القاهرة – الفنانة نادية رشاد لها تاريخ في التمثيل، وكذلك في التأليف وأعمالها يحبها الجمهور خاصة أنها ركزت في مشوارها الفني الطويل على الدراما التلفزيونية، ولم تشارك سينمائيا سولا بفيلم واحد. كثيرا ما تكتب نادية رشاد، ولا تشارك بالتمثيل في أعمالها حتى تحدث التوازن الدرامي المطلوب. ترى أن الأعمال الفنية أساءت كثيرا للمرأة، لأنها تقدم النماذج الجانحة للنساء وتبتعد عن الصور الايجابية لهن. تجهز لتحويل فيلم «المشبوه» الى مسلسل للمخرج نفسه. ■ تركيزك ينصب على الدراما التلفزيونية، سواء في التمثيل أو التأليف، ولك تجربة سينمائية واحدة ما السبب؟ □ التلفزيون أستولى علي لأنني منذ عمر ال 12 سنة وأعمل في الإذاعة في مبنى التلفزيون نفسه، وامتد نشاطي للدراما التلفزيونية. وتجربتي في السينما لفيلم إنتاج الفنانة ماجدة الصباحي وهو «عظماء الإسلام» بعده لم أحاول العمل بها أو السعي إليها وعندما ظهرت أفلام التلفزيون شاركت بالتمثيل دون التأليف في فيلمين وكتبت 5 أفلام شاركت في بعضها. ■ السيناريوهات، التي كتبتها لأفلام التلفزيون، لم تشاركي فيها بالتمثيل هل لأنك لم تكتبي لك أدوارا خاصة بك؟ □ ليس شرطا أن أكتب دورا بأي عمل لي، ولو قصدت ذلك لن يظهر العمل متزنا. إن تأثير التمثيل أو التأليف غير متكافئ في حالة التعمد أن أتواجد بأي عمل أكتبه. ■ ما أهم الظواهر الإجتماعية التي تبحثين عنها في كتاباتك حاليا؟ □ ظاهرة الإنفصال بين الأزواج في وقت قليل بعد الزواج تتضمن بعض أعمالي، التي لم تخرج للنور هذه الظاهرة وغيرها تشغلني. ■ كيف ترين صناعة الدراما التلفزيونية حاليا؟ □ أرى أن الدراما ليست مجرد إبداع، ولكنها صناعة وطنية، مثل أي صناعة أخرى، وأطالب الدولة بالاستثمار فيها، لأنها تحقق المكاسب، كما أن الإعلانات أصبحت المتحكم في إنتاج الدراما الآن، ولذا يجب تدخل الدولة في إنتاج الدراما، كما كانت تفعل من خلال اتحاد الإذاعة والتلفزيون وأن تعمل على فتح أسواق جديدة للمسلسلات، بدلا من فتح أسواق للدراما التركية وسيطرتها على الشاشات العربية. ■ ما أهم مشاكل المؤلفين حاليا من وجهة نظرك؟ □ إشتراط جهة الإنتاج مشاركة أحد النجوم أصحاب شباك التذاكر لبطولة العمل، وهذا يعني تفصيل السيناريو له، وأرى في ذلك إهانة للمؤلف. أحاول التواصل مع صناع الدراما، وأنا منهم للتأكيد أن المرأة الآن مستهدفة، وليس لها الكثير من الحقوق التي حصلت عليها في عدد من الدول العربية. وباسم الإبداع لا ينبغي للمرأة أن تفقد بقية حقوقها، وللأسف صور المرأة في الأعمال الفنية إما أنها تعمل بالمخدرات أو بالأعمال المنافية للآداب أو من اللصوص. ■ هل تلك الصور غير واقعية وتقدمها الأعمال الفنية فقط؟ □ ما نراه هو الصور الجانحة للنساء وهي ما نشاهده على الشاشة، بالإضافة إلى أنواع الضرب والإساءة والتحرش فهي موجودة على الشاشة، ومن كثرتها ستؤدي إلى تبلد إحساس المشاهد تجاه رفض تلك الصور السيئة للمرأة، وتقبل الجمهور هذا الوضع للنساء ويستمر. إن إلحاح طرحها بالأعمال الفنية قد يؤدي إلى قبولها والتعود عليها من الجميع، ولذا ألفت نظر الجمهور والمسؤولين الى أن حرية الإبداع شيء وتدمير المجتمع شيء آخر، لان تلك الصور ليست ما يطغى الآن على الشارع المصري، فالفن انتقاء. ■ ماذا عن تحويلك فيلم «المشبوه» إلى مسلسل؟ □ هذا يأتي بعد نجاح الفيلم، خاصة أنه مع مخرجه نفسه د. سمير سيف، الذي يرى فيه تحديا فنيا أن يحقق النجاح نفسه الفيلم والمسلسل، الذي يتضمن معالجة درامية جديدة تغطي 30 حلقة وتظهر الأحوال والمناخ الجديد في مصر، وتلك التجربة لها إحساس خاص عندي لتحدي النجاح. محمد عاطف القدس العربي