في خطوة عدها بعض المثقفين خطيرة وتمثل تحدياً سافراً لهم، أغلق جهاز أمن البشير اتحاد الكتاب السودانيين اليوم الخميس. وقال الأمين العام للاتحاد عثمان شنقر إن مسجل الجمعيات الثقافية بوزارة الثقافة سلمهم خطاب الإلغاء بذرائع واهية لا تمت إلى الواقع بصلة، خصوصاً وأن الاتحاد مستقل عن أيّة جهة سياسية. وقال شنقر إن جهاز الأمن صاحب القرار الرئيسي في الالغاء. وأضاف: أن أحد موظفي وزارة الثقافة أكد له أنهم تسلموا اخطاراً من الأمن يطلب عبره إلغاء اتحاد الكتاب. وعلمت الراكوبة من مصادر صحفية وثقافية واسعة الاطلاع إلى أن استهداف الاتحاد هو جزء من اتجاه أمني ممنهج لاغلاق مراكز الاستنارة ودور المجتمع المدني كافة؛ التي لا توالي "تنظيم الخرطوم"، وتمثل صداعاً وهاجساً له "حتى لو كانت أبوابها مشرعة دون نشاط". إلى ذلك تشير متابعات هذه المصادر الموثوقة بأن جهاز أمن البشير يسعى إلى حكر العمل المدني الثقافي والاجتماعي في جهات بعينها من بينها مؤسسة "أروقة" التابعة لوزير الثقافة السابق السمؤال خلف الله، والذي أُتُهِم من قبل بتسلُّم أموال من ليبيا إبان حكم القذافي "600 مليون جنيه بالقديم" خُصصت لوزارة الثقافة وقتها وتم تحويلها لمؤسسته الخاصة، والتي تمثل واجهة للتنظيم. وإضافة لأروقة، يسعى الجهاز إلى تلميع بعض المراكز التي يديرها صحفيون معروفون بتبعيتهم لحزب المؤتمر الوطني وقربهم من البشير واجهزته، ولكن هذه المراكز لا تجد قبولاً في المجتمع باعتبارها واجهات للسلطة حسب المصادر.