اماط المدير السابق للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون السمؤال خلف الله، اللثام عن اسباب اقالته، وازاح النقاب عن التفاصيل الجوهرية لعملية ابعاده من كابينة ادارة التلفزيون والاذاعة، بعد خمس اشهر فقط من تعيينه. وقال السمؤال في تنوير عقب صلاة الظهر بمسجد الإذاعة، إنه اجتمع الى بكري حسن صالح ووزير الدولة بالمالية، بمكتب الاول، لمناقشة حقوق العاملين بالتلفزيون. مشيرا الى ان النقاش احتدم بينه ووزير المالية، بعدما تمسك بضرورة استلام مبلغ حقوق العاملين كاملاً غير منقوص. لافتا الى انه اقسم على الا ياخذ حقوق العاملين، اذا لم تكن كاملة. وقال السمؤال إن "بكري حسن صالح استغرب حينما سمعني اقسم، فتدخل لكي لا اقسم مرة ثانية، لكنني لم اكترث لذلك، وحلفت بالطلاق انني لن آخذ الاموال منقوصة، وقلت (عليَّ الطلاق ما بشيلة ناقصة). وقال السمؤال: "ان بكري حسن صالح لم يُعجبه تصرفي، فما كان منه الا ان طلب مني مغادرة المكتب، وقال لي انت ما في سوق عشان تحلف بالطلاق". وطالب السمؤال العاملين بالاذاعة والتلفزيون، في ختام حديثه بالعفو، وأن يظلوا متمسكين بحقوقهم عند الدولة، وأن يعملوا يداً واحدة للحفاظ على صورة الإعلام السوداني ومهنيته. ومنذ سبتمبر من العام الماضي وفور تعيينه بدأ الرجل عمله بحركة دؤوبة حتى يحقق ما عجزت عنه إدارة محمد حاتم سليمان السابقة وظل يطمئن (المتظلمين) الذين توسموا فيه خيراً، فكان السموأل يحاول أن يجعل الامور تسير في هدوء دون ضوضاء، لكن يبدو ان مشكلات الهيئة عموماً قد استفحل امرها سيما وان خلف الله المقال قد ضاق ذرعاً بسياسات يرى انها لن تصب في صالح العاملين بالتلفزيون والاذاعة. وكان رئيس الجمهورية قد اصدر قرارا رئاسيا قضى باعفاء السموال خلف الله من منصبه كمدير للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، وذلك بعد اقل من خمسة اشهر على تعيينه، خلفا لمحمد حاتم سليمان الذي تم تعيينه مؤخرا في منصب السكرتير الصحفي للرئيس، والناطق باسم رئاسة الجمهورية. وفسر كثيرون قرار اقالة السمؤال بانه تأكيد للسلطة المطلقة في يد العسكر داخل حزب البشير، على نحو ما ظل حادثا في الفترة الاخيرة. ويسيطر المشير عمر البشير والفريق بكري حسن صالح والفريق عبد الرحيم، على مفاصل العملية السياسية داخل حزب البشير، حتى توارى الحزب الى الصفوف الخلفية تماما، واضحى اقرب الى ثكنة عسكرية منه الى حزب سياسي. ودانت السيطرة مؤخرا للبشير في اعقاب إدخال تعديلات جوهرية على دستور السودان، بحيث جعلته ممسكا بزمام الامور كلها. ويعاني تلفزيون حزب البشير من ازمة مالية حادة، بعدما وصلت نسبة الديون المتراكمة نحو 20 مليار، وهو ما اقلق مضاجع السمؤال الذي حاول ان يحل المشكلة من خلال اجراءات. وعاب نافذون في حزب البشير على المدير السابق للاذاعة والتلفزيون السمؤال خلف الله، الافصاح عن اسباب الاقالة، مشيرين الى ان ذلك من الاسرار التظيمية، وانه ما كان يجب عليه الكشف عنها. وهو ما يفضح العقلية الاحتكارية التي يتعامل معها جهاز امن البشير. وكانت صحيفة (الراكوبة) اول وسيط اعلامي كشف عن اسباب اقالة السمؤال خلف الله، وذلك عندما نشرت وقائع الاجتماع الحاسم الذي تسبب في ابعاد خلف الله من التلفزيون والاذاعة، بصورة مفاجئة.