هذه اول انتخابات في تاريخ السودان ينافس فيها الحزب الحاكم نفسه شكلا ويتولى فيها توزيع مقاعد المجلس النيابي على كوادره بما يكفيه أولا ويتصدق بالباقي على اتباعه من المؤلفة قلوبهم والمغلوبون على امرهم ثانيا . حزب المؤتمر الوطني أعلن، عن دخوله في حوارات مكثفة مع الأحزاب والقوى السياسية المشاركة معه في الحكومة ، للاتفاق معها في تفاصيل الدوائر الانتخابية التي لن يستولي عليها الوطني ويتركها لهذه الأحزاب وهي منحة الثلاثين في المئة التي تبرع بها الوطني بشرط اطلاع الوطني على أسماء من تقدمهم هذه الأحزاب للمجلس المشاورات تجري للاتفاق حول توزيع هذه النسبة " 30 في المئة " للأحزاب المشاركة في الحكومة بما فيها الاتحادي الأصل دون إشكالات خاصة وأن الاتحادي الأصل له وزنه في مقابل الأحزاب الأخرى المشاركة في الحكومة والتي لا تتمتع بعضوية تؤهلها لأي انتخابات محدودة لكنها الجزرة التي القى بها المؤتمر الوطني على مسانديه لا رضاءهم ومكافأتهم بتسجيل حضورهم .. . أما غندور الذي حسم موضوع مشاركة الاتحادي الأصل بقوله إن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أبلغهم مشاركته في الانتخابات فقد يواجه مطالب أكبر من الاتحادي الأصل نظير مشاركته بعدم تساويه بأحزاب عبود جابر بان يحظى بنسبة معتبرة في قسمة السلطة . خاصة وأن لقاء الرئيس البشير بإبن الميرغني القائم بمقام ابيه قد تناول هذا الموضوع . المؤتمر الوطني حدد سلفا أعضاءه القادمين في المجلس النيابي ويقوم الآن بتحديد أعضاء الأحزاب المشاركة له في المجلس ليشرع في تشكيل ملامح سلطته القادمة في المؤسسات الحكومية المختلفة والتي لن يطرأ عليها أي تغيير جوهري باعتبار أن القائمة التي حددها المؤتمر الوطني هم الأعضاء الجدد في المجلس القادم وهي القائمة التي أشار إليها إبراهيم غندور في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مركز الزبير محمد صالح، حيث أشار إلى أن حزبه اختار (425) مرشحا أي مقعدا ونوه لامتناع حزبه من التنافس في (30 %) من جملة الدوائر الانتخابية المعلنة للانتخابات منحة من الحزب لمجموعة أحزاب عبود جابر المتحالفة معه لتنويع لافتات الأحزاب داخل المجلس الوطني، بعد أن حدد سلفا المؤتمر الوطني الذين يمثلونه في البرلمان ولن ينقص منهم احد مما يدلل على فوزهم بالانتخابات قبل قيامها وبالطبع على رأس القائمة قادة الحزب الذين اعلن عن أسمائهم وهم الفريق بكري حسن صالح وعلي عثمان محمد طه وحسبو محمد عبد الرحمن و نافع علي نافع. أما نافع الذي بذل مجهودا كبيرا للعودة إلى الأضواء مجددا عبر مفرداته وثقافته الخاصة فقد أعلن عن نتيجة الانتخابات على نحو صريح عقب اجتماع الحزب الذي قام فيه بتوزيع الانصبة فقال في تصريح صحفي "إن حزب المؤتمر الوطني سيكتسح الانتخابات. وزاد على ذلك أن أحزاب المعارضة الرافضة للانتخابات والحوار الوطني ستخسر في الانتخابات المقبلة إذا شاركت فيها." قضى الأمر. فليهنأ سعيد بسعيدة. حقيقة واحدة لا يريد ان يصدقها المؤتمر الوطني هي ان وعي السودانيين السياسي هو أكبر بكثير مما يظنون من هذا الإخراج السيئ لمشهد الانتخابات او مسرحية ناخب ما انتخبش حاجة. [email protected]