الكثير من المفارقات والأحداث الجديدة شهدتها قوائم المؤتمر الوطني الجغرافية والنسبية، التي خرجت إلى الناس قبل أيام، ظهور شخصيات جديدة، واختفاء الدماء الشابة، ومحاولات من الوطني تفعيل بعض أجندة الحوار المجتمعي، هذه القوائم تثبت- أيضاً- أن الوطني ماضٍ بمشروعه نحو انتخابات أبريل، لكن يبدو أن اختيار الشخصيات التي تمثل الوطني تمت تحت فحص دقيق، ففي الوقت الذي برزت فيه بعض الأسماء المعروفة في دنيا السياسة اختفت أخرى- تماماً- أو تم إقصاؤها- كما يرى المراقبون- من ناحية أخرى يبدو أن المؤتمر الوطني قد استقطب شخصيات من أحزاب أخرى لتمثله في الانتخابات. دوائر الصراع والأبعاد من أبرز الشخصيات والدوائر التي شهدت الصرعات والإقصاء المنظم دائرة (بحري الشمالية) التي ترشح فيها (عمار باشري) معتمد الدامر السابق وأمين أمانة المنظمات في المؤتمر الوطني مع منافسه في الحزب (بدر الدين محمود) وحصل باشري على أعلى الأصوات كما تم رفع اسم باشري في دائرة الدامر الغربية مع الزبير أحمد الحسن، الأمين العام للحركة الإسلامية، بالرغم من أن باشري حصل على أعلى الأصوات في بحري الشمالية ورفع اسمه في دائره أخرى في ولاية نهر النيل، إلا إنه تم إبعاده من الترشح النهائي باسم الحزب في انتخابات أبريل. الكلاكلة والصراع الخفي دائرة الكلاكلة الجغرافية شهدت- أيضاً- صراعا خفياً؛ حيث حصل عبد السخي عباس رئيس لجنة الشباب والرياضة بالمجلس التشريعي ولاية الخرطوم وعضو القطاع السياسي بالوطني على أعلى الأصوات، وكان من المتوقع أن يكون عباس المرشح الأوفر حظاً ليدفع به الوطني لانتخابات أبريل القادم، إلا أن خروج الحاج عطا المنان من القوائم النسبية ودخول محمد عبد الكريم الهد القيادي بأنصار السنة بديلاً له، وبضغط من نافذين في الوطني نجحو في إقناع القيادات بإعادة الحاج عطا المنان إلى دائرته في الكلاكلة، هذه المعالجة أطاحت بعبد السخي الذي حصل على أعلى الأصوات. خروج الوالي حسب ما رشح في الأيام الفائتة بترشيح القيادي بالوطني ورجل الأعمال جمال الوالي في أرض المحنة (مدني) إلا أن الكلية الشورية بالوطني في ولاية الجزيرة لم ترفع اسم الوالي، وقالت: إن الوالي اعتذر عن الترشح، وهي تقدر له هذا الاعتذار. اعتذار كرتي علي كرتي وزير الخارجية أراد الاعتذار والخروج من الانتخابات إلا أن رئيس المؤتمر الوطني قطع عليه الطريق حين أقنعه بضرورة المشاركة في الانتخابات فما كان منه إلا أن رضخ لرأي قيادته. غياب شباب الوطني من القوائم الجغرافية والنسبية المراقب للانتخابات الداخلية للمؤتمر الوطني يلحظ غياب شباب الحزب من كل الكليات الجغرافية والنسبية؛ حيث لم يظهر أي اسم من القيادات الشابة سوى وزير الدولة بوزارة الإعلام ياسر يوسف في دائرة القضارف، بالرغم من وجود دماء شابة كثيرة بالوطني جعلت الكثيرين يعتقدون أنها سوف تتصدر القوائم النسبية- على أقل تقدير- إلا أنها اختفت تماماً، على سبيل المثال لا الحصر حامد ممتاز، الأمين السياسي للمؤتمر الوطني، وبلة يوسف، أمين الشباب بالوطني، ومأمون حسن، أمين الطلاب، وحاج ماجد سوار، الأمين العام لجهاز شؤون المغتربين، ومحمد عبد الله شيخ إدريس، ومعظمهم إما خرجوا بإرادتهم، أو أخرجوا بإرادة خفية. شخصيات جديدة الأستاذ عبد القادر سالم، وعلي مهدي، وسارة أبو، شخصيات ليس لها تأريخ طويل في عالم السياسة، سواء في الوطني أو غيره، لكن هذه الأسماء المعروفة في مجالاتها، يبدو أنها قررت دخول عالم السياسة من أوسع الأبواب؛ حيث برزت أسماؤهم في ترشيحات الوطني، هذه الأسماء من الواضح أن المؤتمر الوطني يريد أن يستفيد من قواعدهم الجماهيرية في دوائرهم، خاصة أنها أسماء ليست لها ضغائن مع أحد سواء على المستوى السياسي أو الفكري هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يبدو أن الوطني يريد تفعيل بعض ما جاء في أجندة الحوار المجتمعي؛ بأن بدأ بهذه الخطوة التي يصفها المراقبون بأنها خطوة نحو الطريق الصحيح. الوطني.. اختطاف الشخصيات من المفارقات في قوائم المؤتمر الوطني الجغرافية والنسبية دخول شخصيات كانت تمثل أحزاباً مختلفة بالحكومة ضمن ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية، هذه الأسماء ظهرت في قوائم المؤتمر الوطني مرشحين باسمه في الانتخابات مثل وزير الدوله بوزارة التربية والتعليم حامد محمد إبراهيم، الذي كان يمثل الحزب الاتحادي الديمقراطي، لكنه هذه المرة يمثل الوطني في دائرة سنكات بولاية البحر الأحمر، ووزير السياحة محمد عبد الكريم الهد ممثل أنصار السنة في الحكومة رشحه الوطني في قوائمه النسبية، ومريم تكس، التي كانت عضواً في البرلمان الانتقالي ممثلة لحركة مني أركو مناوي تم ترشيحها في قوائم المرأة. التيار