ربط الرئيس السوداني عمر البشير المشاركة في الحكومة القومية القادمة ، بالتنافس في الانتخابات المقبلة ، معلنا في ذات الوقت حرص الحزب الحاكم على توسيع المشاركة في البرلمان ليتمكن بدوره من وضع الدستور الدائم للبلاد، في وقت كشف مساعده ونائبه في الحزب ابراهيم غندور عن تليقهم إخطارا من الحزب الإتحادي الديموقراطي "الأصل" بالمشاركة في الإنتخابات،وأعلن تخلي حزبه عن 30% من الدوائر الإنتخابية لتتنافس عليها قوى حزبية أخري. الرئيس عمر حسن البشير (سونا) وقال البشير لدى مخاطبته الأربعاء، هياكل امانة الطلاب بالمؤتمر الوطني ان حزبه حريص علي توسيع المشاركة في البرلمان القادم الذي من اهدافه الرئيسة وضع الدستور الدائم للبلاد مشيرا الي ان المؤتمر الوطني امتنع عن الترشيح في 30% من الدوائر الانتخابية لاتاحة الفرصة للقوى السياسية الاخرى للمشاركة في البرلمان. ووصف البشير مبررات القوى السياسية التي أعلنت مقاطعتها للإنتخابات ب"الضعيفة" لافتا الى أن غالب تلك القوى شاركت في إعداد قانون الانتخابات،وتكوين المفوضية ووضع الدستور. وترفض قوى المعارضة قيام الانتخابات في موعدها وتطالب بإرجاء العملية لحين تشكيل حكومة قومية لفترة إنتقالية تشرف على تعديل القوانين والدستور ومن ثم إجراء انتخابات معترف بها. وأعلنت أحزاب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي والأمة القومي بقيادة الصادق المهدي ، وغالب قوى المعارضة مقاطعتها للإجراء الإنتخابي ،بينما تحدثت تقارير،صحفية نشرت الأربعاء عن مشاورات تجري بين الرئيس عمر البشير ومحمد الحسن الميرغني، بشأن حسم مشاركة الإتحادي في الإنتخابات سيما وان الحزب لم يعلن حتى اللحظة موقفا رسميا حيالها. وقال مساعد الرئيس نائبه في الحزب إبراهيم غندور،في مؤتمر صحفي،الأربعاء،ان المؤتمر الوطني تلقي إخطارا من الإتحادي بالمشاركة في الإنتخابات ، ولم يؤكد غندور او ينفي التحالف معه وقال "ربما لانتحالف مع الأحزاب، ربما نتفاهم مع بعضها ، اوننافسها". وأشار الى ان التمثيل النسبي لايتيح التحالفات واضاف "لوكان كذلك لرأيتم قائمة مختلفة ،ورغم ذلك أدخلنا وجوها غير منتمية سياسيا.. أي حزب في العالم فعل ذلك ..ان يكون حاصلا على أغلبية مطلقة ويقرر ان لاينافس في 30 % من الدوائر ". وكشف عن إعتزام حزبه ترشيح عمر البشير رسميا ، في فاتحة اليوم المحدد لبدء الترشيحات بالحادي عشر من يناير الجاري ، معلنا عن لجنة قومية ستتولي ترشيح البشير بعد ان حصل على تزكية 18 الف ناخب ، مضاف اليهم 5 آلاف مزكي ،ليكون مجموع مؤيدي البشير 23 الف ،بينما تطلب مفوضية الإنتخابات 15 الف . وقالت مفوضية الانتخابات في بيان سابق ، إن ترتيب الأولوية لقائمة المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية وقائمة المرأة والأحزاب في بطاقة الإقتراع سيكون وفقا لأسبقية الوصول لموقع الترشيح واستكمال الإجراءات الخاصة به. وأكد غندور حسم الحزب لمرشحيه في الدوائر الإنتخابية الجغرافية ، وقوائم التمثيل النسبي ،بعد مشاورات ومداولات مكثفة إمتدت لنحو ست أسابيع ، وأشار الى ان حزبه قرر عدم ترشيح منسوبيه في 30 % من الدوائر لإتاحة الفرصة امام القوي الأخري للتنافس عليها ، من بينها دائرة "قيسان" بولاية النيل الأزرق ، و"ام جرادل" بوسط دارفور و"الإضية "و"المجرور" بولاية غرب كردفان . وأشار الى ان التجديد طال 53% من قيادات الحزب التي جرى إختيارها للتنافس في الدوائر.وشدد على ان حزبه لن يتردد في تطبيق النظام الاساسي حيال اي عضو يترشح تحت مسمى آخر ،وأضاف " كل من يفعل ذلك يعتبر مفصول من الحزب ". وشهدت قوائم المؤتمر الوطني التي أعلنها للمنافسة في الانتخابات غيابا لافتا لولاة الولايات الحاليين ، وبرر غندور ذلك بأن الكليات الشورية لم تعتمدهم ، فيما برزت أسماء وزراء تنفيذيين قرر الحزب تقديم خمسة منهم في الدوائر علي راسهم مصطفي عثمان اسماعيل الذي رشح بالقولد في الولاية الشمالية ، ووزير المالية بدر الدين محمود لدائرة الكدرو بالخرطوم بحري ، ووزير الدولة بالاعلام ياسر يوسف بالقضارف ،ووزير الخارجية على كرتي . وفي الدوائر النسبية رشح الحزب بعض الشخصيات القومية و سعي لاعطاءها رمزية بتسمية كل من ابراهيم غندور والنائب الاول بكري حسن صالح ، والنائب السابق علي عثمان، وسر الختم الميرغني ، وجوزيف مكين ، ومحمد عبد الكريم الهد ، ابراهيم احمد عمر، وامين حسن عمر. وللدوائر الجغرافية رشح الوطني كل من الفاتح عزالدين ، وعوض احمد الجاز ،وعبد الباسط سبدرات ، وعيسى بشرى ، والحاج ادم ، والحاج عطا المنان. كما رشح المؤتمر الوطني مدير جهاز الأمن السابق الفريق صلاح قوش لدائرة مروي بالولاية الشمالية ، وقال غندور ان الرجل قدم خدمات كبيره لأهله بالمنطقة وأنهم أوشكوا على ترشيحه بالتزكية ، رافضا الربط بين اتهامات الحكومة له بالتخطيط لقلب النظام الحاكم وإعادة ترشيحه ممثلا للحزب في الانتخابات .