلال برنامج "الهجرة الى الله" الذي يرتكز على ثلاثة محاور هي التوبة والاوبة والاستغفار.