القاهرة – «»: حلت الاثنين الذكرى ال97 على ميلاد النجمة الراحلة ليلي مراد التي رحلت عن عالمنا 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 تاركة رصيدًا فنيًا كبيرًا جعلها حاضرة في قلوب جمهورها ومحبيها حيث قدمت حوالي 28 فيلمًا طوال مشوارها الفني وأشهرها فيلم «الحبيب المجهول» و»سيدة القطار» و»حبيب الروح» و»غزل البنات» و»قلبي دليلى» و»ليلي بنت الأغنياء»، وهناك 7 أفلام حملت اسمها: بدأت ب»ليلى بنت الريف» وانتهت ب»ليلى بنت الأكابر». كما قدمت العديد من الأغنيات التي تعاونت فيها مع كبار الشعراء والملحنين ومن أشهر أغانيها «أبجد هوز، قلبي دليلي، يا رايحين للنبي الغالي، ليه خلتني أحبك، شحات الغرام». ولدت ليلي من أب وأم يهوديين في 17 فبراير/شباط من عام 1918، درست في مدرسة نوتردام ديزابوتر، وتعلمت الغناء على يد والدها الملحن زكي مراد والملحن داود حسني، وغنت بعدها في العديد من الحفلات، وتقدمت للاذاعة المصرية في منتصف الثلاثينات، وتعاقدت معها على الغناء بشكل أسبوعي. عرفها الناس من صوتها عندما أقام لها والدها حفلًا غنائيًا في مسرح القاهرة عام 1932، وحضره عدد كبير من الشخصيات الكبيرة منهم الشاعر الكبير أحمد شوقي، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وبعد أن سمعها عبد الوهاب أشاد بها ومن هنا بدأت علاقتها بالموسيقار عبد الوهاب الذي كان أول من فتح لها باب الشهرة والمجد. لم تتعدد زيجات ليلي مراد كغيرها من نجمات جيلها، ولكن ما هو مؤكد أن زواجها الثاني من الطيار وجيه أباظة لم يكن في العلن بل كان سرًا لسنوات طويلة، وكانت لا تزال على اليهودية، أما علاقتها بالفنان أنور وجدي فهي الأرسخ في الأذهان، حيث شكلا ثنائيًا فنيًا وتعرف أنور وجدي عليها وهي في عز مجدها، لم تكن ليلي مراد قد أعلنت إسلامها وبعد زواجها من أنور وجدي عام 1945 بدأ هو يعد لفيلمه الجديد «ليلى بنت الأغنياء» إخراج يوسف وهبي، وفي ذلك الوقت عرض عليها عبد الوهاب أن تقوم ببطولة فيلم «ممنوع الحب» لكن أنور وجدي رفض لغيرته عليها منه، وقال لها لا بد وأن تتفرغي لشركتنا وأن توقفي نشاطك الآخر. وفي عام 1946 أشهرت إسلامها على يد الشيخ محمود أبو العيون وكيل الجامع الأزهر الذي كانت تداوم على حضور الدروس الدينية التي كان يلقيها. وقبل إسلامها كانت تتعرض لمحاولات تبشيريَّة من قبل راهبات نوتردام، وحتى بعد إسلامها لم تسلم من التشويه. ولم تكن حياة ليلى مراد مليئة بالسعادة خاصة وأنها عاشت مظلومة بعدما طالتها شائعات أنها لا تزال على يهوديتها، وزارت إسرائيل سرًا وتبرعت بما تملك من أموال لليهود فيها، وأنهم يخلدون ذكراها بفيلم سينمائي يحكي مشوارها من الألف إلى الياء وهو الأمر المنافي للحقيقة وكانت مجرد شائعات، وتعرضت لمشاكل كثيرة مع إسرائيل، والسبب في ذلك هو أنهم كانوا يدعونها للعيش في إسرائيل، فرفضت أكثر من مرة، وردت عليهم قائلة: «أنا مصرية ولدت وعشت في مصر وحموت فيها...». ليلي مراد لها ابنان أحدهما من المخرج فطين عبد الوهاب وهو الفنان زكي فطين عبد الوهاب، و»أشرف» من زوجها وجيه أباظة، والتي عاشت لهما وكرست حياتها لتربيتهما بعدما اعتزلت الفن وظلت بعيدة عن العيون والشائعات أربعين عامًا حتى رحلت في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1995، يشار إلى أنه بعد الاعتزال المفاجئ وهي في قمة نجاحها وشهرتها الفنية، بذل العديد من المقربين لها محاولات عديدة للعودة، ولكنها أصرت على الابتعاد والثبات على موقفها، حتى نجح الموسيقار بليغ حمدي في الستينيات في إقناعها بمشاركته في تقديم برنامج تلفزيوني في تلفزيون أبو ظبي.