وضعت دورية تابعة لشرطة حزب البشير حدا لحياة صبي في الرابعة عشرة من العمر، وقتلته دهسا، اثناء مطاردتها لتاجر مخدرات في منطقة الشليخة بشرق النيل، الامر الذي حول المنطقة الى بؤرة من المظاهرات العنيفة، احتاجا على مقتل الصبي. وعلمت (الراكوبة) من مصادر بالمنطقة أن دورية الشرطة واصلت في مطاردة تاجر المخدرات، ولم تقم باسعاف الصبي الامر الذي تسبب في ان يفارق الحياة، وهو ما اوغر صدور ذوي الطفل واهالي المنطقة. وقالت المصادر ان اهالي المنطقة قاموا باغلاق الطريق الرئيسي المؤدي لقسم حلة كوكو وقاموا بحرق اﻻطارات احتجاجا على قتل الطفل ذو الاربعة عشر عاما، وهم يرددون بهتافات تدعو للقصاص من القتلة. وحاول المحتجون اقتحام قسم شرطة "حلة كوكو" لكن التعزيزات الشرطية والامنية التي وصلت الى المنطقة حالت دون ذلك، ونوهّت المصادر الى ان تدخل زعماء المنطقة حال دون حدوث كارثة، حيث تمكنوا من تهدئة اهالي المنطقة المحتجين، مطالبين قيادات شرطة المنطقة اتخاذ اﻻجراءات اللازمة لضمان تقديم الجناة الى العدالة، حتى لا يضيع دم الصبي القتيل هدرا. وتعبر منطقة الشليخة واحدة من المناطق التي تستهدفها دوريات الشرطة بانتظام بحجة انها احد الاسواق المركزية لتجارة المخدرات المختلفة، وخصوصا "البنقو". وقالت الشرطة في تصريح قبل يومين، انها تقوم بتسيير حملتين يوميا الى المنطقة بغية تجفيف منابع تجارة المخدرات بالمنطقة. واكدت تقرير سابق للشرطة ان البنقو يُباع في طرقات المنطقة نهارا جهارا، وهو ما استوجب تسيير حملتين يوميا لضبط تجارة المخدرات التي لا تخلو من نوع من التحدي، اذ ان الباعة يقدمون بضاعتهم الى كل من تطأ قدامه تراب تلك المنطقة، دون الخوف من الملاحقة الامنية. واكد تحقيق صحفي ان تجارة البنقو رائجة بصورة كبيرة جدا، لدرجة انه يتم بيعه كما يتم بيع مناديل الورق في التقاطعات المروية في الخرطوم. ويتهم ناشطون سياسيون الشرطة السودانية باستخدام القوة المفرطة تجاه المدنيين، ويقولون انها تميل الى ممارسة العنف غير المبرر ضد المحتجين، الذين يخرجون في مظاهرات مناطقية، او خدمية او مطلبية، مشيرين الى ان الشرطة تستخدم القوة القاتلة والمميتة ضد المتظاهرين الذين يخرجون احتجاجا على سياسات النظام. وسبق ان اودى ضابط شرطة برتبة الملازم يدعى حامد فرحنا بحياة المواطنة عوضية عجبنا بمنطقة الديم جنوبي الخرطوم، وذلك في حادثة مشابهة لحادثة مقتل الطفل بمنطقة الشليخة، في مارس 2012 بعد ان توقف دورية تابعة لشرطة امن المجتمع امام منزل شقيق المجني عليها وبدأت في سؤاله عن اسباب وقوفه في الشارع العام فاخطرهم بانه يقف أمام منزله. واشتبهت الدورية في ان الشاب مخمورا وطلبت منه الدخول الى المنزل فرفض، بعدها قامت القوة بالانسحاب بعد تجمع الأهالي وعادت لاحقا بتعزيزات اضافية واطلق احد افراد الشرطة أعيرة نارية اثناء الاشتباك اصابت احداها المجني عليها في رأسها. وسبق ان اسلمت المواطنة سمية بشرى الطيب الروح الى بارئها، بعدما صارعت الاصابة القاتلة التي تعرضت لها في مظاهرات منطقة الحماداب جنوبي الخرطوم. وكانت الشهيدة سمية قد تعرضت لضربة بكعب بندقية من قبل احد افراد شرطة السفاح إبّان مظاهرات الحماداب بعد أن حاولت "سمية" حماية شقيقتها الصغرى، وإنقاذها من بطش ووحشية جنود الشرطة بالارتماء فوقها لتحول بين اختها وبين ضربات افراد الشرطة. وفي اثناء ذلك قام احد افراد شرطة السفاح بضرب الشهيدة سمية على رأسها بكعب البندقية التي كان يحملها، الامر الذي ادخلها في غيبوبة فور تلقيها الضربة القاتلة. وظلت الشهيدة سمية تقاوم الاصابة القاتلة لقرابة الشهر بعدما تم إدخالها الى غرفة العناية بمستشفى إبراهيم مالك وسط حراسة مشددة من جهاز أمن البشير، الذي حال دون زيارة أهلها لها، قبل ان تسلم الروح الى بارئها.