تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نهى الزيني : رجال مبارك يحكمون البلاد من وراء ستار.. جهاز الأمن وراء إشعال الفتنة الطائفية ..مبنى «ماسبيرو» يتحول إلى رديف لميدان التحرير
نشر في الراكوبة يوم 26 - 03 - 2011

رفضت المستشارة نهى الزيني وجود إشراف قضائي كامل على الانتخابات في مصر، وقالت في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن «الانتخابات الحرة لا تحتاج إلى قضاة يشرفون عليها فالقضاة لديهم ما هو أهم». وأعربت الزيني التي تصدت لعمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات البرلمانية في عام 2005 عن قناعتها أن رجال الرئيس المصري السابق حسني مبارك ما زلوا يحكمون البلاد من وراء الستار، مشيرة إلى أن بقايا نظام مبارك كانت وراء الموافقة على التعديلات الدستورية لأنها تريد أن تحافظ على فرصتها الأخيرة في البقاء. ورفضت الزيني التي لقبها المصريون بسيدة القضاء المصري وضمير مصر الحي، الترشح للانتخابات الرئاسية، وقالت ل«الشرق الأوسط»: «أؤيد تولي المرأة منصب رئيس الجمهورية، ولقد حاربت كثيرا لكي تتولى المرأة منصب القضاء، ولكن حتى مع الثورة لم تزل عقلية الرجل الشرقي تجاه المرأة كما هي ولم تتغير».
الزيني التي تعرضت لتهديدات وصلت إلى حد التهديد بالقتل.
وإلى نص الحوار:
* كنت من المعترضين على التعديلات الدستورية لكن نتائج الاستفتاء جاءت مؤيدة لها.. كيف ترين المشهد السياسي في مصر على ضوء هذه النتيجة؟
- كنت ضد التعديلات لأننا نطالب بدستور جديد، هذا كان حلم النخبة الوطنية طوال سنوات، وعندما نجحت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) كانت هذه هي الفرصة الحقيقية لتحقيق هذا الحلم. ليس هذا وفقط بل جاءت التعديلات الدستورية ركيكة جدا من حيث الصياغة ومن حيث مواءمتها مع المواد الدستورية الأخرى ولا ترقى إلى مستوى خبرة القائمين على التعديلات والآن ليس أمامنا سوى انتظار الانتخابات البرلمانية، لأن من سيدخل البرلمان هو من سيتمكن فقط من الانضمام إلى الجمعية التأسيسية التي ستتولى مهمة وضع الدستور الجديد.
* وكيف تفسرين نتائج الاستفتاء؟
- أعتقد أن الأغلبية التي قالت «نعم» تعرضت للتدليس أقصد أنها تعرضت لحملة تم استخدام الدين فيها للضغط على الناس لكي يصوتوا بنعم، من باب حماية الدين الإسلامي، وبالتحديد المادة الثانية من الدستور، لأن الناس في الأغلب الأعم اعتقدت أن التصويت بنعم يعني التصويت على الإسلام كدين رسمي للبلد، وهذه كارثة.
* ومن يتحمل مسؤولية ما سميته ال«تدليس» على الناس؟
- الأيام التي سبقت يوم الاستفتاء كانت أيام مروعة، ولقد شاهدت بنفسي لافتات تقول صوت ب«نعم» لأن نعم مع الإسلام، أو صوت ب«لا» لأنها مع المسيحية، حتى أن صديقة لي هاتفتني لتخبرني أنها خائفة من تحمل وزر التصويت بلا، قالت إنها خائفة من تحمل ذنب المادة الثانية، رغم أن المادة لم تكن مطروحة للتعديل من الأصل، وقد حدث لأن بعض القوى الإسلامية روجت له ولا أخص جماعة الإخوان المسلمين تحديدا، وقد حدث تجييش مقابل من الأقباط للتصويت بلا من خلال الكنائس. كما أنني أصدق تماما ما قيل عن أن فلول النظام السابق كان لها مصلحة كبرى في هذا التوجه.
* وما مصلحة فلول النظام في التأثير على نتائج التعديلات الدستورية؟
- بقايا النظام تريد أن تحافظ على فرصتها الأخيرة في البقاء، والدستور هو أهم شيء يعبر عن أي نظام في العالم وهذا ما حدث، فحتى الآن النظام في مصر لم يسقط، بل سقط حسني مبارك فقط، صحيح أنه كان رمزا للنظام لكن الثورة المصرية للأسف لم تكتمل.
* رشحك الكثيرون لمنصب رئيس الجمهورية، ورغم نضالك، رفضت منصب الترشح لمنصب الرئاسة، لماذا؟
- الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في مصر ليس بهذه السهولة، فالمهم وجود قبول لدى الشارع المصري، ويجب أن يقنع المرشح الجمهور، ومن حيث المبدأ أؤيد تولي المرأة منصب رئيس الجمهورية، ولقد حاربت كثيرا لكي تتولى المرأة منصب القضاء، ولكن حتى مع الثورة لم تزل عقلية الرجل الشرقي تجاه المرأة كما هي، فالثورة غيرت الشكل الخارجي في مصر ولكن ثقافة الرجل المصري لم تتغير، أنا متفائلة بالمستقبل وأعتقد أننا سنتمكن من تغيير ثقافة الرجل تجاه المرأة خاصة إذا ما أزيح عن كاهل الرجل القهر الذي كان يعاني منه، وبالتالي كان يقهر المرأة بالتبعية طالما هي الطرف الأضعف دوما.
* هل تتوقعين محاكمة الرئيس مبارك ووزرائه؟
- المجلس الأعلى للقوات المسلحة قال إنه سيحاكم كل من يثبت تورطه مهما كان موقعه، لكني لا أعتقد أن الرئيس مبارك سيقدم للمحاكمة وليس كل الوزراء كذلك سيتعرضون للمحاكمة، هناك بالتأكيد كبش فداء وحتى هذا لن يحاكم عن كل الجرائم.
* وما هي الجرائم التي لن يحاكم عنها في تقديرك؟
- لا تعليق.
* طالبت قبل الثورة بإقالة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي وقلت إنه يعمل على إثارة الفتنة الطائفية، هل كانت لديك معلومات وقتها؟
- نعم، وتحديدا في أحداث نجع حمادي فقد رأيت بنفسي جريمة نجع حمادي وأعتقد أنها وقعت من أجل إرهاب الأقباط وتخويفهم وحماية النظام في الوقت ذاته من خلال إحداث فتنة بين المسلمين والأقباط، وكذلك في حادث كنيسة العمرانية وحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، وقد طالبت الشعب المصري بأن يحمي الأقباط يوم 7 يناير عقب حادث كنيسة القديسين ليلة رأس السنة.
* هل كل ما حدث من أحداث طائفية في مصر كان وراءه عناصر من أمن الدولة؟
- بغض النظر عن بعض الأحداث الفردية وهي قليلة، يمكنني القول إن كل الأحداث التي تمت ضد الأقباط في مصر منذ التسعينات كانت بيد الأمن سواء كان ذلك بيدها، أو بالتواطؤ مع جماعات متطرفة، أو بغض الطرف عن أحداث كانت تملك عنها معلومات ولم تتحرك لإجهاضها، بداية من حادث كفر دميان، مرورا بكل ما حدث طوال السنوات الماضية. وهذه الأفعال القذرة أدت إلى شحن كبير جدا بين المسلمين والمسيحيين لدرجة أنني لأول مرة أشاهد مظاهرات لمسلمين ضد البابا شنودة وسبه وتمزيق صورته وهو رمز كبير ومقدس لدى المسيحيين خلال العام الماضي، ورغم ذلك مع انسحاب الأمن من البلاد بعد الثورة في الأيام الأولى لم نسجل حادثا واحدا لمسيحي ضد مسلم ولا لمسلم ضد مسيحي.
* في مجال عملك هل صحيح أن وزير العدل السابق ممدوح مرعي أضر بالقضاء المصري؟
- مرعي تسلم تركة القضاء في مصر وهو مصاب بأضرار شديدة وبالغة وبمعنى آخر جاء على الخراب، وللأسف القضاء المصري يجرف منذ منتصف الثمانينات.
* هل تعرض القضاة إلى ضغوط خلال فترة حكم مبارك للحكم وتدخل في قضايا بعينها كقضايا كبار رجال الأعمال؟
- القضاة لم يتعرضوا لضغوط، ولكن يمكن القول إن بعضا منهم تعرض إلى التلويح بامتيازات خاصة، الاقتراب من السلطة، انتدابات لوزارات أخرى براتب كبير، الإعارة للخارج، وعود بمناصب كبيرة بعد الخروج على المعاش، ثم تتم إجراءات من نوع توجيه القضية إلى دائرة قاض بعينه معروف عنه موالاته للنظام.
* وهل يمكن أن ينضم قضاة إلى المظاهرات المطالبة بالتطهير من الفاسدين، خاصة في ظل وجود ما يسمى بتيار استقلال القضاء؟
- القضاة لا يقومون باعتصامات، ولكنهم قادرون على تطهير هيئتهم بأنفسهم، وحدث هذا من قبل وساعتها حدثت مذبحة القضاة الشهيرة في أواخر الستينات وقدموا للتأديب، ولكن هذا أمامه بعض الوقت لكي يتم، فللأسف النظام لم يتغير إلى الآن، فنحن ما زلنا نعيش تحت ظل نظام مبارك ورجال مبارك ما زلوا يحكمون من وراء الستار.
* بالعودة إلى انتخابات البرلمان 2005 حين كشفت عن عمليات تزوير لصالح مرشح الحزب الوطني، هل تعرضت لتهديدات وصلت إلى حد التهديد بالقتل؟
- نعم حدث هذا لكني لا أريد الخوض في طبيعة هذه التهديدات، وممن.
* وهل اتخذت إجراءات للحماية؟
- أحمل مسدسا خاصا ومرخصا، ولكن يمكنني القول إنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ومن يتمسك بقضاء الله لا خوف عليه، وحينما يأتي الأجل لن نقدم ساعة أو نؤخر.
* هل ستكررين تجربة الإشراف على الانتخابات في المرحلة المقبلة؟
- بشكل مبدئي أرفض الإشراف القضائي على الانتخابات، فالانتخابات الحرة لا تحتاج إلى قضاة يشرفون عليها، فالقضاة لديهم مهام أخرى أكبر بكثير من هذا الإشراف الذي يمكن أن يقوم به أي موظف شريف، وبالتالي على المستوى الشخصي أرفض تماما الإشراف القضائي على الانتخابات حتى لو كانت نزيهة، فالإرادة السياسية عليها أن تفهم أن القضاة ليسوا محللين لنزاهة الانتخابات أو تزويرها.
* التقيت وزير الداخلية الجديد في لقاء ضم نخبة من رجال المجتمع المصري وقياداته السياسية، فما أهم ما دار في هذا اللقاء الذي لم نعرف الكثير عنه؟
- كان هذا اللقاء لتفعيل مبادرة من وزارة الداخلية أطلقها في الحقيقة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق لإصلاح الأمر ما بين الناس والشرطة وتقديم الشرطة اعتذارا رسميا للشعب عما حدث منذ بداية 25 يناير، وكذلك ما حدث للناس على مدار سنوات من الانتهاكات من تعذيب وتنصت وغير ذلك من الأمور، ونحن كنا نمثل «هيئة مفوضة عن الشعب» يمكن من خلالها أن تتقدم الشرطة بتعهد بتقديم مجرميها من الضباط إلى العدالة ومحاسبتهم، وأن تتعهد بمراعاة حقوق الإنسان فيما بعد واحترام المواطن المصري الذي لن يقبل أي انتهاك في حقه مرة أخرى، وكذلك كان مطروحا أن تتمكن هذه الهيئة من مراقبة مبادرات الشرطة الحسنة لتفتح صفحة جديدة مع الشعب.
* قبل قيام الثورة كان لك الكثير من التحفظات على أداء شيخ الأزهر الراحل طنطاوي، فهل تعتقدين أن مؤسسة الأزهر قد تم تسييسها؟
- طبعا، تم تسييس هذا الصرح الديني العملاق ومن كان يرأس أي منصب رسمي في الدولة لا يصح الحديث عن ضغوط يتعرض لها ببساطة لأن من يصل للمنصب في عهد مبارك هو راضخ من الأساس.
* من خلال سنوات عملك الطويلة في النيابة الإدارية هل لك أن تصفي لنا كيف كان يتم اختيار من يتولى مناصب عليا؟
- لم يتم اختيار أي شخص في أي منصب في الدولة إلا وفقا لتقارير أمنية معينة ترصد ولاء هذا الشخص وسلوكه، لدرجة أن التقارير الأمنية التي كان بها كلمة أن الرجل عنده كبرياء مثلا، كافية لإقصائه فورا، وهذا أمر أعرفه شخصيا من خلال أشخاص رشحوا لمناصب معينة ولكن تم الاستغناء عنهم لأنه في التقارير كتب أنه رجل ذو كرامة.
* هل صحيح أنك رشحت لمنصب وزير الداخلية؟
- نعم كانت هناك دعوات على ال«فيس بوك» لترشيحي لمنصب وزير الداخلية، ولا أعتقد صراحة أنني أصلح لهذا المنصب، ولكني أتمنى أن يكون وزير الداخلية رجلا مدنيا وليس ضابطا من داخل الداخلية لاعتبارات كثيرة أهمها تحقيق الحيادية في التعامل مع الفاسدين.
مبنى «ماسبيرو» يتحول إلى رديف لميدان التحرير
شهد مظاهرتين أمس لتطهير التلفزيون والإفراج عن معتقلين مسيحيين
صبي مصري يرفع أمس علم بلاده في مظاهرة «جمعة التطهير» بميدان التحرير، الذي انطلقت منه الشرارة الأولى للثورة، (أ.ب)
القاهرة: وليد عبد الرحمن ومحمود محسن الإسكندرية: أحمد صبري
على عكس المظاهرات التي شهدتها العاصمة القاهرة أيام الجمع منذ انطلاق «ثورة 25 يناير»، والتي أسقطت نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.. انتقلت مظاهرة «جمعة التطهير» من ميدان التحرير الذي انطلقت منه الشرارة الأولى للثورة إلى مبنى التلفزيون على كورنيش النيل، الذي شهد أمس مظاهرتين للإعلاميين والمسيحيين للمطالبة بإقالة رموز الفساد ب«ماسبيرو» والإفراج عن المعتقلين. بينما استخدم أفراد من القوات المسلحة القوة في إبعاد ثلاثة من الشباب ينتمون إلى مجلس أمناء الثورة وحجزهم داخل مبنى التلفزيون.
منذ الساعات الأولى توافد أمس آلاف المواطنين في مظاهرة جديدة أطلق عليها «جمعة التطهير»، التي دعا إليها إعلاميون ونشطاء سياسيون وائتلاف شباب «ثورة 25 يناير» احتجاجا على قانون تجريم الاعتصام والتجمهر والمطالبة بالتخلص من رموز الفساد في وسائل الإعلام.
وردد المتظاهرون شعارات «الشعب يريد تطهير الإعلام»، و«لا الحزب ولا إعلامه ولا فلوله ولا أتباعه».
وأمّ المتظاهرين في صلاة الجمعة الداعية الإسلامي صفوت حجازي، الذي طالب في خطبته بضرورة رحيل رموز الفساد بالتلفزيون وإقالة رؤساء الصحف القومية ورؤساء الجامعات، ووجه حجازي حديثه للمجلس العسكري قائلا: «ارتضينا بكم وما زلنا، لكنكم تكاسلتم بعض الشيء، فلا يزال في (ماسبيرو) أباطرة الفساد الذين جعلوا من الرئيس السابق إلها، فلا نريد للإعلام أن يكون هدفا أو وسيلة لخلق ثورة مضادة»، مضيفا: «الشعب قال سابقا نريد إسقاط النظام، إلا أنه لم يسقط سوى البعض، ولا يزال البعض الآخر قائما».
وهدد حجازي بأنه «إذا وصل الأمر إلى إشعال ثورة أخرى فإننا قادرون، ولكننا لن نفعل، لأن مجلسنا العسكري ورئيس الوزراء الدكتور عصام شرف يتفهمون مطالبنا، ويعرفون أنها مطالب الثورة».
ومن جانبه، طالب علي أبو هليمة، مخرج بالتلفزيون، بتحرير الإعلام من رموز الفساد التي حاولت الانقضاض على الثورة المصرية مثل عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار، ونادية حليم رئيس التلفزيون، وهالة حشيش رئيس قطاع القنوات المتخصصة، قائلا ل«الشرق الأوسط» إن «الإعلام المصري هو ملك للشعب ويجب أن يعبر عن ثورته ولا يجب أن يقوده بقايا النظام البائد»، مضيفا أننا نريد إعادة النظر في بعض اللوائح الخاصة بالسياسات الإعلامية واللوائح المالية وتحديد حد أقصى للأجور، مؤكدا على أن «اجتماعات الحكومة معنا ووعودها لم ينفذ منها شيء».
وأكدت الإعلامية هالة فهمي على أن «مظاهرة أمس أكدت على وجوب تغيير الرسالة الإعلامية لتتواكب مع ما تشهده مصر في أعقاب (ثورة 25 يناير)».
وعلى الجانب الآخر من مبنى «ماسبيرو» نظم عدد من المسيحيين مظاهرة للمطالبة بضبط المشتبه بهم في أحداث كنائس صول والمقطم والمنشية، والبدء الفوري في إعادة بناء مطرانية مغاغة، والإفراج عن 19 معتقلا تم اعتقالهم من أمام «ماسبيرو» قبل ثلاثة أسابيع، مرددين شعارات «عاملوا مريم زي فاطمة تبقى هي دي المواطنة»، وأكد القس متياس على أن المتظاهرين لهم مطالب يجب تنفيذها، وهي الإفراج عن المعتقلين الذين تم إلقاء القبض عليهم أمام «ماسبيرو» والقبض على الجناة في أحداث كنيسة «الشهيدين» بمدينة صول بأطفيح بمحافظة حلوان، والجناة الذين قتلوا الأقباط بالمقطم، وبناء مطرانية مغاغة والإفراج عن الراهبة مريم راغب، وفتح الكنائس التي أغلقها جهاز أمن الدولة تعسفيا.
ومن جهته، كشف محمد عباس، عضو ائتلاف شباب الثورة، عن قيام أفراد من القوات المسلحة بالتعدي على 3 أشخاص من شباب مجلس أمناء الثورة، حاولوا تركيب مكبرات صوت، وتم اقتيادهم داخل مبنى التلفزيون والاعتداء عليهم، قائلا ل«الشرق الأوسط» إن «الائتلاف وجد في مظاهرة أمس لدعوة الحكومة إلى محاربة جميع صور الفساد في الإعلام».
وفي المقابل، تجمعت أعداد قليلة في ميدان التحرير للمطالبة بتكريم أمهات الشهداء وزراعة أشجار لكل شهيد بالميدان.
وفي الإسكندرية، تجمع المئات أمام مسجد القائد إبراهيم احتجاجا على هروب جميع ضباط الشرطة الذين تم إحالتهم للمحاكمة والمتهمين بقتل الثوار يوم «جمعة الغضب» في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، والتنديد بقانون منع التظاهر.
وقال سمير السيد - والد الشهيدة أميرة: «لن نقبل سوى بالقصاص من قتلة شهدائنا»، معلنا الدخول في اعتصام مفتوح بميدان الجندي المجهول بحي المنشية إلى حين إلقاء القبض على الضباط ومحاكمتهم.
ودعا الشيخ أحمد المحلاوي في كلمة عقب صلاة الجمعة إلى القيام بثورة جديدة وسريعة، قائلا: «علينا جميعا نساء وشيوخا وشبابا وأطفالا أن نعود للخروج إلى الشارع مرة أخرى، فالثورة لم تكتمل»، مشيرا إلى استمرار معظم المسؤولين السابقين في جميع القطاعات بالبلاد في مناصبهم، وهم من رموز العهد السابق وتابعون له ومتورطون في العديد من الجرائم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.