شيعت صباح اليوم الثلاثاء جماهير غفيرة بالحماداب جنوبالخرطوم الشهيدة / سمية بشرى التى استشهدت مساء أمس متأثرة باصابتها من قبل احد عناصر الأجهزة الأمنية قبل ثلاثة أسابيع . وقال شهود عيان ل(حريات) إن الأجهزة الامنية حشدت منذ مساء الأمس وصباح اليوم اعداداً غفيرة من عناصرها وحاصرت المنطقة واغلقت شارع الشجرة الرئيسى ، ومع ذلك خرج الآلاف فى تشييع الشهيدة ، ثم تحول التشييع الى تظاهرة ضخمة هتفت بسقوط النظام والقصاص للشهيدة . وواجهت الأجهزة الأمنية المشيعين باطلاق اعداد كثيفة من قنابل الغاز السام والرصاص وسط الحشود وداخل المنازل. وأكد شاهد عيان: (لا تزال الشرطة تضرب البمبان والرصاص) ، وأفاد بأنه اصيبت كل من هاجر دفع الله حبيب الله تحت العين برصاص مطاطي وآثار عبد العالم في رجلها وثلاثة شباب آخرين، ولكن هتافات الشباب لا زالت تدوي. وكان مواطنو الحماداب خرجوا فى تظاهرة 30 يناير احتجاجاً على نهب أراضيهم وتحويلها الى مجمعات سكنية استثمارية بواسطة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين . وواجهت الأجهزة الأمنية التظاهرة بإطلاق قنابل الغاز السام واقتحام المنازل وضرب قاطنيها . وضرب أحد عناصر الأجهزة الأمنية سمية بشرى بكعب بندقية على رأسها عدة مرات فظلت فى غيبوبة بالمستشفى من حينها وحتى مساء أمس الاثنين . وبدأ أهالى الحماداب والاحياء المجاورة فى الاحتشاد قرب منزل الشهيدة منذ مساء أمس ، وحين زار اللواء أمن / عمر نمر – معتمد الخرطوم – سرادق العزاء واجهه الشباب بهتافات : (الدم الدم لكلاب الأمن) وحصبوه بالحجارة . ورغم حشد أعداد كبيرة من عناصر قوات القمع فى المنطقة ، شيع الآلاف جثمان الشهيدة ، وبعد مواراة جثمانها تحول التشييع الى تظاهرة حاشدة هتفت بسقوط النظام والقصاص للشهيدة ، وواجهت الأجهزة الأمنية المتظاهرين بقنابل الغاز السام والرصاص ، ولكن أهالى المنطقة يصرون على استمرار التظاهرات حتى القصاص للشهيدة واستعادة أراضيهم ، ودعا نشطاء عديدون الى المؤازرة والتضامن مع أهالى الحماداب .