*لعل اكبر مآسي الايلولة والتفكيك المنظم لمؤسساتنا الصحية يتجلى فيما تعانيه الان مستشفى الذرة التي كانت تقدم خدماتها لكل اهل السودان وتؤمها دول الجوار، فهذا المستشفى قد بدا تقديم خدماته منذ العام 1968 كثالث صرح يخوض معركته ضد السرطان مع رصيفيه في القاهرة وجنوب افريقيا، وقد ظل هو المركز الوحيد حتى تم انشاء مركز اخر فى حاضرة ولاية الجزيرة ودمدني الذى افتتح فى العام 1999م، ومستشفى الذرة يستقبل ثمانية الف حالة سنويا، بينما يستقبل مركز مدني 1500 حالة.. *بينما تقول تقارير منظمة الصحة العالمية والطاقة الذرية ان حالات السرطان التي لم تصل لمستشفى الذرة بعد تصل الى 23000 حالة، والسودان يحتاج الى سبعة مراكز جديدة لمكافحة امراض السرطان ، والحكومة بدلا من ان تنتبه لهذا الوضع المتفجر وتقوم بواجبها تجاه هؤلاء المرضى ، وتعمل على سد النقص في المراكز. نجدها تعجز تماما عن مواجهة الكارثة ولاتعمل حتى على صيانة الاجهزة المتعطلة لمرضى تعتبر اجسادهم قنبلة موقوتة!! والضغط على مستشفى الذرة ضغط فوق طاقة المستشفى وامكانياته المحدودة جدا قياسا بالمطلوب .. *وعندما جلسنا للدكتور صديق مصطفى مدير مستشفى الذرة ، لخص المشكلة فى انها مستشفى ولائي ولكنه حقيقة مستشفى يخدم كل اهل السودان والذين لايملكون اي خيارات غيره ، وهوعلى هذه الوضعية يملك خمسة اجهزة اذا تعطل منها جهاز واحدا تفاقمت المشكلة وخلقت واقعا ماساويا ، فان تكون محتاجا لسبعة مراكز اضافية ولاتجد لها حلا فهذا يعني اننا نعمل في ظروف بالغة التعقيد ، والدكتور/ كمال حمد الذي يعمل في صمت بجهود خارقة ومبادرات فردية تسفر عن الكثير من النجاحات ولكن تواجهها دائما عقبات التمويل وغيره ، ووزارة المالية تدفع شهريا اربعة مليون جنيه لدعم العلاج ، وبالمقابل لاتوجد اي ميزانيات للكشف المبكر وابحاث السرطان ، وللعلم توجد بالسودان اكثر من ثلاثين كلية طب التي تشمل برامجها السرطان خمس كليات فقط.. * وكشف عن ان صعوبة صيانة الاجهزة انه قد تم احضارها بدون ان تكون معها عقودات خدمة مابعد الشراء، وعندنا مهندسين تم تدريبهم ولكن عدم استمرارية التدريب اوقف عجلة المواكبة والتطور ، فضلا عن ان اجهزة السرطان معظمها امريكية الصنع والمقاطعة الامريكية تؤثر علينا بشكل مباشر. ثم ان اكبر المشاكل تكمن في نقص علاج الكيماوي والدعم الذي ياتي من المالية من المستحيل ان يغطي التكلفة العالية للكيماوي !! ثم اننا لايمكن ان نكون مسؤولين عن كل ولايات السودان ونحن مستشفى ولائي !! *المشكلة الان في مالآت الايلولة والقرار الاخرق الذي اتخذته ولاية الخرطوم يدفع ثمن تباعاته المواطن العادي البسيط المقهور ، وعلى البروفيسور مامون حميدة ان يتخذ القرار باتجاه تاهيل مستشفى الذرة لطالما تم التفكيك النهائي لمستشفى الخرطوم ، وعليه ان يتحمل تبعات الايلولة مهما كانت تكلفتها ..ولنا عودة ..وسلام ياااااوطن .. سلام يا الاستاذ / علي السيد يقول : الحسن الميرغني ( سنة اولي سياسة ) ونفذ رؤية النظام معصوب العينين..اذن ماذا نقول عن الذين نفذوا سياسات النظام وهم مفتحين ..ذي. شيحة التفتيحة ..وسلام يا .. الجريدة الخميس 25/3/2015 [email protected]