سلمّت المواطنة سمية بشرى الطيب الروح الى بارئها، بعدما صارعت الاصابة القاتلة التي تعرضت لها في مظاهرات الجمعة قبل الماضية بمنطقة الحماداب جنوبي الخرطوم. وكانت الشهيدة سمية قد تعرضت لضربة بكعب بندقية من قبل احد افراد شرطة السفاح إبّان مظاهرات الحماداب الأخيرة بعد أن حاولت حماية شقيقتها الصغرى، وإنقاذها من بطش ووحشية جنود الشرطة بالارتماء فوقها لتحول بين اختها وبين ضربات افراد الشرطة. وفي اثناء ذلك قام احد افراد شرطة السفاح بضرب الشهيدة سمية على رأسها بكعب البندقية التي كان يحملها، الامر الذي ادخلها في غيبوبة فور تلقيها الضربة القاتلة. وظلت الشهيدة سمية تقاوم الاصابة القاتلة لقرابة الشهر بعدما تم إدخالها الى غرفة العناية بمستشفى إبراهيم مالك وسط حراسة مشددة من جهاز أمن البشير، الذي حال دون زيارة أهلها لها. ومنع جهاز امن البشير اهالي وجيران الشهيدة من زيارتها، وذلك حال بينها وبين بعض قادة القوى السياسية التي خفت لزيارتها مثل الدكتورة مريم الصادق المهدي. في وقت رفضت إدارة مستشفى إبراهيم مالك منح أسرة الشهيدة سمية تقريراً طبياً عن حالتها حتى يتسنى لهم إرسالها للخارج للعلاج. وتدافعت حشود ضخمة من أهالي الحماداب الى مستشفى بشائر بعدما قام جهاز امن البشير بتحويل جثمان الشهيدة الى هناك، ورددوا هتافات داوية مثل: (لن ترتاح يا سفاح).. و(مليون شهيد لعهد جديد)، في وقت طوّق العشرات من منسوبي أجهزة أمن السفاح باحة المستشفى، للحيولة دون اتساع دائرة الاحتجاجات. ودرج مواطنو الحماداب والشجرة على التظاهر اسبوعيا في يومي الجمعة والسبت منذ شهور، بسبب شروع السلطات في عمليات بيع مخططات سكنية في اراضي كانوا قد منحوها في وقت سابق لقيادة سلاح المدرعات، لكنهم – اي الاهالي - اكتشفوا نوايا السلطات لبيعها لصالح افراد. وظل المتظاهرون يضرمون النار في اطارات السيارات، ويضعون الاعمدة وسيقان الاشجار والحجارة على الطريق الرابط بين الخرطوم والكلاكلة. وفي آخر مظاهرة – يُرجح ان الشهيدة سمية بشى قد اصيبت فيها - حطّت قوة من الشرطة قوامها اكثر من (15) دفار وعدد من باكسي جهاز امن البشير، في المكان، لتفريق المتظاهرين الذين احتمى بعضهم بمسجد الحماداب المجاور لمكان التظاهرة بالقرب من مركز صحي الشجرة. الا ان القوات الامنية اطلقت الغاز المسيل للدموع داخل مسجد الذي احتمي به بعض المتظاهرين من شباب الحي وقت الصلاة، مما احدث حالة فزع وسط المصلين الذي استنشقوا الغاز وخرجوا يتدافعون من المسجد. وقالت المصادر إن المتظاهرين – يومها - دخلوا في مناوشات مع الشرطة وتبادلوا معها القاء الحجارة، واعادة عبوات الغاز التي اطلقتها الشرطة ولم تنفجر، مما اجبرت القوة الامنية علي التراجع وطلب قوات اضافية.