تحوّل تشيع الشهيدة سمية بشرى الى مظاهرات عنيفة، اغلق بموجبها المحتجون الطريق بين الخرطوم والكلالكلة، عند منطقة الحماداب والشجرة. في وقت اصيبت المواطنة هاجر حبيب الله دفع الله اصابة بالغة في عينها، بعدما اطلقت قوات امن السفاح الرصاص الحي على المتظاهرين، الامر الذي اوقع عشرات المصابين. وقالت مصادر من داخل ساحة المظاهرات ل (الراكوبة) إن حالة السيدة هاجر حبيب الله دفع الله (ربة منزل) حرجة جدا، جراء الاصابة الكبيرة التي تعرضت لها في عينها بواسطة الرصاص الحي الذي اطلقته قوات النظام. واكدت المصادر اصابة احدى الطالبات بجروح تبدو اقل خطورة، مقارنة مع الاصابة التي تعرضت لها السيدة هاجر حبيب الله دفع الله. ولفتت المصادر الى ان رقعة الاحتجاجات اتسعت بصورة كبيرة، بعدما لجأت قوات النظام الى استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين من ذوي الشهيدة سمية، وقالت إن المنطقة تحولت الى كرة من اللهب، بعد ان قام شباب منطقة الحماداب والشجرة باغلاق الطريق العام بصورة نهائية في وجه السيارات، الامر الذي اوجب استخدام الطرق الترابية داخل الاحياء. وعلى نحو ما حدث في تشييع الشهيد صلاح سنهوري في سبتمبر من العام 2013م، مع نافع علي نافع، فان ابناء المنطقة قاموا بطرد والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر، ومعتمد الخرطوم اللواء عمر نمر من سرادق عزاء الشهيدة سمية بشرى، وهتف اهالي المنطقة في وجه الرجلين ومرافقيهم، الامر الذي اضطرهما لمغادرة المنطقة والانسحاب من محيط العزاء على وجه السرعة. وسلمّت المواطنة سمية بشرى الروح الى بارئها مساء (الاثنين)، بعدما صارعت الاصابة القاتلة التي تعرضت لها في مظاهرات الجمعة قبل الماضية بمنطقة الحماداب جنوبي الخرطوم. وكانت الشهيدة سمية قد تعرضت لضربة بكعب بندقية من قبل احد افراد شرطة السفاح إبّان مظاهرات الحماداب الأخيرة بعد أن حاولت حماية شقيقتها الصغرى، وإنقاذها من بطش ووحشية جنود الشرطة بالارتماء فوقها لتحول بين اختها وبين ضربات افراد الشرطة. وفي اثناء ذلك قام احد افراد شرطة السفاح بضرب الشهيدة سمية على رأسها بكعب البندقية التي كان يحملها، الامر الذي ادخلها في غيبوبة فور تلقيها الضربة القاتلة. وظلت الشهيدة سمية تقاوم الاصابة القاتلة لقرابة الشهر بعدما تم إدخالها الى غرفة العناية بمستشفى إبراهيم مالك وسط حراسة مشددة من جهاز أمن البشير، الذي حال دون زيارة أهلها لها. ومنع جهاز امن البشير اهالي وجيران الشهيدة من زيارتها، وذلك حال بينها وبين بعض قادة القوى السياسية التي خفت لزيارتها مثل الدكتورة مريم الصادق المهدي. في وقت رفضت إدارة مستشفى إبراهيم مالك منح أسرة الشهيدة سمية تقريراً طبياً عن حالتها حتى يتسنى لهم إرسالها للخارج للعلاج. وتدافعت حشود ضخمة من أهالي الحماداب الى مستشفى بشائر بعدما قام جهاز امن البشير بتحويل جثمان الشهيدة الى هناك، ورددوا هتافات داوية مثل: (لن ترتاح يا سفاح).. و(مليون شهيد لعهد جديد)، في وقت طوّق العشرات من منسوبي أجهزة أمن السفاح باحة المستشفى، للحيولة دون اتساع دائرة الاحتجاجات. ودرج مواطنو الحماداب والشجرة على التظاهر اسبوعيا في يومي الجمعة والسبت منذ شهور، بسبب شروع السلطات في عمليات بيع مخططات سكنية في اراضي كانوا قد منحوها في وقت سابق لقيادة سلاح المدرعات، لكنهم – اي الاهالي - اكتشفوا نوايا السلطات لبيعها لصالح افراد. وظل المتظاهرون يضرمون النار في اطارات السيارات، ويضعون الاعمدة وسيقان الاشجار والحجارة على الطريق الرابط بين الخرطوم والكلاكلة. وفي آخر مظاهرة – يُرجح ان الشهيدة سمية بشى قد اصيبت فيها - حطّت قوة من الشرطة قوامها اكثر من (15) دفار وعدد من باكسي جهاز امن البشير، في المكان، لتفريق المتظاهرين الذين احتمى بعضهم بمسجد الحماداب المجاور لمكان التظاهرة بالقرب من مركز صحي الشجرة. الا ان القوات الامنية اطلقت الغاز المسيل للدموع داخل مسجد الذي احتمي به بعض المتظاهرين من شباب الحي وقت الصلاة، مما احدث حالة فزع وسط المصلين الذي استنشقوا الغاز وخرجوا يتدافعون من المسجد. وقالت المصادر إن المتظاهرين – يومها - دخلوا في مناوشات مع الشرطة وتبادلوا معها القاء الحجارة، واعادة عبوات الغاز التي اطلقتها الشرطة ولم تنفجر، مما اجبرت القوة الامنية علي التراجع وطلب قوات اضافية.