على غير العادة والمألوف أن يخرج صوت نسائي من مدينة كسلا، نظراً للعرف السائد عند أهل الشرق، فهي قد كسرت ذلك الحاجز، لتخرج للملأ، معلنة أن الماضي لا يمكن أن يشكل الحاضر في ظل الانفتاح الشامل بين أنحاء الوطن الواحد، فهي جميلة الكلمة، والأداء، والشكل، حملت رحلتها من سن مبكرة، تود أن تضع شيئاً مختلفاً بين أضلاع الإبداع، تعمل بجهد؛ من أجل وضع بصمتها الخاصة، وتثبيت شهادة في حق مدينتها البكر بالمبدعين، إلى جانب صوتها الطروب تقوم بالتلحين ومجابدة نصيبها في الإعلام، لتخطّ بعدها مسيرتها في الغناء نظراً لولعها به، كانت لنا معها دردشة خاطفة بين الأسطر بدءًا عرفينا عليك؟ نسمة صالح، من شرق السودان، ولاية كسلا حي الختمية، بفضل الله أكملت السلم التعليمي، والآن في جامعة الرباط، أدرس تقنية معلومات. وكيف كانت بداياتك مع الفن؟ من قبل كنت أقدِّم البرامج في طابور الصباح، تلاها أن اكتشفت داخلي التمثيل، ومن ثم بدأت أُغني؛ مما ساعدني في اكتشاف مواهب أخرى داخلي مثل "الشعر، والكتابة"، أضف إلى ذلك كانت مشاركتي في الدورات المدرسية ذات أثر، حتى تمددت إلى مهرجانات الجامعة الدورية. كيف كان موقف الأُسرة؟ كانت هنالك معارضة شديدة، لكنهم توصلوا إلى قناعة؛ لأنني أقنعتهم بما أحمله، وقد وقفوا معي كثيراً. بطبيعة أهل كسلا لهم وجهة نظر في ذلك؟ أكيد، وأنا أجد نفسي محظوظة لموافقتهم تلك، ووقفتهم إلى جانبي. مَنْ الذي ساعدك في اكتشاف كل تلك المواهب؟ من بعد الله، شقيقتي الكبيرة التي كنت أدندن أمامها، وهي من شجعني وآزرني. في أول مرة تغني كيف كان؟ وبماذا شعرتي؟. كان ذلك في مسرح المدرسة- حينها- كنت في حالة من التوتر؛ نسبة للحشد- والحمد لله- وجدت القَبول. وبماذا تغنيت- حينها؟ عشة صغيرة للبلابل. وبمن تأثرت نسمة؟ لم أتأثر بشخص- بعينه- فأنا أميل إلى كل مفردة جميلة، وللحق أنا معجبة جداً ب "عافية حسن"، وأشعر بأن إحساسها مقرَّب مني. وأية مرحلة تتمني الوصول إليها؟ أتمنى أن أكون من اللائي يذكرهنّ التأريخ، ك "عائشة الفلاتية" واستمرار، "البلابل"، وتفرد "حنان النيل". ولمّا تتغني بالبجاوي؟ الفكرة موجودة وقريباً- إن شاء الله. وما هي نظرتك لفنانيّ كسلا؟ بطبيعة الحال مدينة "كسلا" ينبوع للمبدعين، ومهد الإبداع، وقد أفرزت الكثير ممن ذاع صيتهم، وأنا في انتظار الحظ لأضاف إلى ذلك الصيت. هل لك مشاركات؟ لم أشارك رغم الدعوات؛ وذلك لانشغالي بالدراسة- قطعاً- بعد التخرج سأتفرّغ لما أحبه- وإن شاء الله- سوف تكون البداية الفعلية نحو العديد من الأشياء. وكم عدد أعمالك الخاصة؟ لديّ ما يتجاوز ال 8 أعمال خاصة، منها "أمي" كلمات حسام محجوب، وألحاني، و"صاحبة عمري" كلمات حسام محجوب وألحان الفنان إيهاب جعفر و"ما تشكي" كلمات وألحان أمين و"ضارب سهم" و"ناس أم در" كلمات وألحان الشاعر مهند عبدالمجيد و"كنت قايلة" كلمات هيام وألحاني. أغنية تمنيت لو أنها كانت ملكاً لك؟ "ياحنين" لعافية حسن. ومن أقرب الفنانين صداقة لديك؟ الأخ والصديق "وليد حميدة". شاعر تتمني التعامل معه؟ كل شاعر صاحب مفردة جميلة سوف أتعامل معه. كواحدة من الشباب كيف ترين الساحة بشكلها الحالي؟ القادمين الجدد بحاجة إلى الإعلام وتسليط الضوء وبحاجة إلى المهرجانات ودعم الاتحاد والنقد البنّاء ليس الهادم، فكما هنالك طالح التفتوا للصالح. بصراحة فنان كسلا "مظلوم" أم "كسول"؟ مظلوم لعدم توفر الإمكانيات لتوصيل ما يحمله، أتعلم أن الفضائية لا تساعد في ذلك. التيار