سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليبي يتقدم للزواج من إيمان العبيدي تقديراً لشجاعتها في مواجهة مغتصبيها..الحكومة الليبية تعرض المال على الفتاة التي قالت إنها اغتُصبت على أيدي قوات القذافي- صورة -
أثنت والدة الفتاة، التي ظهرت أمام عدسات المصورين في أحد فنادق طرابلس لتقول إنها تعرضت للاغتصاب على أيدي القوات الموالية للعقيد معمر القذافي، على ابنتها واصفة إياها ب«البطلة»، وقالت إن مسؤولين في الحكومة الليبية عرضوا عليهم الأموال ومنزلا مقابل تغيير روايتها. وكانت عائشة أحمد قد اتصلت هاتفيا بأهلها في طبرق، في شرق البلاد، قائلة إنها فخورة بالشجاعة التي أظهرتها ابنتها إيمان العبيدي التي انتشرت قصتها في العالم أجمع. وقالت عائشة، التي تدرس ابنتها البالغة من العمر 26 عاما الحقوق في طرابلس: «أنا سعيدة للغاية وفخورة جدا بابنتي». وفي أول رد فعل للحكومة الليبية على الخبر، قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم، مساء الأحد، إن إيمان أطلق سراحها من الاعتقال الحكومي وعادت إلى منزلها في طرابلس مع شقيقتها وزوجها، وإن والديها فقدا الاتصال بشقيقتها ولم يتأكد لهما أن ابنتهما أطلق سراحها. كان من أبرز ما أكد عليه الحادث مدى الصعوبات التي يواجهها الصحافيون في الحصول على المعلومات، حيث تمنع السلطات الصحافيين من الحديث إلى المواطنين الليبيين العاديين، وتمنعهم من مغادرة الفنادق دون حارس حكومي. وكانت إيمان قد تمكنت يوم السبت من اختراق الحاجز والوصول إلى فندق «ريكسوس» في العاصمة طرابلس حيث يقيم مراسلو وسائل الإعلام الأجنبية، لتلتقي الصحافيين أثناء مأدبة الإفطار. وصلت إيمان إلى الفندق باكية شعثاء الشعر وهي تنزف ومصابة برضوض من آثار الضرب وصرخت بأعلى صوتها قائلة إنها اغتُصبت على أيدي خمسة عشر جنديا من قوات القذافي بعد اعتقالها في نقطة تفتيش لأنها من مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، مهد الثورة ضد نظام القذافي. وقبل أن تتمكن إيمان من الانتهاء من قصتها قام حراس الأمن والحراس التابعون للحكومة والنادلون والنادلات بالسيطرة عليها واقتيادها إلى مكان بعيد في سيارة لا تحمل لوحات. وأكد أهل الفتاة الذين يقطنون المنطقة الشرقية حيث لا توجد قيود على الحديث إلى وسائل الإعلام، صدق رواية ابنتهم. وقال حسن مدير، الناشط الحقوقي، الذي كان في زيارة والدة الفتاة في طبرق، إن مسؤولين حكوميين اتصلوا بها في الثالثة من صباح الأحد طالبين منها إقناع ابنتها بتغيير قصتها. وقال مدير: «قالوا إنهم سيمنحونها منزلا جديدا والكثير من المال وأي شيء ترغب فيه»، مشيرا إلى أن الأم نقلت الرسالة لابنتها عبر الهاتف لكن إيمان رفضت». قالت: «أفضّل الموت على أن أغير روايتي لما وقع».وكان موسى إبراهيم قد اتهم العبيدي بممارسة الدعارة، وقال إنها تعلم الشخص الذي اعتدى عليها ووصفها بأنها أم مطلقة وتكسب قوتها من إقامة العلاقات مع الرجال، وقال إن الاغتصاب وقع بعد أن حاول الرجال الذين كانت بصحبتهم إجبارها على شرب الويسكي وضربها. وزاد قائلا: «لسوء الحظ أنها اضطرت إلى أن تكسب قوتها بهذه الطريقة». وحاول الصحافيون الضغط على إبراهيم للسماح لهم بلقاء إيمان للتأكد من صدق روايتها، لكنه قال إن عائلتها لم تسمح لها بذلك، «فهذه قضية متعلقة بالشرف»، مشيرا إلى الأعراف العائلية الصارمة في الدول الإسلامية بشأن مناقشة المسائل المتعلقة بالاغتصاب. بيد أن والدها، عتيق صالح العبيدي، قال إنه سيسعد بحديث ابنته إلى الصحافيين، لكنهم لم يتلقوا طلبا بذلك. وقال: «الاتصال الوحيد الذي تلقيناه كان عندما اتصلوا بنا في الثالثة صباحا، وعرضوا علينا المال إذا ما عدلت إيمان عن روايتها». لكنه فنّد الرواية الحكومية بأنها مطلقة أو أن لديها أطفالا. ويقدم الحادث نظرة على الكيفية التي يتعامل بها النظام الحاكم مع مواطنيه وعزمه على منعهم من الحديث إلى الصحافة، كما تعرض الصحافيون الذين حاولوا حماية إيمان للاعتداء باللكمات أو الطرح على الأرض، بينما أشهر أحد الحراس الحكوميين مسدسا، وتم تحطيم كاميرا لمراسل «سي إن إن» أثناء العراك. ومع مسارعة المؤسسات الإعلامية إلى تغطية الحدث انتشرت على الإنترنت مقاطع الفيديو عبر «فيس بوك» و«تويتر» لتحول إيمان العبيدي إلى رمز للتحدي ضد قوات القذافي بين الناشطين الساعين إلى التخلص من نظامه. كما نظم حشد كبير من النساء مظاهرة في بنغازي يوم الأحد دعما لإيمان. وأكدت عائشة على أنها لا تزال متمسكة بالأمل في إمكانية إنقاذا ابنتها، وقالت: «سأراها مرة أخرى، وسنسقط القذافي. أنا أناشد فرنسا وأوباما وأميركا أن يحضروا إلى هنا وينقذوا ابنتي». *خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الأوسط» الشرق الاوسط ليبي يتزوج إيمان العبيدي تقديراً لشجاعتها في مواجهة مغتصبيها تقدَّم المواطن الليبي فرج الغيثي من مدينة "درنة" خاطباً الليبية إيمان العبيدي، التي تعرَّضت للاغتصاب بطريقة جماعية وحشية، من قِبَل 15 من الفِرَق الأمنية التابعة للرئيس الليبي معمر القذافي، وتداولت الصحف ووكالات الأنباء قصتها. وقالت صحيفة "ليبيا اليوم": إن المواطن الليبي فرج الغيثي اعتبر أن إيمان العبيدي أظهرت شجاعة نادرة، حين كسرت حاجزي الخوف والصمت لتروي قصتها لمراسل شبكة "سي إن إن" في بهو أحد الفنادق بالعاصمة الليبية طرابلس، وقد أُعجِب بها، بعد أن ظهرت على شاشات التلفزيون مُظهرة شجاعتها أمام الكاميرا؛ لتبرز فساد وظلم نظام القذافي. وأضافت الصحيفة: إن عائلة السيد فرج الغيثي ومجموعة من الأقارب والأصدقاء توجَّهوا اليوم إلى مدينة طبرق؛ لعقد قرانه على السيدة إيمان العبيدي. ونقلت وكالة أنباء "فرانس برس" عن السلطات الليبية الاثنين أنه تم الإفراج عن إيمان العبيدي الشابة التي اعتُقِلت الأسبوع الماضي؛ إثر دخولها فندقاً في طرابلس، ينزل فيه صحفيون أجانب مناشدة إيّاهم مساعدتها بعدما قالت: إن عدداً من جنود الزعيم الليبي معمر القذافي تناوبوا على اغتصابها. وقال الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم لوكالة فرانس برس: إن "البنت أُفرِج عنها، ولكن النيابة تحقّق معها حول ملابسات القضية، فهي قضية جنائية وليست قضية سياسية". وأضاف أن "الطرف الثاني "أفراد من الجيش الليبي اتهمتهم باغتصابها" رفعوا ضدها قضية قذف وتشهير، وبالتالي فالنيابة لا زالت تحقّق في هذه القضية، خاصة وأنها رفضت الخضوع لفحص الطب الشرعي؛ للتأكّد من صدق أقوالها بأنها تعرَّضت لاغتصاب". وكانت العبيدي دخلت فندق ريكسوس في طرابلس مناشدة الصحافيين مساعدتها وهي تكشف عن ساقيها؛ لتريهم آثار كدمات وجروح، مُؤكِّدة أنها تعرَّضت للتعذيب والاغتصاب على أيدي رجال النظام. وقالت العبيدي والدموع تنهمر من عينيها: إنها تعرَّضت للتعذيب والاغتصاب "المتكرِّر" على أيدي رجال "كتائب القذافي"، مُشيرة إلى أنها اعتُقِلت عند نقطة تفتيش في طرابلس؛ لأنها من أبناء بنغازي، ثاني مدن البلاد ومعقل الثوار، على بعد نحو ألف كلم شرق طرابلس، وأضافت وهي تعرِض آثار الكدمات على معصميها "قيَّدوا يدي وتناوبوا على اغتصابي طيلة يومين". وسارعت القوى الأمنية إلى اقتيادها خارج الفندق ووضعتها في سيارة قال إبراهيم لاحقاً: إنها قادتها "إلى المستشفى؛ للتأكّد من سلامة قواها العقلية"، مشيراً إلى أن "العناصر الأولى للتحقيق تؤكِّد أن المرأة كانت في حالة سكر". ويُشار إلى أن عدداً كبيراً من الصحفيين الأجانب قاموا بتغطية قصة العبيدي ونقل الحدث إلى جميع وسائل الإعلام العالمية.